افضل 20 أدعية تيسير الأعمال مستجابة

الدعاء هو جوهر العبادة وأصلها، وهو الصلة المباشرة بين العبد وربه، التي يتوجه بها إلى خالقه سبحانه طلبًا لعونه وتوفيقه في كل شؤون حياته، وقد أمرنا الله عز وجل بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال تعالى:

“وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” [غافر: 60]

، سواء كانت الحاجة تتعلق بأمور الدنيا من رزق وزواج وعمل، أم بأمور الآخرة من طلب للمغفرة والرحمة، فإن الدعاء هو السلاح الأقوى الذي يستعين به المؤمن، متوكلاً على الله ومُخلصاً له النية، وقد أرشدنا القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة إلى أدعية جامعة ومباركة، نوضح في هذا المقال الثابت منها، ونبيّن حكم ما شاع بين الناس.

أدعية صحيحة من القرآن والسنة لتيسير الأمور

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي أدعية مباركة جامعة لخيري الدنيا والآخرة، ومن هذه الأدعية:

1، دعاء نبي الله موسى عليه السلام لطلب تيسير الأمور

وهو من أعظم الأدعية القرآنية عند الإقدام على مهمة صعبة أو أمرٍ ذي بال، حيث دعا به نبي الله موسى حين أرسله الله إلى فرعون.

“رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)” [سورة طه: 25-28]

2، دعاء تيسير كل عسير

من الأدعية النبوية المأثورة التي تُقال عند استصعاب الأمور، وهو دعاء عظيم يعلّم المسلم التوكل على الله في أن يجعل الصعب سهلاً.

“اللَّهُمَّ لاَ سَهْلَ إِلاَّ مَا جَعَلْتَهُ سَهْلاً، وَأَنْتَ تَجْعَلُ الْحَزْنَ إِذَا شِئْتَ سَهْلاً”

المصدر: رواه ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني، وهو دعاء يُظهر تمام الافتقار إلى الله عز وجل.

3، دعاء الكرب والهم

كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به عند الكرب، وهو من الأدعية الجامعة التي فيها توحيد وإقرار بعظمة الله وقدرته.

“لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَواتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ”

المصدر: متفق عليه (صحيح البخاري وصحيح مسلم).

4، سيد الاستغفار لطلب الرزق وتفريج الهموم

الاستغفار من أعظم أسباب تيسير الأمور وجلب الرزق، وسيد الاستغفار هو أفضل صيغه كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم.

“اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ”

المصدر: صحيح البخاري.

أدعية من القرآن والسنة لتيسير الأمور مكتوبة بخط جميل

أدعية عامة وصيغ شائعة لتيسير الرزق والأعمال

يتداول بعض الناس صيغاً للدعاء لم ترد في نصوص الكتاب أو السنة بلفظها، ولكنها تحمل معانٍ طيبة، يجوز الدعاء بها من باب الدعاء العام، ما لم تتضمن محظورًا شرعيًا، مع التأكيد على أن الأدعية المأثورة هي الأفضل والأكمل، وفيما يلي بعض الأمثلة:

  • يا رب يا مسهل كل أمر عسير، يا من تليّن الحديد وتفي بالوعود، أعني ونجني من كل ضيق وكرب، ووسّع لي طريقي يا عالم بكل شيء وقادر على كل شيء، لا حول ولا قوة إلا بك يا أكرم الأكرمين.
  • اللهم يسر لي كل عسير، ووفّر لي الخير والبركة بما هو أكثر مما أتمنى، واصرف عني كل أذى أو ضر، يا رب اجعل قلبي مليئًا بالفرح وصدري مشروحًا، وسهّل لي أموري كلها بكرمك.
  • اللهم سخّر لي عبادك الطيبين، وألِن قلوبهم عليّ كما ألنت الحديد لداود عليه السلام، وكما سخرت البحر لموسى عليه السلام، يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على طاعتك، واهد قلوب عبادك لي بالخير.
  • يا رب، لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا تتركني لتدبيري الضعيف، بل تولّ أمري كله، واغمرني بلطفك الخفي يا مدبّر الأمور، يا لطيف يا خبير.
  • اللهم يا رب العالمين، أنت خالق السماوات والأرض، يا ظاهر فليس فوقك شيء، ويا باطن فليس دونك شيء، يا منزل الفرقان، أعوذ بعزتك وقدرتك من كل سوء، متوكل عليك في تدبير أموري، فاحفظني يا من لا يعجزه شيء.

تنبيه هام وإخلاء مسؤولية: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه بهذا اللفظ والسياق، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي كافية ومباركة، وفيها غنية وخير عظيم.

شروط استجابة الدعاء وأسباب قبوله

حتى يكون الدعاء أقرب للإجابة، أرشدنا الشرع الحنيف إلى شروط وآداب ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، وهي تعبر عن صدق علاقته بربه:

  • إخلاص النية لله تعالى: أن يكون الدعاء خالصًا لوجه الله، لا يشرك فيه مع الله أحدًا، فهو من أعظم صور التوحيد.
  • طيب المأكل والمشرب: من أهم أسباب إجابة الدعاء أن يكون رزق العبد حلالاً، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل:

    “يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟”

    (رواه مسلم).

  • اليقين بالإجابة وحسن الظن بالله: على الداعي أن يدعو وهو موقن بأن الله سيستجيب له، وألا يستعجل، قال صلى الله عليه وسلم:

    “ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ”

    (رواه الترمذي، حديث حسن).

  • حضور القلب والخشوع: أن يدعو بقلب حاضر خاشع، غير غافل أو لاهٍ، فالقبول منوط بصدق القلب.
  • عدم الدعاء بإثم أو قطيعة رحم: لا يُستجاب دعاء فيه تعدٍ أو ظلم أو طلب لأمر محرم.

شروط وآداب الدعاء المستجاب في الإسلام

أبرز آداب الدعاء

للدعاء آداب تزيد من فرصة قبوله، منها:

  1. البدء بحمد الله والثناء عليه، والصلاة على النبي: قال فضالة بن عبيد رضي الله عنه: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى، ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:

    “عجل هذا”

    ، ثم قال:

    “إذا صلى أحدكم، فليبدأ بتحميد ربه جل وعز، والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بعد بما شاء”

    (رواه أبو داود والترمذي، حديث صحيح).

  2. رفع اليدين واستقبال القبلة: فهذا من هيئات التضرع والخشوع لله تعالى.
  3. الإلحاح في الدعاء وتكراره: فالله يحب العبد اللحوح في دعائه، ويستحب تكرار الدعاء ثلاثًا.
  4. الدعاء في الرخاء والشدة: أن يكون المسلم دائم الصلة بربه في كل أحواله.
  5. خفض الصوت بالدعاء: فلا يكون صراخًا ولا مخافتة، قال تعالى:

    “ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً” [الأعراف: 55]

    .

أوقات وأحوال يُرجى فيها استجابة الدعاء

هناك أوقات وأحوال فاضلة، أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظنة إجابة الدعاء، ويتحرى المسلم الدعاء فيها:

  • الثلث الأخير من الليل: حيث ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله.
  • بين الأذان والإقامة: فالدعاء في هذا الوقت لا يرد كما ورد في الحديث الصحيح.
  • في السجود: حيث يكون العبد أقرب ما يكون من ربه.
  • آخر ساعة من يوم الجمعة: وهي ساعة إجابة على أرجح أقوال العلماء.
  • عند نزول المطر: فهو وقت رحمة وبركة.
  • في شهر رمضان وليلة القدر: فهي أوقات مباركة تُفتح فيها أبواب السماء.
  • يوم عرفة: فخير الدعاء دعاء يوم عرفة.

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة (FAQs)

س1: هل يجوز الدعاء بأدعية من تأليفي لم ترد في السنة؟

ج: نعم، يجوز للمسلم أن يدعو بما شاء من خير الدنيا والآخرة بصيغ من عنده، بشرط ألا يكون في هذا الدعاء اعتداء أو إثم أو قطيعة رحم، وألا يعتقد أنها من السنة، والأفضل دائمًا الجمع بين الأدعية المأثورة والدعاء بحاجته الخاصة.

س2: ما هو البديل الصحيح للأدعية المنتشرة وغير الثابتة؟

ج: البديل الصحيح والأكمل هو الأدعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، مثل الأدعية المذكورة في بداية هذا المقال، فهي أدعية جامعة، مباركة، قالها الأنبياء أو علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي كافية لكل حاجة.

س3: دعوت كثيراً ولم يستجب لي، فماذا أفعل؟

ج: على المسلم ألا ييأس من رحمة الله وأن يستمر في الدعاء بحسن ظن ويقين، فاستجابة الدعاء لها صور ثلاث كما ورد في الحديث: إما أن يعجل الله له دعوته، أو أن يدخرها له في الآخرة، أو أن يصرف عنه من السوء مثلها، فعلى كل حال، الداعي لا يُحرم الخير أبدًا.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات