نص دعاء التسخير والقبول بين الناس مكتوب كامل

يَشعُر المسلم بالسكينة والرضا حين يرى أثر دعائه في حياته، فالدعاء من أعظم العبادات التي تصل العبد بربه، وإن طلب القبول والمحبة بين الناس، وتيسير الأمور، من الحاجات الفطرية التي يسعى إليها الإنسان، والأصل في تحقيق ذلك هو الجمع بين حُسن الخلق والتوجه الصادق إلى الله تعالى، فهو سبحانه مقلّب القلوب ومُسخّر الأمور.

في هذا المقال، نستعرض أدعية من القرآن والسنة، ونوضح حكم بعض الصيغ المنتشرة بين الناس، مع التركيز على المصادر الموثوقة لتقديم محتوى ديني احترافي وموثوق.

أدعية قرآنية ونبوية للقبول والمحبة وتأليف القلوب

إن خير ما يدعو به العبد هو ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي أدعية جامعة ومباركة وثابتة المصدر، ومن هذه الأدعية:

  • دعاء لتأليف القلوب:

    “رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” [البقرة: 250].

    وهو دعاء شامل يطلب فيه العبد من ربه الثبات والصبر، وهما من أعظم أسباب النصر والقبول.

  • دعاء لطلب المحبة من الله:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَالعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي وَأَهْلِي، وَمِنَ المَاءِ البَارِدِ”

    (رواه الترمذي، وقال: حديث حسن)، فمحبة الله للعبد هي أساس محبة الناس له.

  • دعاء لصلاح الأحوال:

    “يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ”

    (رواه النسائي، حديث حسن)، وهو من أذكار الصباح والمساء، وفيه طلب لصلاح جميع الأمور بتوفيق من الله.

دعاء مكتوب لطلب القبول والمحبة من الله تعالى

صيغ أدعية شائعة للقبول والتسخير (للعلم والاطلاع)

تنتشر بين الناس بعض صيغ الأدعية التي لم ترد في مصادر شرعية معتمدة، ورغم أن بعضها قد يحمل معاني حسنة، إلا أنه لا يجوز نسبتها إلى الدين أو اعتقاد فضل خاص بها، نذكرها هنا من باب التوضيح والبيان:

  1. “يا رحمنُ يا رَحيمُ يا عَلِيُّ يا كَبيرُ أسْألك يا رَبُّ بِعَظَمتِكَ وَبِجَلالِ قَدرِكَ أنْ تَملأ قَلبي بالمَحَبةِ وَالقَبولِ…”.
  2. “إلهي بحق يس والقرآن الحكيم وبحق طه والقرآن العظيم يا من يقضي حوائج السائلين…”.
  3. “بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، اللّهم إنه ليس في السماوات دورات ولا في الأرض غمرات..، فبالقدرة التي سخرت بها أهل السماوات والأرض سخر لي قلوب المخلوقات…”.
  4. “اللهم يا مسخر القوي للضعيف ومسخر الجن لنبينا سليمان ومسخر الطير والحديد لنبينا داود..، سخر لي يا الله كل من جعلته مسؤولًا عن شأني…”.

تنبيه هام وإخلاء مسؤولية: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة توقيفية، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة لمن لزمها، ويجوز للمسلم أن يدعو الله بما يفتح عليه من الأدعية العامة التي لا تخالف الشرع، دون أن ينسبها للدين أو يعتقد لها فضلاً خاصاً.

ما حكم التعبد بالأدعية المنتشرة للقبول والتسخير؟

يقوم الدين الإسلامي على الاتباع والالتزام بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، والدعاء هو من أجلّ العبادات، والأصل فيه أن يكون توقيفيًا، أي نلتزم فيه بما شرعه الله ورسوله.

  • الأدعية الثابتة: هي الأدعية الواردة في القرآن والسنة، وهي الأفضل والأكمل والأكثر بركة، وينبغي للمسلم أن يحرص عليها.
  • الأدعية العامة (غير الثابتة): يجوز للمسلم أن يدعو الله بأي دعاء فيه خير له في دينه ودنياه، ما لم يتضمن اعتداءً في الدعاء أو مخالفة شرعية، الصيغ المنتشرة تندرج تحت هذا الباب، فيجوز الدعاء بمعانيها العامة (مثل طلب المحبة والقبول) ولكن بشرطين:
    1. عدم نسبتها للدين: لا يجوز القول بأن هذه الصيغة “سنة” أو لها “فضل خاص” ما لم يثبت ذلك بدليل صحيح.
    2. عدم الاعتقاد بخصوصيتها: لا يجوز الاعتقاد بأن هذه الكلمات بحد ذاتها لها تأثير خاص، فالتأثير والاستجابة من الله وحده.

الخلاصة أن الأولى والأفضل هو الالتزام بالأدعية المأثورة، فهي كافية وشاملة، ومن أراد أن يدعو بغيرها فله ذلك بالشروط المذكورة.

آيات قرآنية عن المحبة والمودة

القرآن الكريم هو مصدر الهداية والنور، وقد وردت فيه آيات كثيرة تتحدث عن المحبة والمودة، وهي تدل على أن هذه المعاني من نعم الله على عباده، من هذه الآيات:

  • “وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي” [طه: 39]

    .

  • “قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” [آل عمران: 31]

    .

  • “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” [الروم: 21]

    .

  • “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا” [مريم: 96]

    .

دعاء لجلب الرزق والقبول بين الناس

أسباب جلب محبة الله والقبول بين الناس

الدعاء وسيلة عظيمة، ولكن لا بد أن يقترن بالعمل الصالح والأخلاق الحسنة، فمن أراد محبة الله وقبول الناس، فعليه بالآتي:

  1. الإخلاص لله تعالى: أن تكون جميع الأعمال خالصة لوجه الله، فهذا هو أساس القبول.
  2. اتباع السنة: الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال هو الطريق لمحبة الله.
  3. حسن الخلق: معاملة الناس باللطف والرحمة والصدق والأمانة من أعظم أسباب كسب مودتهم.
  4. قضاء حوائج الناس: السعي في مساعدة الآخرين وتفريج كروبهم من أحب الأعمال إلى الله.
  5. الاستغفار والتوبة: كثرة الاستغفار تُطهر القلب وتُصلح الحال، مما يجعله محلاً لنظر الله ومحبة خلقه.

دعاء القبول في العمل والرزق

طلب الرزق الحلال والنجاح في العمل من الأمور المشروعة التي يسعى لها كل مسلم، ويمكن الدعاء بأدعية عامة لطلب التوفيق والبركة، مثل:

  • “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا”، (رواه ابن ماجه، حديث صحيح)، وهو من أذكار الصباح.
  • “اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ”، (رواه الترمذي، حديث حسن).
  • “اللَّهُمَّ بَارِكْ لِي فِي رِزْقِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاشْرَحْ لِي صَدْرِي”، (دعاء عام).

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة (FAQs)

هل الأدعية المنتشرة لجلب المحبة صحيحة؟

معظم الصيغ المنتشرة بعبارات محددة (مثل “بحق سورة يس” أو “يا مسخر الجن لسليمان”) لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأفضل هو الدعاء بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة، أو الدعاء بصيغ عامة لا تخالف الشرع دون نسبتها للدين.

ما هو أفضل دعاء للقبول والمحبة؟

أفضل دعاء هو ما يجمع بين طلب محبة الله أولاً، ثم طلب صلاح الحال، ومن أجمع الأدعية: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَالعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ”، وكذلك دعاء “يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ”.

كيف أجمع بين الدعاء والعمل لكسب محبة الناس؟

الإسلام دين يوازن بين الأسباب والتوكل، فالدعاء هو طلب العون من الله (التوكل)، والعمل بالأسباب هو اتخاذ السلوكيات الصحيحة (مثل حسن الخلق، ومساعدة الآخرين، والصدق في التعامل)، والمسلم يجمع بينهما؛ فيدعو الله بالتوفيق والقبول، ويجتهد في تحسين أخلاقه وعلاقاته.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات