نص 15 دعاء البركة في الرزق والمال والعمل مكتوب

البركة هي من أعظم نعم الله تعالى على عباده، وهي زيادة الخير ونماؤه وثباته، يطلبها المسلم في كل جوانب حياته، من رزقه وماله وأبنائه إلى وقته وعمله، حين يبارك الله في القليل يجعله كافيًا، وحين يبارك في الكثير يجعله نافعًا وممتد الأثر، إنها مفتاح الطمأنينة والسعادة، والجسر الذي ينقل الإنسان من العناء إلى راحة البال والرضا.

دعاء البركة في الرزق والمال مكتوب بخط واضح

أدعية البركة الثابتة في القرآن والسنة النبوية

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فهي الأدعية الجامعة المباركة التي تشمل خيري الدنيا والآخرة، إليك بعض الأدعية الصحيحة والموثوقة لطلب البركة:

1، دعاء النبي ﷺ لطلب البركة في المال والولد

من أصح الأدعية وأوضحها في طلب البركة، هو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال:

“اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ”

المصدر: متفق عليه (صحيح البخاري وصحيح مسلم)، هذا الدعاء من جوامع الكلم، حيث يجمع بين طلب الكثرة والبركة، وهي أساس الخير كله.

2، دعاء قضاء الدين وسعة الرزق

هذا الدعاء العظيم يُعد من أسباب الكفاية والغنى الحلال بفضل الله، وقد علّمه النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.

“اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ”

المصدر: سنن الترمذي، وهو حديث حسن، يدعو فيه المسلم ربه أن يرزقه الحلال الذي يغنيه عن الحرام، وأن يكفيه بفضله عمن سواه من الخلق.

3، دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة

هذا الدعاء من القرآن الكريم، وكان من أكثر أدعية النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يجمع كل خير يمكن أن يطلبه العبد في دنياه وآخرته، والبركة جزء أساسي من “الحسنة في الدنيا”.

“رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”

المصدر: سورة البقرة، الآية 201.

أدعية مأثورة لطلب البركة من الله تعالى

صيغ وأدعية عامة شائعة لطلب البركة

إلى جانب الأدعية المأثورة، يتداول الناس بعض الصيغ العامة للدعاء التي تحمل معاني طيبة في طلب البركة، يمكن للمسلم أن يدعو بها أو بما يفتح الله عليه من الدعاء، شريطة ألا يعتقد أنها واردة بسند خاص أو أن لها فضلاً معيناً لم يثبت بالدليل.

صيغ دعاء لجلب البركة في الرزق والمال والعمل

أمثلة على أدعية البركة في الرزق والعمل

  • اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي النَّجَاحَ وَالتَّوْفِيقَ فِي كُلِّ أُمُورِ حَيَاتِي وَبَارِكْ لِي فِي عَمَلِي وَمَجْهُودِي، يَا رَبِّ اجْعَلِ الفَرَجَ قَرِيبًا، وَامْنَحْنِي فَرْحَةً تَمْلَأُ قَلْبِي وَسَعَادَةً دَائِمَةً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
  • اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي رِزْقًا طَيِّبًا حَلَالًا مُبَارَكًا فِيهِ، يَا وَاسِعَ الكَرَمِ اجْعَلِ الخَيْرَ يَتَدَفَّقُ إِلَى حَيَاتِي، وَبَارِكْ لِي فِي جَمِيعِ شُؤُونِي، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ.
  • يَا رَبِّ اجْعَلْ رِزْقِي وَاسِعًا يَأْتِي مِنْ حَيْثُ لَا أَحْتَسِبُ، اللَّهُمَّ هَيِّئْ لِي العَمَلَ الصَّالِحَ الَّذِي يُرْضِيكَ عَنِّي، وَيَسِّرْ لِي طَرِيقَ الخَيْرِ وَوَفِّقْنِي فِيمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى.

الدعاء بالبركة في المال والأبناء

أمثلة على أدعية البركة في المال والأبناء

المال والأبناء زينة الحياة الدنيا كما قال تعالى:

“الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا” [الكهف: 46]

، والدعاء لهما بالبركة من أعظم أسباب حفظ هذه النعمة.

أدعية عامة للبركة في الأولاد والمال

  • اللَّهُمَّ بَارِكْ لِي فِي مَالِي وَأَوْلَادِي وَأَهْلِي، وَاجْعَلْهُمْ قُرَّةَ عَيْنٍ لِي، وَاجْعَلْهُمْ فِي طَاعَتِكَ، وَاحْمِهِمْ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَشَرِّ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.
  • اللَّهُمَّ يَا رَزَّاقُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَنِي رِزْقًا مُبَارَكًا وَاسِعًا، وَأَنْ تُلْهِمَ ذُرِّيَّتِي الصَّلَاحَ وَالاسْتِقَامَةَ، وَأَنْ تُحِلَّ البَرَكَةَ عَلَى مَالِي وَأَبْنَائِي، وَأَنْ تُبْعِدَ عَنِّي الفَقْرَ وَهُمُومَ الدُّنْيَا.

دعاء البركة في الراتب والتجارة

تنبيه هام وحكم هذه الأدعية

تنبيه وإخلاء مسؤولية: هذه الصيغ المذكورة في هذا القسم هي مما يتداوله بعض الناس ويجتهدون فيه، ولم تثبت بسند صحيح متصل عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية وشاملة ومباركة، ويجوز الدعاء بصيغ عامة بمعانٍ صحيحة ما لم يُعتقد أنها سنة ثابتة أو أن لها فضلاً خاصاً.

أسباب عملية لجلب البركة وزيادة الرزق

الدعاء سبب عظيم، ويجب أن يقترن بالأخذ بالأسباب الشرعية والمادية التي أمرنا الله بها، فمن أعظم أسباب جلب البركة:

أسباب جلب البركة في حياة المسلم

  • تقوى الله تعالى: هي أساس كل خير، قال تعالى:

    “وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ” [الطلاق: 2-3]

    .

  • التوكل الصادق على الله: مع الأخذ بالأسباب، فمن اعتمد على الله بقلبه كفاه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    “لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا”

    (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح).

  • كثرة الاستغفار: فهو سبب مباشر لنزول الرزق والبركة في المال والولد، قال تعالى على لسان نوح عليه السلام:

    “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ…” [نوح: 10-12]

    .

  • صلة الرحم: فهي من أسباب بسط الرزق والبركة في العمر، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    “مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ”

    (متفق عليه).

  • الصدق والأمانة في التجارة: البيع والشراء بصدق وأمانة يجلب البركة، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    “الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا”

    (متفق عليه).

  • التبكير في طلب الرزق: السعي للعمل في أول النهار سبب للبركة، دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأمته قائلاً:

    “اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا”

    (رواه أبو داود والترمذي، حديث حسن).

فضل الاستعانة بالله والتوكل عليه في طلب الرزق

إن الجمع بين الدعاء المأثور والتوكل الصادق والأخذ بالأسباب هو المنهج النبوي لتحصيل البركة، فالرزق بيد الله وحده، وقد جعل له أسبابًا، فمن أخذ بها مع صدق اللجوء إلى الله، نال الخير والبركة في رزقه وحياته كلها بإذن الله.

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة حول دعاء البركة

ما هو أفضل وقت للدعاء بطلب البركة؟

يمكن الدعاء في كل وقت، فباب الله مفتوح، ولكن هناك أوقات يُستحب فيها الدعاء ويكون أرجى للإجابة، مثل: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، وآخر ساعة من يوم الجمعة، كما يُستحب الدعاء بالبركة عند بدء أي عمل جديد أو عند الحصول على رزق جديد.

هل يجوز أن أدعو بالبركة بلهجتي العامية وبصيغ من عندي؟

نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة وبأي لغة أو لهجة، ما دام معنى الدعاء صحيحاً ولا يحتوي على إثم أو قطيعة رحم، لكن الأفضل والأكمل هو الجمع بين الدعاء بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة، ثم الدعاء بما يحتاجه الإنسان من أمور دنياه.

ما هو البديل الصحيح للأدعية المنتشرة غير الموثوقة؟

البديل الصحيح والأسلم هو الالتزام بالأدعية الثابتة في القرآن والسنة النبوية، مثل دعاء: “اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالِي وَوَلَدِي، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَنِي”، ودعاء: “اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ”، فهذه الأدعية كافية وشافية ومباركة لأنها من نطق من لا ينطق عن الهوى ﷺ ومن كلام رب العالمين.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
2 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
Sayed aslam sadaat

ماشاءالله موضوع جميل جدا

Sayed aslam sadaat

ماشاءالله موضوع جميل جدا ما شاء الله ما شاء الله
سبحان الله الحمد لله