افضل 19 دعاء السعادة وقواعد الفرح من القرآن والسنة

السعادة شعور قلبي بالطمأنينة والسكينة، وهي غاية ينشدها كل إنسان، وفي المنظور الإسلامي، لا تقتصر السعادة على المتع المادية الزائلة، بل هي حالة من الرضا واليقين تنبع من الإيمان بالله والصلة به، إن السعادة الحقيقية تكمن في انشراح الصدر وراحة البال، وهي ثمرة طاعة الله والتوكل عليه، مصداقاً لقوله تعالى:

“فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ” [التوبة: 38].

لذلك، يُعد الدعاء من أعظم الأبواب التي يلج منها العبد إلى ربه، طالبًا منه السعادة في الدارين، وفيما يلي بيان لأدعية ثابتة في القرآن والسنة، مع توضيح حكم بعض الصيغ المنتشرة.

أدعية السعادة وانشراح الصدر من القرآن الكريم والسنة النبوية

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي جامعة لخيري الدنيا والآخرة، ومباركة لفظًا ومعنى.

1، أدعية من القرآن الكريم

تضمنت آيات القرآن الكريم أدعية جامعة تعد من أسس طلب الخير والسعادة:

  • دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة: وهو من أكثر الأدعية التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم.

    “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” [البقرة: 201].

    .

  • دعاء موسى عليه السلام لربه: وهو دعاء عظيم لطلب انشراح الصدر وتيسير الأمور.

    “قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)” [طه: 25-28].

    .

2، أدعية من السنة النبوية الصحيحة

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية عظيمة تزيل الهم وتجلب السعادة والطمأنينة، ومنها:

  • دعاء تفريج الهم والكرب:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي”، (رواه أحمد، حديث صحيح).

    .

  • دعاء صلاح الأمور كلها:

    “اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ”، (رواه مسلم، حديث صحيح).

    .

  • دعاء النفس المطمئنة:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ نَفْسًا بِكَ مُطْمَئِنَّةً، تُؤْمِنُ بِلِقَائِكَ، وَتَرْضَى بِقَضَائِكَ، وَتَقْنَعُ بِعَطَائِكَ”، (رواه الطبراني وصححه الألباني).

    .

أمثلة على أدعية شائعة لطلب الفرح

دعاء لجلب السعادة والفرح مكتوب بخط جميل

يتداول بعض الناس صيغًا معينة للدعاء بقصد طلب السعادة، ومن الأمثلة على ذلك:

  • “اللهم يا من بيده كل شيء، أسألك أن تغمرني وتغمر أحبتي بسعادة لا تشوبها كآبة، وفرح لا يعكره هم، وعافية تدوم ولا تزول”.
  • “اللهم إني أسألك دعوة لا تُرد، ورزقًا لا يُعد، وسعادة تملأ قلبي وأيامي، وأسألك يا كريم أن ترزقني نعيمًا لا ينفد وراحة لا تزول”.
  • “اللهم طهر قلبي من كل ضيق، واملأه بالإيمان والتقوى، ارزقني نفسًا راضية وقلبًا مطمئنًا، وأبعد عني كل هم وحزن”.

تنبيه هام وحكم هذه الأدعية: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، والدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية ومباركة وشاملة، ومع ذلك، يجوز الدعاء بألفاظ لم ترد عن النبي ﷺ بشرطين: أن يكون معناها صحيحًا، وألا تخالف الشريعة، ولكن يبقى الأفضل والأكمل هو الدعاء بالمأثور، فهو أسلم وأعظم أجرًا.

مفاتيح السعادة الحقيقية في منظور الإسلام

دعاء من السنة النبوية لطلب السعادة وانشراح الصدر

إن السعادة الحقيقية ليست هدفاً بعيد المنال، بل هي ثمرة طبيعية لمنهج حياة إسلامي متكامل، ويوضح لنا القرآن الكريم والسنة النبوية أسسًا متينة لتحقيقها:

  • الصبر وذكر الله: الصبر على أقدار الله والرضا بها من أعظم أسباب الطمأنينة، كما أن ذكر الله تعالى، وخاصة التسبيح والتهليل، يملأ القلب سكينة، لقوله تعالى:

    “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” [الرعد: 28].

    .

  • العفو والتسامح: إن تطهير القلب من الغل والحقد تجاه الآخرين، والعفو عنهم، يورث راحة نفسية لا تقدر بثمن، فالعافون عن الناس هم من المحسنين الذين يحبهم الله، كما قال تعالى:

    “وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” [آل عمران: 134].

    .

  • لزوم القرآن الكريم: إن التمسك بالقرآن الكريم، قراءةً وتدبرًا وعملًا، هو النور الذي يضيء حياة المسلم، فهو شفاء لما في الصدور، ورحمة للمؤمنين، ومصدر هداية وسعادة لا تنقطع، قال تعالى:

    “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ” [الإسراء: 82].

    .

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة

ما هو أصح دعاء لطلب السعادة وإزالة الهم؟

من أصح وأجمع الأدعية الواردة في هذا الباب هو حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ…” المذكور أعلاه، فهو دعاء عظيم يشتمل على التوسل بأسماء الله وصفاته، وله أثر كبير في جلاء الأحزان وتفريج الهموم بإذن الله.

هل يجوز الدعاء بصيغ من عندي لطلب السعادة؟

نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يفتح عليه من صيغ، ما دام معناها صحيحًا ولا تحتوي على محظور شرعي أو اعتداء في الدعاء، ومع ذلك، فإن الدعاء بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة هو الأفضل والأكمل والأعظم أجرًا، لأنها من كلام الله أو كلام رسوله ﷺ، وهي جامعة للمعاني ومباركة.

ما هي أفضل الأوقات لاستجابة الدعاء؟

هناك أوقات وأحوال عديدة يُرجى فيها إجابة الدعاء، منها: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود أثناء الصلاة، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وعند نزول المطر، وفي السفر، ودعاء الصائم حتى يفطر.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات