يُعَدُّ عيد الأضحى المبارك من أعظم شعائر الإسلام، ويحتفل به المسلمون في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، تتويجًا لأيام العشر المباركة التي يسبقها يوم عرفة، وهو يوم مشهود تُرجى فيه مغفرة الذنوب وإجابة الدعوات، ويُستحب للمسلم الإكثار من الدعاء والذكر في هذه الأيام الفاضلة، تقربًا إلى الله تعالى وطلبًا لرحمته وفضله.
أدعية مشروعة ومأثورة في عيد الأضحى
الأصل في الدعاء أن يكون بما ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فهي الأدعية الجامعة المباركة التي تشمل خيري الدنيا والآخرة، ومن الأدعية التي يُستحب الإكثار منها في هذه الأيام المباركة:
- الدعاء بخيري الدنيا والآخرة (دعاء قرآني): وهو من أكثر الأدعية التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم.
 “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” (سورة البقرة، الآية: 201). 
- دعاء جامع لخير الدعاء (من السنة النبوية):
 “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا.” (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني). 
- التكبير: وهو من أعظم الأذكار في هذه الأيام، وصيغته المشروعة:“الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد”..
أدعية عامة للأصدقاء والأحبة في عيد الأضحى
يمكن للمسلم أن يدعو لأهله وأصدقائه بما يفتح الله عليه من الأدعية الطيبة التي لا تخالف الشرع، وهذه أمثلة على صيغ عامة يمكن الدعاء بها:
- اللَّهُمَّ يَا عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، نَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ أَسْمَاعَنَا وَأَبْصَارَنَا وَقُوَّتَنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهَا الوَارِثَ مِنَّا، وَتَقَبَّلْ مِنَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ، وَاغْمُرْنَا بِرَحْمَتِكَ الوَاسِعَةِ، وَوَفِّقْ أَحِبَّتَنَا لِكُلِّ خَيْرٍ، وَابْعِدْ عَنْهُمْ كُلَّ شَرٍّ، وَارْزُقْهُمُ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ.
- اللَّهُمَّ يَا مُفَرِّجَ الهُمُومِ وَكَاشِفَ الغُمُومِ، يَا مَنْ تُجِيبُ دَعْوَةَ المُضْطَرِّينَ، فَرِّجْ كُرُوبَنَا، وَيَسِّرْ أُمُورَنَا، وَاكْتُبْ لَنَا مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا.
- اللَّهُمَّ خُذْ بِأَيْدِينَا إِلَى طَاعَتِكَ، وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَخَطِيئَاتِنَا، وَاجْمَعْ شَمْلَنَا عَلَى المَحَبَّةِ وَالرَّحْمَةِ، وَارْزُقْنَا بَعْدَ الضَّعْفِ قُوَّةً، وَبَعْدَ الفَقْرِ غِنًى، وَبَعْدَ الفُرْقَةِ أُلْفَةً، وَبَعْدَ الذُّلِّ عِزَّةً بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
- اللَّهُمَّ أَصْلِحْ قُلُوبَنَا وَثَبِّتْهَا عَلَى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ، وَامْنَحْنَا رِضَاكَ الَّذِي لَا سَخَطَ بَعْدَهُ، وَهِدَايَةً لَا ضَلَالَ بَعْدَهَا، وَعِلْمًا نَافِعًا، وَقَلْبًا خَاشِعًا، وَأَدْخِلْنَا فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ.
تنبيه هام حول الأدعية المنتشرة
تنبيه هام: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس كأدعية عامة، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه بهذه الصياغة المحددة، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي كافية ومباركة وجامعة لخيري الدنيا والآخرة.
دعاء اليوم الأول من عيد الأضحى
لم يثبت في السنة النبوية دعاء مخصص لليوم الأول من عيد الأضحى، ولكن اليوم كله وقت للدعاء والذكر والتقرب إلى الله، ويمكن للمسلم أن يدعو بالأدعية القرآنية والنبوية العامة، مثل:
- دعاء سيد الاستغفار: وهو من أفضل صيغ طلب المغفرة.
 “اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ.” (رواه البخاري). 
- دعاء للاستعاذة من الشرور:
 “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي.” (رواه أبو داود والترمذي، حديث صحيح). 
- دعاء الثبات على الدين:
 “يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ.” (رواه الترمذي، حديث حسن). 
الجوانب الاحتفالية المرتبطة بعيد الأضحى
يتميز عيد الأضحى بأجوائه الفريدة التي تملأ النفوس بالفرح وتمنح الجميع فرصة عيش لحظات مميزة تُضفي على الأيام طابعًا احتفاليًا مختلفًا، حيث تتجسد أسمى معاني البهجة والتلاحم الاجتماعي من خلال مجموعة من المظاهر التي تُبرز روح العيد ومن أبرزها:
- الأضحية: وهي من أعظم شعائر هذا اليوم، وتُقسم الأضحية امتثالًا لأمر الله، ويُوزع منها على الأهل والأصدقاء والفقراء، مما يُجسّد قيم التكافل الاجتماعي.
- صلاة العيد والتكبيرات: ترتفع أصوات التكبيرات منذ فجر يوم عرفة وحتى آخر أيام التشريق، وتجتمع جموع المصلين لأداء صلاة العيد في منظر يُوحد القلوب.
- التوسعة على الأهل وإدخال السرور: من قيم العيد الأساسية مد يد العون للمحتاجين، وتقديم الهدايا، ونشر الفرح والكلمة الطيبة.
- لبس الجديد والتزين: يُستحب للمسلم أن يلبس أفضل ثيابه في يوم العيد، إظهارًا للفرح بنعمة الله، خاصة لدى الأطفال الذين يشعرون بسعادة غامرة.
- تبادل التهاني وصلة الأرحام: يُعزز تبادل التهاني والتزاور بين الأهل والأصدقاء روابط المحبة، ويُعد العيد فرصة ثمينة للصلح وتجاوز الخلافات.
- اجتماع العائلة: تتزين الموائد بأشهى الأطباق، حيث يجتمع أفراد العائلة والأقارب حول سفرة واحدة، مما يُضفي على العيد طابعًا من المودة والألفة.
أبرز الأحكام والآداب الخاصة بعيد الأضحى
هناك مجموعة من الأحكام والآداب الشرعية التي يُستحب للمسلم مراعاتها في عيد الأضحى، ومنها:
- التكبير: يبدأ وقته من فجر يوم عرفة ويستمر حتى غروب شمس آخر أيام التشريق (اليوم الثالث عشر من ذي الحجة)، ويُسنّ الجهر به للرجال في المساجد والأسواق والبيوت.
- الاغتسال والتطيب للرجال: يُستحب للرجل أن يغتسل ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه قبل الخروج لصلاة العيد، أما النساء فيخرجن إلى المصلى دون تبرج أو تطيب.
- التهنئة بالعيد: جرى عمل السلف على التهنئة بالعيد بألفاظ مثل “تقبل الله منا ومنكم”، مما يُسهم في تعزيز الروابط الأخوية.
- مخالفة الطريق: من السنة أن يذهب المسلم إلى مصلى العيد من طريق، ويعود من طريق آخر اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
- ذبح الأضحية: يبدأ وقت الذبح بعد صلاة العيد مباشرة ويستمر حتى نهاية أيام التشريق، والأفضل أن يذبح المضحي أضحيته بنفسه إن استطاع.
- الأكل من الأضحية: يُستحب للمضحي أن يكون أول ما يأكله يوم العيد هو من أضحيته، شكرًا لله على هذه النعمة.
المصادر والمراجع
- سورة البقرة، الآية 201.
- سنن ابن ماجه، كتاب الدعاء، باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- صحيح البخاري، كتاب الدعوات، باب أفضل الاستغفار، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- سنن أبي داود وسنن الترمذي، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
الأسئلة الشائعة
ما هو الدعاء المخصص لعيد الأضحى؟
لم يثبت في السنة النبوية دعاء مخصص يُقال في يوم عيد الأضحى، ولكن يُشرع للمسلم الدعاء بالأدعية العامة من القرآن والسنة، والإكثار من الذكر والتكبير والاستغفار.
هل الأدعية المنتشرة للأصدقاء في العيد صحيحة؟
معظم الأدعية المنتشرة هي صيغ عامة من إنشاء الناس، وهي جائزة إذا لم تحتوِ على محظور شرعي، ولكن الأفضل والأكمل هو الالتزام بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهي أجمع للخير وأعظم في البركة.
متى يبدأ وقت التكبير في عيد الأضحى ومتى ينتهي؟
يبدأ التكبير المقيد (بعد الصلوات) والمطلق (في كل وقت) من فجر يوم عرفة (التاسع من ذي الحجة) ويستمر حتى غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة (آخر أيام التشريق).
 
		
