دعاء صلاة الفجر قبل وبعد الركعة الثانية مكتوب

صلاة الفجر من أعظم الصلوات التي فرضها الله تعالى، وهي علامة فارقة على صدق إيمان العبد وقوة صلته بربه، تحمل هذه الصلاة فضلًا عظيمًا وأثرًا مباركًا على يوم المسلم، فهي تمنحه النشاط Espiritual والبدني، وتشرح صدره، وتكون سببًا في نزول البركة في رزقه ووقته، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم:

“مَن صلَّى الصُّبحَ في جماعةٍ فَهوَ في ذمَّةِ اللَّهِ”

(رواه مسلم)، والمحافظة عليها في وقتها، خاصة في جماعة، هي مصدر للطاقة الإيجابية والقوة الروحية التي تعين المسلم على تحديات الحياة.

أدعية الفجر الصحيحة من السنة النبوية

الأصل في العبادات، ومنها الدعاء، هو الاتباع والالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، وفيما يتعلق بصلاة الفجر، وردت أدعية وأذكار محددة يُستحب للمسلم أن يحافظ عليها، سواء في الصلاة نفسها (دعاء القنوت) أو بعدها.

1، دعاء القنوت في صلاة الفجر

القنوت في صلاة الفجر هو الدعاء بعد الرفع من الركوع في الركعة الثانية، وهو سنة عند بعض أهل العلم كالشافعية والمالكية، بينما يرى آخرون أن المداومة عليه خاصة في صلاة الفجر لم تثبت، وأن القنوت يكون في النوازل، ومن أشهر صيغ القنوت الثابتة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لسبطه الحسن بن علي رضي الله عنهما، ما يلي:

“اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ”.

المصدر: رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وقال الترمذي: “هذا حديث حسن”.

2، أدعية وأذكار بعد صلاة الفجر

بعد التسليم من صلاة الفجر، يُسن للمسلم أن يأتي بالأذكار الواردة بعد الصلوات المكتوبة، ويُضاف إليها بعض الأذكار الخاصة بهذا الوقت المبارك، ومنها:

  • الدعاء بطلب العلم النافع والرزق الطيب: عن أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلم:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا”.

    المصدر: رواه ابن ماجه، وهو حديث صحيح.

  • سيد الاستغفار: وهو من أذكار الصباح، ووقته بعد الفجر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ:

    اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ”.

    مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ”.
    المصدر: صحيح البخاري.

نص دعاء القنوت الصحيح مكتوب بالتشكيل

أمثلة على صيغ دعاء عامة ومنتشرة

يتداول الناس بعض صيغ الأدعية التي لم ترد بخصوصها في السنة النبوية، ولكن معانيها صحيحة ولا تخالف الشرع، يمكن للمسلم الدعاء بها في أي وقت على وجه العموم، ومنها وقت الفجر، بشرط ألا يعتقد أنها سنة خاصة بهذا الوقت، ومن هذه الصيغ:

  • اللَّهُمَّ اغفِرْ لي ذنبي، ويَسِّرْ لي أَمري، واحلُلْ عُقدةً من لِساني، واهْدِني لِما تُحِبُّ وتَرضَى، واجعلْني من المتَّقينَ المُتَّبِعينَ لهُداكَ، واصرفْ عنِّي شَرَّ ما قَدَّرت، وقِني فتنةَ الليلِ والنَّهارِ، وهَبْ لي من عِندكَ رحمةً تُغنيني بها عَمَّنْ سِواكَ.
  • اللَّهُمَّ إِنِّي أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ.
  • اللهم إنا نسألك أن تبدل أحوالنا إلى ما فيه الخير، وأن تجعلنا من الراضين بما قدرته لنا، اللهم ارزقنا وفرة من نعمك في الدنيا، وامنحنا من عطائك في الآخرة، واجعلنا وأحبابنا في جناتك العليا يا أكرم الأكرمين.
  • اللهم اجعلنا من عبادك الذين رحمتهم وتوليتهم برعايتك، واصرف عنا الشرور والبلايا، وأكرمنا بسترٍ دائم وسعادةٍ وراحة بال، واجعل قلوبنا مطمئنة بذكرك، ووفقنا في جميع أمور حياتنا يا أرحم الراحمين.

تنبيه هام وإخلاء مسؤولية

تنبيه هام: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه بخصوص صلاة الفجر، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة وشاملة لخيري الدنيا والآخرة، ويجوز الدعاء بأدعية عامة بمعانٍ صحيحة ما لم يُعتقد سنيتها في وقت أو حال معين لم يرد به دليل.

أدعية عامة يمكن الدعاء بها في كل وقت

أسئلة شائعة حول دعاء الفجر

  • ما حكم المداومة على القنوت في صلاة الفجر؟هذه مسألة فقهية اختلف فيها العلماء، يرى الشافعية والمالكية أنها سنة مستحبة، بينما يرى الحنفية والحنابلة أن القنوت يكون في النوازل (المصائب العامة) ولا يداوم عليه في الفجر، والأمر فيه سعة، ومن أخذ بأحد القولين المعتبرين فلا حرج عليه.
  • هل يجوز لي أن أدعو بأدعية من عندي في الصلاة؟نعم، يجوز للمصلي أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة في مواضع الدعاء من الصلاة، كالسجود وقبل التسليم، ما لم يكن الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، والأفضل هو الجمع بين الأدعية المأثورة والدعاء بحاجات المرء الخاصة.
  • ما هو أفضل الدعاء بعد صلاة الفجر؟أفضل الدعاء هو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك قوله: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا”، وكذلك المحافظة على أذكار الصباح كاملة، ومنها سيد الاستغفار وآية الكرسي والمعوذات.

المصادر والمراجع

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات