يحرص المسلم على الاستفتاح بأذكار الصباح والمساء المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهي حصن بإذن الله وحفظ من الشرور، ومصدر للطمأنينة والسكينة، ومن أعظم هذه الأذكار وأشهرها دعاء “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء”، الذي يجدد به المسلم توكله على الله تعالى ويقينه بقدرته التي وسعت كل شيء.
فضل دعاء “بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ” ومصدره من السنة
يُعد هذا الذكر من الأذكار النبوية الصحيحة التي ورد في فضلها حماية المسلم من كل ضرر مفاجئ، والمداومة عليه صباحاً ومساءً سبب للحفظ والعافية بإذن الله تعالى.
نص الذكر:
“بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”.
الدليل من السنة النبوية:
جاء في فضل هذا الدعاء ما رواه عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ”.
المصدر: رواه أبو داود (رقم 5088) والترمذي (رقم 3388)، وقال الترمذي: “حديث حسن صحيح”.
معنى الدعاء:
هو استعانة المسلم بالله وحده، وتوكله عليه، وإيمانه بأن ذكر اسم الله تعالى بصدق ويقين يحول بينه وبين كل ما يضره في الأرض من هوام أو أذى، أو في السماء من بلاء مقدر، فالله هو السميع لدعاء عباده، العليم بأحوالهم.
أذكار مأثورة من السنة للصباح والمساء
إلى جانب هذا الذكر العظيم، حثت السنة النبوية على مجموعة من الأذكار التي يُستحب للمسلم أن يبدأ بها يومه ويختمه، لما فيها من خير وبركة وحفظ، إليك بعضاً منها مع مصادرها:
- سيد الاستغفار: وهو أفضل صيغ الاستغفار، فعن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
 “سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ”. المصدر: صحيح البخاري (رقم 6306). 
- دعاء “اللهم بك أصبحنا”:
 “اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ”، (وفي المساء يقول: “وإليك المصير”). المصدر: سنن الترمذي (رقم 3391)، حديث حسن. 
- دعاء “رضيت بالله رباً”:
 “رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا”، (يُقال ثلاث مرات). المصدر: سنن أبي داود (رقم 5072)، حديث حسن. 
- دعاء سؤال خير اليوم:
 “أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذَا الْيَوْمِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذَا الْيَوْمِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ”. المصدر: صحيح مسلم (رقم 2723). 
أدعية عامة في الخير والبركة
الدعاء باب واسع للخير، ويجوز للمسلم أن يدعو الله بما يفتح عليه من الأدعية التي تحمل معاني طيبة، وإن لم تكن منصوصة بلفظها في السنة، فالأهم هو الإخلاص وحضور القلب، وهذه بعض الأمثلة على الأدعية العامة التي يمكن الدعاء بها:
- اللهم يا مالك الملك، افتح لنا أبواب الخير والتيسير، وأغلق عنا أبواب الشر والتعسير، واجعل مسير حياتنا خاليًا من الأحزان، واجعل خاتمتنا وأنت راضٍ عنا يا رب العالمين.
- يا رحيم السماوات والأرض، بيدك كل شيء ولا يعجزك أمر، نسألك أن تقضي حوائجنا، وتمنحنا ما فيه خير لنا، وأن تحقق آمالنا التي تملأ قلوبنا بالسعادة يا رب الكرم والجود.
- اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، سهّل لنا أمورنا التي نخشاها، وقدّر لنا الخير حيثما كان، ثم رضّنا به يا أكرم الأكرمين.
- يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
- اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، اللهم احفظنا وأهلنا وأحبتنا من كل سوء، وبارك لنا في أرزاقنا وأعمارنا وأعمالنا.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- صحيح البخاري، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- صحيح مسلم، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- سنن أبي داود، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- سنن الترمذي، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
أسئلة شائعة
ما هو فضل ذكر “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء”؟
فضله كما ورد في الحديث الصحيح هو أن من قاله ثلاث مرات صباحاً لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي، ومن قاله ثلاث مرات مساءً لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، وهو حفظ وحماية من الله تعالى.
متى يُقال هذا الذكر وكم مرة؟
يُقال ضمن أذكار الصباح بعد صلاة الفجر، وضمن أذكار المساء بعد صلاة العصر أو المغرب، ويُقال ثلاث مرات في الصباح وثلاث مرات في المساء لتحصيل الفضل الوارد في الحديث.
ما هو سيد الاستغفار وما فضله؟
سيد الاستغفار هو دعاء: “اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ…”، وفضله العظيم كما جاء في صحيح البخاري أن من قاله من النهار موقناً به، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قاله من الليل وهو موقن به، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة.
هل يجوز الدعاء بأدعية لم ترد في السنة؟
نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة، وبأي صيغة تحمل معنى صحيحاً ولا تخالف الشرع، ما لم يعتقد أن هذه الصيغة بحد ذاتها سنة أو لها فضل خاص لم يرد به دليل، والأكمل والأفضل هو الالتزام بالأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.
 
		
