دعاء تحصين النفس من العين (7 ادعية يومية لتحصين النفس)

إن لجوء المسلم إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء هو من أعظم العبادات، وهو الحصن الحقيقي من كل شر ومكروه، فالله عز وجل هو الحافظ، والتوجه إليه بالدعاء المأثور من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة هو السبيل الأنجع لنيل الحفظ والرعاية، ودفع البلاء، وتحقيق الطمأنينة في كل الأمور.

أدعية التحصين الثابتة في القرآن والسنة النبوية

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد عن الله ورسوله، فهي أدعية جامعة ومباركة، وفيها الكفاية والخير، ومن هذه الأدعية الصحيحة والموثوقة:

  • دعاء طلب العافية (من أذكار الصباح والمساء): عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي”.

    (المصدر: سنن أبي داود، حديث صحيح).

  • دعاء الكرب والهم (يقال قبل النوم): عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أوى إلى فراشه:

    “اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ”.

    (المصدر: صحيح مسلم).

  • دعاء الحفظ من كل ضرر (من أذكار الصباح والمساء): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    “مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ”.

    (المصدر: سنن الترمذي، حديث حسن صحيح).

  • الاستعاذة من الشيطان:

    “أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ”.

    (المصدر: سنن أبي داود، حديث صحيح).

أدعية التحصين الصحيحة من السنة النبوية الشريفة

أدعية عامة وصيغ شائعة للحفظ والتحصين

يتداول الناس بعض الصيغ والأدعية التي تحمل معانٍ طيبة، ورغم أنها لم ترد بنصها المحدد في السنة النبوية، إلا أن معناها صحيح ويمكن الدعاء بها على وجه العموم دون نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم أو اعتقاد فضل خاص بها، ومن أمثلة ذلك:

  • “تَحَصَّنْتُ بِذِي الْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ، وَاعْتَصَمْتُ بِرَبِّ الْمَلَكُوتِ، وَتَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الْبَاقِي الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَمُوتُ.”.
  • “اللَّهُمَّ اكْفِنِي شَرَّ الْأَذَى، وَأَبْعِدْ عَنِّي كُلَّ مَكْرُوهٍ، إِنَّكَ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.”.
  • “تَحَصَّنْتُ بِاللهِ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِلَا عَمَدٍ، تَحَصَّنْتُ بِاللهِ الَّذِي بَسَطَ الْأَرْضَ عَلَى مَاءٍ فَجَمَدَ.”.
  • “اللَّهُمَّ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، احْفَظْ أَوْلَادِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ، وَاحْمِهِمْ مِنْ أَعْيُنِ الْحَاسِدِينَ، وَأَصْلِحْ لَهُمْ شَأْنَهُمْ كُلَّهُ.”.

تنبيه هام وحكم هذه الأدعية

تنبيه هام: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة توقيفية، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة وشاملة لكل خير.

يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يفتح عليه من الأدعية الطيبة التي لا تحتوي على محظور شرعي، ولكن لا يجوز نسبتها إلى الشرع أو تخصيصها بوقت أو عدد أو فضل معين لم يرد به دليل.

كيفية تحصين النفس بالطرق الشرعية الصحيحة

التحصين الفعّال يكون باللجوء إلى الله تعالى والتوكل عليه، مع الالتزام بما أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يُعد أقوى وقاية من العين والحسد والسحر وسائر الشرور، ومن أهم هذه الطرق:

  • قراءة آية الكرسي: قراءة آية الكرسي

    “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ…” [البقرة: 255]

    بعد كل صلاة مكتوبة، وعند النوم، فقد ورد في الحديث الصحيح أن من قرأها عند نومه لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح.

  • قراءة آخر آيتين من سورة البقرة: قراءة الآيتين

    “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ…” [البقرة: 285-286]

    ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ”، (متفق عليه).

  • المداومة على قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص: قراءة (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) ثلاث مرات في الصباح والمساء، وبعد كل صلاة، فهي من أعظم ما يُستعاذ به.
  • قراءة سورة البقرة في البيت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ”، (صحيح مسلم).

أذكار نبوية صحيحة لتحصين النفس من الجن والحسد

دعاء الوقاية من الأمراض

الدعاء من أعظم أسباب الشفاء والوقاية، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أدعية جامعة في هذا الباب:

  • دعاء الشفاء العام (الرقية): كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهل بيته، وضع يده عليه وقال:

    “اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ الْبَأْسَ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا”.

    (المصدر: متفق عليه).

  • رقية جبريل عليه السلام: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يَا مُحَمَّدُ، اشْتَكَيْتَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ:

    “بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ”.

    (المصدر: صحيح مسلم).

أدعية نبوية للشفاء والوقاية من الأمراض مكتوبة بالتشكيل

آداب الدعاء وأسباب القبول

لكي يكون الدعاء أرجى للقبول، يُستحب للمسلم مراعاة بعض الآداب التي وردت في الشرع، ومن أهمها:

  • إخلاص النية: أن يكون الدعاء خالصًا لوجه الله تعالى وحده.
  • اليقين بالإجابة: الدعاء بقلب حاضر وموقن بأن الله سيستجيب.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على نبيه: أن يبدأ الداعي بحمد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويختم دعاءه بذلك.
  • الإلحاح في الدعاء: تكرار الدعاء وعدم استعجال الإجابة.
  • تحري أوقات الإجابة: مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، وآخر ساعة من يوم الجمعة.
  • الطهارة واستقبال القبلة: من الآداب المستحبة أن يكون الداعي على طهارة ومستقبلاً القبلة.
  • التوبة والاستغفار: الإقرار بالذنب والتوبة إلى الله من أسباب قبول الدعاء.
  • أكل الحلال: طيب المطعم والمشرب والملبس من أهم أسباب استجابة الدعاء.

آيات قرآنية مختارة للحفظ والتحصين من كل شر

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة حول أدعية التحصين

ما هو أفضل وقت لتحصين النفس؟

أفضل وقت للمداومة على أدعية التحصين هو في الصباح بعد صلاة الفجر، وفي المساء بعد صلاة العصر أو المغرب، فهي أوقات أذكار الصباح والمساء التي وردت بها أدعية الحفظ المخصوصة.

هل يجوز أن أدعو بأدعية من عندي غير مأثورة؟

نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، وبأي صيغة طيبة ليس فيها اعتداء أو إثم، ولكن الأفضل والأكمل هو الالتزام بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة لأنها أجمع للخير وأعظم في البركة.

ما هو البديل الصحيح للأدعية المنتشرة غير الثابتة؟

البديل الصحيح والأسلم هو الاكتفاء بالأدعية الثابتة في القرآن والسنة النبوية، مثل قراءة آية الكرسي والمعوذتين، وأدعية الصباح والمساء الموثوقة، فهي كافية وشافية بإذن الله تعالى.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات