دعاء يامن تحل به عقد المكاره

اللجوء إلى الله -عز وجل- بالدعاء هو من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى خالقه، خاصة في أوقات الشدة والملمات، فالدعاء هو السلاح الذي يواجه به المؤمن مصاعب الحياة، طالباً من الله الفرج والتيسير، ومن الأدعية المأثورة التي يتناقلها الناس في هذا السياق دعاء “يا مَن تُحل به عُقَد المكاره”.

أصل دعاء “يَا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكَارِهِ” ونصه

يُعد هذا الدعاء من الأدعية المشهورة والمأثورة عن السلف، وهو يُنسب إلى الإمام علي بن الحسين زين العابدين -رحمه الله- وهو الدعاء السابع من كتابه “الصحيفة السجادية”، يتضمن هذا الدعاء تضرعًا بليغًا إلى الله تعالى وتوسلًا بأسمائه وصفاته لتفريج الكروب وكشف الهموم.

نص دعاء يا من تحل به عقد المكاره لتفريج الكروب

النص المأثور للدعاء:

“يَا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكَارِهِ، وَيَا مَنْ يَفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدَائِدِ، وَيَا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الْمَخْرَجُ إلَى رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعَابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الْأَسْبَابُ، وَجَرَى بِقُدْرَتِكَ الْقَضَاءُ، وَمَضَتْ عَلَى إرَادَتِكَ الْأَشْيَاءُ، فَهِيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرَادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ…”

حكم التعبد بدعاء “يا من تحل به عقد المكاره”

يحتوي هذا الدعاء على معانٍ عظيمة وتضرع إلى الله تعالى، ولا يشتمل على ما يخالف العقيدة الإسلامية، وبناءً على ذلك، يجوز الدعاء به وبأمثاله من الأدعية المأثورة عن السلف الصالح، على ألا يعتقد الداعي أن له فضلاً خاصاً أو أنه من السنة النبوية التي يُتعبد بترديدها بصفة معينة.

الأصل والأكمل للمسلم هو الالتزام بالأدعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي جامعة لخيري الدنيا والآخرة، وفيها من البركة والفضل ما لا يضاهيها غيرها.

أدعية صحيحة لتفريج الكرب من القرآن والسنة

فيما يلي بعض الأدعية الثابتة والصحيحة التي علمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم لطلب الفرج وكشف الغم:

أدعية صحيحة من السنة النبوية لتفريج الهم والضيق

  • دعاء الكرب: وهو ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب:

    “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ”، (رواه البخاري ومسلم، حديث صحيح)

    .

  • دعاء ذي النون (يونس عليه السلام): وهو من أعظم الأدعية لكشف الغم، قال تعالى:

    “وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” [الأنبياء: 87].

    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

    “دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ”، (رواه الترمذي، حديث صحيح)

    .

  • دعاء الهم والحزن:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ”، (رواه البخاري، حديث صحيح)

    .

فضل اللجوء إلى الله بالدعاء عند الشدائد والمصاعب

صيغ منتشرة وأدعية عامة بمعاني مشابهة

يتداول بعض الناس صيغاً مختلفة للدعاء مستوحاة من معنى “يا من تحل به عقد المكاره”، وهي تعد من الأدعية العامة التي يمكن للمسلم أن يدعو بها ما لم تتضمن محظوراً شرعياً، إليك بعض الأمثلة:

أمثلة على صيغ أدعية لتفريج الهموم

  • “يا مَن تُحلّ به عُقد المكاره، نسألك أن تفيض علينا برحمتك، وتكشف لنا غُمّات الحياة، وتكتب لنا من أمرك فرجًا قريبًا.”.
  • “يا مَن تُحلّ به عُقد المكاره، ارزق قلوبنا الألفة والمودة، واجبر كسر أرواحنا، وامنحنا الإيمان الذي لا يزول والثبات على طريقك.”.
  • “اللهم يا من تُحل به عقد المكاره، ويا من يُلَطّف الحدّة في الشدائد، أخرجنا من ضيق الكربات إلى سعة رحمتك واجعل لنا في كل خطوة نورًا.”.
  • “يا من تُحل به عُقد المَكاره، ارزُقنا الزواج الصالح والستر، وأعنّا على مواجهة صعوبات الحياة، وامنحنا حياة مليئة برضاك وكرمك.”.

الدعاء لطلب الزواج الصالح وتيسير الأمور

تنبيه هام: هذه الصيغ هي من الأدعية العامة التي يتداولها الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية ومباركة، وهي خير ما يدعو به العبد ربه.

أهمية الدعاء بما ورد في القرآن والسنة الصحيحة

التضرع إلى الله بقلب خاشع لطلب الفرج

حسن الظن بالله عند الدعاء لتفريج الكروب

أدعية متنوعة لطلب السكينة والرضا من الله

الدعاء لطلب تيسير الأمور وإزالة الشدائد

طلب المغفرة والتوبة من الله لتفريج الهموم

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة (FAQs)

ما هو أصل دعاء “يا من تحل به عقد المكاره”؟

هذا الدعاء منسوب إلى الإمام علي بن الحسين زين العابدين -رحمه الله- وهو مذكور في كتابه “الصحيفة السجادية”، وهو ليس من الأحاديث النبوية المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

هل دعاء “يا من تحل به عقد المكاره” صحيح؟

الدعاء صحيح من حيث المعنى والمضمون، ولا يحتوي على ما يخالف الشريعة، يجوز الدعاء به كدعاء عام، لكن الأفضل والأكمل هو الالتزام بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة الصحيحة.

ما هو البديل الصحيح من السنة لدعاء تفريج الكرب؟

من أفضل البدائل الصحيحة “دعاء الكرب” الوارد في صحيح البخاري: “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ…”، وكذلك دعاء يونس عليه السلام: “لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”، ودعاء “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ…”.

متى يقال دعاء تفريج الهم؟

يمكن للمسلم أن يدعو بأدعية تفريج الهم والكرب في أي وقت، خاصة في أوقات الشدة والضيق، ويُستحب تحري أوقات إجابة الدعاء مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، ويوم الجمعة.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات