افضل 9 أدعية مستجابة للصبر على الشدائد (دعاء الصبر)

يواجه الإنسان في رحلة حياته العديد من التقلبات والابتلاءات، من همٍّ ومرضٍ وضيق، وهي سُنّة الله في خلقه لاختبار صبرهم وإيمانهم، وفي خضم هذه الشدائد، يظل الدعاء هو السلاح الأقوى للمؤمن، والصلة المباشرة التي تربطه بخالقه، يجد فيه السكينة والطمأنينة، ويستمد منه القوة والعون على الصبر والثبات، إن اللجوء إلى الله تعالى بيقينٍ وحسن ظن هو مفتاح الفرج وأساس العبودية.

أدعية الصبر والثبات عند الشدائد من القرآن الكريم والسنة النبوية

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي الأدعية الجامعة المباركة التي لا يعدلها شيء، ومن أعظم ما يُدعى به لطلب الصبر وتفريج الكرب:

1، أدعية من القرآن الكريم

  • دعاء طلب الصبر والثبات عند مواجهة الصعاب، كما دعا أصحاب طالوت:

    “رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” [البقرة: 250].

    .

  • دعاء نبي الله أيوب عليه السلام عند اشتداد البلاء عليه:

    “أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ” [الأنبياء: 83].

    .

  • دعاء نبي الله يونس عليه السلام في بطن الحوت، وهو من أعظم أدعية تفريج الكروب:

    “لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” [الأنبياء: 87].

    .

2، أدعية من السنة النبوية الصحيحة

أدعية نبوية صحيحة لطلب الصبر والثبات عند الشدائد

  • دعاء الكرب: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله عند الكرب.

    “لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ”، (متفق عليه)

    .

  • دعاء الهم والحزن: وهو دعاء جامع للاستعاذة من كل ما يثقل النفس.

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ”، (رواه البخاري)

    .

  • دعاء من أصابته مصيبة:

    “ما من عبدٍ تصيبُه مصيبةٌ، فيقول: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعون، اللهمَّ ! أْجُرْني في مصيبتي، وأَخلِفْ لي خيرًا منها – إلا أَجَرَه اللهُ في مصيبتِه، وأَخلَفَ له خيرًا منها”، (رواه مسلم)

    .

صيغ وأدعية عامة شائعة لطلب الصبر

يتداول الناس بعض الصيغ الدعائية التي لم ترد بلفظها في السنة النبوية، ولكن معانيها صحيحة ولا تخالف الشرع، فيمكن الدعاء بها على وجه العموم دون تخصيص فضل معين لها أو نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أمثلة ذلك:

  • “اللَّهُمَّ يَا صَبُورُ، صَبِّرْنِي عَلَى مَا ابْتَلَيْتَنِي، وَامْتَحَنْتَنِي، وَارْزُقْنِي قُوَّةً فِي الصَّبْرِ حَتَّى لَا أَسْخَطَ شَيْئًا مِنْ قَضَائِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.”.
  • “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَلِسَانًا صَادِقًا.”.
  • “يَا عَزِيزُ يَا قَوِيُّ، أَعِنِّي بِقُوَّتِكَ وَامْلَأْ رُوحِي بِالْعَزِيمَةِ وَالصَّبْرِ، يَا لَطِيفُ، كُنْ لِي مُعِينًا وَخَفِّفْ عَنِّي مَا أَثْقَلَ كَاهِلِي.”.
  • “رَبِّ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا، وَاجْعَلْ أَمْرَنَا يُسْرًا، وَلَا تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ.”.

حكم الدعاء بالصيغ العامة المنتشرة

تنبيه هام: الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية ومباركة وجامعة لخيري الدنيا والآخرة، ومع ذلك، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يفتح عليه من الأدعية ذات المعاني الطيبة التي لا تحتوي على محظور شرعي، بشرط ألا يعتقد أنها سنة مأثورة أو أن لها فضلاً خاصاً.

دعاء للمريض وطلب الشفاء

دعاء نبوي للمريض بالشفاء العاجل

المرض من صور الابتلاء التي تتطلب صبراً ودعاءً، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أدعية جامعة للشفاء، منها:

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضاً يقول:

“أَذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، واشْفِ أنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا”، (متفق عليه)

على المؤمن أن يوقن بأن الله تعالى هو القادر وحده على تبديل الحال من حزن إلى فرح، ومن مرض إلى شفاء، ومن فقر إلى غنى، فالثقة بقدرة الله وحكمته ورحمته هي أساس الصبر والرضا، فالله سبحانه لا يقضي لعبده المؤمن قضاءً إلا كان خيراً له.

أسباب تعين المسلم على الصبر عند الشدائد

أوضح العلماء أموراً تعين المسلم على التحلي بالصبر والثبات عند نزول البلاء، مستنبطة من هدي الكتاب والسنة، ومن أهمها:

معرفة طبيعة الدنيا إدراك أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان وليست دار قرار ونعيم دائم، هذا الفهم يساعد على توطين النفس على تحمل المشاق.
اليقين بحسن الجزاء استحضار الأجر العظيم الذي أعده الله للصابرين، كما قال تعالى: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ” [الزمر: 10].
الثقة بحكمة الله الإيمان الجازم بأن كل ما يقدره الله للعبد هو خير له، وإن بدا ظاهره شراً، فالله أعلم بمصالح عباده.
الاقتداء بالأنبياء والصالحين التأمل في سير الأنبياء والصالحين وما لاقوه من شدائد، وكيف صبروا وثبتوا، مما يهون على النفس مصابها.
الاستعانة بالصلاة والدعاء فهما من أعظم ما يعين على الصبر، قال تعالى: “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ” [البقرة: 45].

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة (FAQs)

ما هو أفضل دعاء للصبر عند المصيبة؟

أفضل الأدعية هي ما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن أجمعها قول: “إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا”، ودعاء الكرب: “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ…”.

هل يجوز لي أن أدعو بأسلوبي الخاص لطلب الصبر؟

نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما شاء من خيري الدنيا والآخرة بأسلوبه الخاص، ما دام أن الدعاء لا يحتوي على إثم أو قطيعة رحم أو اعتداء، ولكن يبقى الأفضل والأكمل هو الدعاء بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ما هي الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء؟

هناك أوقات وأحوال عديدة يُرجى فيها إجابة الدعاء، منها: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وعند نزول المطر، ودعاء الصائم حتى يفطر.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات