دعاء ليلة القدر مكتوب للشيخ محمد جبريل كامل

يُعد الشيخ محمد جبريل أحد أبرز قُرَّاء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، ويحظى بمكانة رفيعة وشعبية واسعة بين المسلمين، يتميز بصوته العذب الذي يبعث الخشوع والسكينة في النفوس، مما جعله محبوباً لدى جمهور واسع يرتبط بتلاواته القرآنية وأدعيته القلبية التي تُعرف بتأثيرها الروحي العميق، وبسبب هذا التأثير، أصبحت تسجيلاته الصوتية، خاصة أدعيته في ليالي رمضان، محط اهتمام وبحث للكثيرين، يتناول هذا المقال الأدعية المنسوبة للشيخ محمد جبريل، مع التركيز على توضيح أصلها الشرعي وتقديم الأدعية الصحيحة الثابتة في ليلة القدر من مصادرها الموثوقة.

الدعاء الصحيح الثابت لليلة القدر من السنة النبوية

قبل استعراض أي صيغ أخرى للدعاء، من الأهمية بمكان البدء بالدعاء الذي علّمه النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهو أفضل ما يُقال في هذه الليلة المباركة.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ:

“قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”

(المصدر: سنن الترمذي، حديث صحيح).

هذا الدعاء هو الأصل والأساس، وهو دعاء جامع ومبارك، يُستحب الإكثار منه في العشر الأواخر من رمضان تحريًا لليلة القدر.

نماذج من دعاء الشيخ محمد جبريل (دعاء ختم القرآن)

اشتهر الشيخ محمد جبريل بدعاء ختم القرآن الذي يلقيه في صلاة التراويح، خاصة في مسجد عمرو بن العاص، وهو دعاء طويل يجمع بين الحمد والثناء والصلاة على النبي والاستغفار والدعاء للنفس والأمة، إليك بعض المقاطع من هذا الدعاء المشهور:

صورة دعاء الشيخ محمد جبريل مكتوب بخط واضح

  • “اللَّهُمَّ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ..، يَا مُعَلِّمَ الْقُرْآنِ..، يَا خَالِقَ الْإِنْسَانِ وَمُلْهِمَهُ الْبَيَانَ..، نَدْعُوكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَصِفَاتِكَ الْعُلَى..، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَدَمِّرْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ”.
  • “اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى حَبِيبِكَ الْمُصْطَفَى..، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَاجْعَلْهُ لَنَا شَفِيعًا، وَارْزُقْنَا شَرْبَةً هَنِيئَةً مِنْ حَوْضِهِ لَا نَظْمَأُ بَعْدَهَا أَبَدًا..، اللَّهُمَّ يَا قَاضِيَ الْحَاجَاتِ وَيَا سَامِعَ الدَّعَوَاتِ..، نَسْأَلُكَ وَأَنْتَ الَّذِي أَنْزَلْتَ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ رَحْمَةً وَهُدًى وَشِفَاءً لَنَا، أَنْ تَجْعَلَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ الْمُبَارَكَةَ لَيْلَةَ الْعِتْقِ مِنَ النِّيرَانِ وَلَيْلَةَ الْغُفْرَانِ وَالتَّوْبَةِ النَّصُوحِ”.
  • “يَا جَبَّارَ الْقُلُوبِ وَيَا نَاصِرَ مَنْ لَا نَاصِرَ لَهُ..، اجْعَلْ هَذِهِ اللَّيْلَةَ لَنَا نُورًا وَبَرَكَةً فِي حَيَاتِنَا، وَسَبَبًا لِتَغَيُّرِ أَقْدَارِنَا إِلَى أَحْسَنِ حَالٍ تَرْضَاهُ لَنَا..، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”.

تنبيه هام: هذه الصيغ هي من الأدعية المُنشأة (غير المأثورة) التي يشتهر بها الشيخ محمد جبريل، وتتميز ببلاغتها وقوة تأثيرها، وهي لم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه بهذه الصورة المجمعة، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية ومباركة، ويجوز الدعاء بما يفتح الله به على العبد من صيغ طيبة لا تخالف الشرع.

حكم الدعاء بصيغ الشيخ محمد جبريل وغيرها من الأدعية

يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بأي صيغة تحمل معاني صحيحة ولا تخالف العقيدة الإسلامية، حتى لو لم تكن واردة في القرآن أو السنة، فباب الدعاء واسع، والمسلم يدعو ربه بما يحتاجه ويشعر به، أدعية الشيخ محمد جبريل وغيره من العلماء والقراء هي من هذا الباب؛ فهي أدعية بليغة ومؤثرة تجمع خيري الدنيا والآخرة.

ومع ذلك، يبقى الأفضل والأكمل هو الالتزام بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهي جامعة لخيري الدنيا والآخرة، وأبعد عن الخطأ، وأعظم في البركة والأجر.

الدعاء المكتوب للشيخ محمد جبريل في ليلة القدر

نص دعاء ليلة القدر للشيخ محمد جبريل مكتوب

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِهَذَا الْمَقَامِ الْمُبَارَكِ وَفِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْعَظِيمَةِ أَنْ تَكْتُبَنَا مِمَّنْ أَعْتَقْتَ رِقَابَهُمْ مِنَ النَّارِ..، وَاعْتِقْ رِقَابَنَا وَرِقَابَ آبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَهْلِنَا أَجْمَعِينَ يَا عَزِيزُ يَا كَرِيمُ يَا غَفَّارُ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا مِنْ شَفَاعَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاجْعَلِ التَّقْوَى لَنَا تِجَارَةً نَرْبَحُ بِهَا..، وَآمِنَّا مِنْ خَوْفِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ..، يَا رَبِّ إِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ:

“ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” [غافر: 60]

وَقُلْتَ وَأَنْتَ أَصْدَقُ الْقَائِلِينَ:

“وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” [البقرة: 186]

فَهَا نَحْنُ نَسْأَلُكَ وَنَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنَا، فَاسْتَجِبْ لَنَا كَمَا وَعَدْتَنَا، يَا مَنْ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ.

“سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” [الصافات: 180-182]

نبذة عن الشيخ محمد جبريل ومسيرته

وُلد الشيخ محمد جبريل في محافظة القليوبية بمصر عام 1964م، أتم حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وتخرج لاحقًا من جامعة الأزهر حاصلاً على ليسانس في الشريعة والقانون، عُرف الشيخ بصوته الندي وقراءته الخاشعة، مما أكسبه شهرة واسعة في العالم الإسلامي.

أبرز إسهاماته في مجال الدعوة وعلوم القرآن:

  • إمامة المصلين: اشتهر بإمامة المصلين في صلاة التراويح بمسجد عمرو بن العاص منذ عام 1988م، حيث يجتمع خلفه آلاف المصلين سنويًا.
  • البرامج الدينية: قدم وأعد برامج دينية في التلفزيون الأردني والمصري وغيره، مثل برنامج “آية ودعاء” و”أحباب الله”.
  • التعليم القرآني: عمل مدرسًا للقرآن الكريم في الجامعة الأردنية، وأسس “المركز الإسلامي لعلوم القرآن” في القاهرة.
  • التسجيلات الصوتية: سجل المصحف المرتل كاملاً بصوته، والذي انتشر على نطاق واسع عبر الإذاعات والقنوات المختلفة.
  • المحاضرات والندوات: ألقى العديد من المحاضرات في المراكز الإسلامية حول العالم، مساهمًا في نشر الوعي الديني الصحيح.

يعيش الشيخ حياة متوازنة، ويؤكد على أهمية الرياضة مثل كرة القدم والسباحة في تحسين التحكم بالنفس والتنفس، وهو ما ينعكس إيجابًا على أدائه في تلاوة القرآن الكريم.

أدعية قرآنية ونبوية جامعة لليلة القدر وغيرها

إلى جانب الدعاء المأثور لليلة القدر، يمكن للمسلم أن يدعو بما شاء من الأدعية الجامعة من القرآن والسنة، ومنها:

  • “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” [البقرة: 201]

    .

  • “رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ” [آل عمران: 8]

    .

  • “يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ” (سنن الترمذي، حديث حسن).

    .

  • “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى” (صحيح مسلم).

    .

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة (FAQs)

س1: هل دعاء الشيخ محمد جبريل ثابت في السنة النبوية؟

ج: لا، الصيغ المشهورة للشيخ محمد جبريل هي أدعية منشأة من تأليفه، تتميز بالبلاغة والتأثير الروحي، وهي ليست من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يجوز الدعاء بها ما دامت معانيها صحيحة.

س2: ما هو أفضل دعاء يقال في ليلة القدر؟

ج: أفضل دعاء هو ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: “اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”.

س3: هل يمكنني أن أدعو بأدعية من عندي في ليلة القدر؟

ج: نعم، باب الدعاء واسع، يمكنك أن تدعو الله بما في قلبك من حاجات وخير، باللغة التي تتقنها، مع الحرص على الأدب مع الله تعالى، ولكن يظل الالتزام بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة هو الأفضل والأعظم أجرًا.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات