إن من أعظم أسباب الطمأنينة وراحة القلب للمسلم هو المداومة على ذكر الله تعالى، واللجوء إليه بالدعاء، فالأذكار والأدعية حصنٌ للمسلم من الشرور، وسببٌ لنيل البركات وتفريج الكروب، وأفضل ما يدعو به العبد ويحصّن به نفسه هو ما ورد في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فهي جامعة لخيري الدنيا والآخرة.
لذلك، نقدّم هنا مجموعة من الأدعية والأوراد اليومية الصحيحة والمأثورة التي تُعين المسلم على تحصين نفسه وأهله، مع بيان مصادرها لتعزيز الثقة والموثوقية.
يمكنك تحميل ورد يومي للتحصين بصيغة PDF، وهو أداة تساعد على تذكُّر الأذكار الصحيحة التي تقربك من الله وتعينك على مواجهة أعباء الحياة بقوة وإيمان.
أوراد التحصين اليومية من القرآن والسنة الصحيحة
الأصل في الأذكار والأدعية هو التمسك بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو أعلم الناس بما ينفعهم، وهذه باقة من أهم أذكار التحصين اليومية الثابتة:
- آية الكرسي (بعد كل صلاة مكتوبة وقبل النوم): وهي أعظم آية في القرآن الكريم، ومن قرأها لم يزل عليه من الله حافظ.
“اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ” [البقرة: 255].
.
- قراءة المعوذات (سورة الإخلاص والفلق والناس): تُقرأ ثلاث مرات في الصباح والمساء، ومرة بعد كل صلاة، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ”
(رواه أبو داود والترمذي، حديث حسن).
- دعاء التحصين من كل شر: يُقال ثلاث مرات في الصباح والمساء.
“بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”
(رواه الترمذي، حديث حسن).
- الاستعاذة بكلمات الله التامات:
“أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ”
(رواه مسلم)، يُقال ثلاث مرات في المساء، وعند نزول أي منزل.
أمثلة على صيغ الدعاء العامة للحفظ والبركة
بعد الالتزام بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، يمكن للمسلم أن يدعو الله بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة، مستخدماً صيغاً حسنة المعنى لا تخالف الشرع، الأدعية التالية هي من هذا الباب.
تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس ويستحسنون معناه، ولم تثبت بلفظها المحدد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية ومباركة وشاملة لكل خير.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُحَصِّنَنِي بِعَظَمَتِكَ وَقُوَّتِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَمَكَائِدِ الْمَاكِرِينَ، وَأَنْ تُحِيطَنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ، وَتَكْفِيَنِي بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ، وَابْعِدْ عَنِّي كُلَّ سُوءٍ وَأَذًى يَا قَوِيُّ يَا مَتِينُ.
- اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي وَلِذُرِّيَّتِي وَأَحِبَّائِي دِرْعًا مِنْ نُورٍ تَحْمِيهِمْ مِنْ أَعْيُنِ الْحَاسِدِينَ وَمِنْ كُلِّ سُوءٍ أَوْ مَكْرُوهٍ، احْفَظْهُمْ يَا اللهُ فِي كُلِّ اتِّجَاهَاتِهِمْ، وَوَفِّقْهُمْ فِي كُلِّ خُطُوَاتِهِمْ، وَاجْعَلْ رَحْمَتَكَ شَامِلَةً لَهُمْ فِي دُنْيَاهُمْ وَأُخْرَاهُمْ يَا وَاسِعَ الرَّحْمَةِ.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ نَفْسِي وَأَهْلِي وَأَبْنَائِي وَأَحِبَّتِي، اللَّهُمَّ حَصِّنْهُمْ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَرٍّ أَوْ عَيْنٍ خَبِيثَةٍ، وَاحْفَظْهُمْ مِنْ أَيِّ أَذًى أَوْ ضَرَرٍ، وَارْزُقْنَا حَيَاةً مَلِيئَةً بِالطَّاعَةِ وَالْهِدَايَةِ، وَاجْعَلْ قُلُوبَنَا عَامِرَةً بِالْإِيمَانِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
- يَا اللهُ، أَسْتَوْدِعُكَ أَعَزَّ النَّاسِ عَلَى قَلْبِي مِنْ أَهْلِي وَأَحِبَّتِي، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُمْ دَائِمًا فِي أَمَانِكَ وَرِعَايَتِكَ كَمَا حَفِظْتَ نَبِيَّكَ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ، اللَّهُمَّ ارْزُقْهُمْ أَطْيَبَ مَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا مِنْ خَيْرٍ وَصِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ، وَاحْمِهِمْ مِنْ مَكَائِدِ الْأَشْرَارِ، وَأَدِمْ عَلَيْهِمْ نِعْمَتَكَ الَّتِي لَا تَزُولُ يَا خَيْرَ الْحَافِظِينَ.
أدعية جامعة للخير والتوفيق
المداومة على ذكر الله تمنح النفس قوة ورضا لمواجهة تحديات الحياة، وهذه بعض الأدعية الجامعة من السنة النبوية، والتي يمكن للمسلم أن يلتزم بها لطلب التوفيق والبركة في جميع شؤونه:
- سيد الاستغفار: وهو من أعظم صيغ طلب المغفرة، ويُقال في الصباح والمساء.
“اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ”
(رواه البخاري).
- دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة: وهو من أكثر الأدعية التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم.
“رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” [البقرة: 201].
.
- دعاء صلاح الشأن كله:
“يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ”
(رواه الحاكم وصححه الألباني).
- دعاء لطلب العلم النافع والرزق الطيب:
“اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا”
(رواه ابن ماجه، حديث حسن).
إن المسلم الذي يجعل قلبه عامراً بذكر الله، ولسانه رطباً بدعائه، يجد في حياته نوراً وبركة وحفظاً من الله تعالى، فالحرص على الأذكار الواردة في القرآن والسنة هو أساس التحصين، وهو الذي يمنح النفس الطمأنينة والأمان الحقيقي بفضل الله وقدرته.
المصادر والمراجع
- سورة البقرة، الآية 255 (آية الكرسي).
- سورة البقرة، الآية 201.
- صحيح البخاري، حديث رقم 6306 (سيد الاستغفار)، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- صحيح مسلم، حديث رقم 2709 (أعوذ بكلمات الله التامات)، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- سنن الترمذي، حديث رقم 3393 (فضل المعوذات)، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- سنن الترمذي، حديث رقم 3391 (بسم الله الذي لا يضر)، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- سنن ابن ماجه، حديث رقم 925 (اللهم إني أسألك علماً نافعاً)، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
الأسئلة الشائعة (FAQs)
س1: ما هو أفضل وقت للدعاء والذكر؟
ج1: كل الأوقات مناسبة لذكر الله، ولكن هناك أوقات يُرجى فيها إجابة الدعاء بشكل خاص، مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، وآخر ساعة من يوم الجمعة، بالإضافة إلى أذكار الصباح بعد صلاة الفجر وأذكار المساء بعد صلاة العصر.
س2: هل يجوز لي أن أدعو بصيغ من عندي غير واردة في السنة؟
ج2: نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يحتاجه من أمور الدنيا والآخرة بأسلوبه الخاص، بشرط ألا يكون في الدعاء اعتداء أو مخالفة شرعية، ولكن، يبقى الأفضل والأكمل هو الدعاء بما ورد في القرآن والسنة، لأنها أدعية جامعة ومباركة نطق بها الأنبياء والصالحون.
س3: ما هي أهم الأذكار اليومية التي لا ينبغي تركها؟
ج3: من أهمها أذكار الصباح والمساء، وآية الكرسي دبر كل صلاة وقبل النوم، والمعوذات، وقول “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” مئة مرة في اليوم، فهي حرز من الشيطان.

