إن التماس التوفيق من الله عز وجل في شؤون الحياة، وعلى رأسها العمل، هو من أعظم أسباب فتح أبواب الخير والبركة، فالعمل يمثل جوهر حياة الإنسان وأساس استقراره، والدعاء هو الصلة المباشرة بين العبد وربه، يطلب من خلالها العون والتيسير في كل مساعيه.
إن السعي في طلب الرزق واجب على الإنسان، أما التوفيق والرزق فهما منحة من الله تعالى وحده، فهو سبحانه مالك الأمر كله، والقادر على تيسير الصعاب لمن أخلص له الدعاء والتوكل، إن رفع اليدين تضرعًا إلى الله هو تجسيد للتوكل الحق، والثقة الكاملة بأنه سبحانه سييسر له أمره ويرزقه من فضله العظيم، فالاعتماد على الله هو مفتاح كل نجاح وطمأنينة في الدنيا والآخرة.
ومن أعظم ما يُستفتح به هذا الباب هو قول نبي الله شعيب عليه السلام، الذي يجمع بين السعي والإصلاح والتوكل الخالص:
“قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ” [هود: 88].
أدعية قرآنية ونبوية للتوفيق في العمل
إن طلب التوفيق في العمل هو طلب لمعونة الله على أمرٍ يحبه ويرضاه، وهو عمارة الأرض والسعي في مناكبها، وقد حثت الشريعة الإسلامية على العمل والكسب الطيب، وجعلت الدعاء قرينًا للسعي، فالدعاء يمنح المسلم شعورًا بالاعتماد الكامل على خالقه، ويربط عمله الدنيوي بعبادته، فيسعى للبناء والإنتاج بما يرضي الله، ملتزمًا بقيم الأمانة والإخلاص.
وقد ورد في السنة النبوية ما يؤكد فضل العمل والكسب، ومن ذلك:
- عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
 “عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ”، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: “يَعْمَلُ بِيَدِهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ”، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: “يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ”، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: “فَلْيَعْمَلْ بِالْمَعْرُوفِ، وَلْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّهَا لَهُ صَدَقَةٌ”. (رواه البخاري ومسلم، حديث صحيح). 
صيغ وأدعية مأثورة وعامة
إلى جانب الأدعية الثابتة، يمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى بما يفتح عليه من صيغ تجمع خيري الدنيا والآخرة، ومن أمثلة ذلك:
- “اللَّهُمَّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَى لِي، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ”، (جزء من حديث حسن صحيح رواه الترمذي وأبو داود).
- “اللَّهُمَّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي”، (دعاء نبي الله موسى عليه السلام، [طه: 25-28]).
- “يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ”، (من أذكار الصباح والمساء، حديث حسن رواه النسائي).
- “اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَسْعَايَ مَشْكُورًا، وَعَمَلِي مَبْرُورًا، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ الْخَيْرِ وَالرِّزْقِ، وَاجْعَلِ الْبَرَكَةَ تُحِيطُ بِي، وَلَا تَجْعَلْ حَاجَتِي إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، فَأَنْتَ الْغَنِيُّ الْكَرِيمُ”، (من الأدعية العامة).
أدعية قصيرة للتوفيق في العمل
لا فرق بين دعاء قصير أو طويل، فالعبرة بإخلاص القلب واليقين بالله تعالى، ويجب على المسلم أن يتحرى أن يكون عمله في إطار ما أحلّه الله، خاليًا من الشبهات، ليكون مصدر بركة له ولمجتمعه، وهذه بعض الأدعية القرآنية والنبوية القصيرة والمفيدة في هذا الباب:
- 
“رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا” [الإسراء: 80]. . 
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
 “اللَّهُمَّ لَا سَهْلَ إِلَّا مَا جَعَلْتَهُ سَهْلًا، وَأَنْتَ تَجْعَلُ الْحَزْنَ إِذَا شِئْتَ سَهْلًا”. (رواه ابن حبان في صحيحه). 
- عن علي رضي الله عنه، أن مكاتبًا جاءه فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني، قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صير دينًا أداه الله عنك؟ قال: قل:
 “اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ”. (رواه الترمذي، حديث حسن). 
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
 “إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ: يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ”. (رواه أبو داود والترمذي، حديث صحيح). 
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول:
 “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ”. (رواه البخاري). 
دعاء للتوفيق والرزق في العمل
إن السعي والإخلاص في العمل من أسباب الرزق، ولكن يبقى الدعاء أساسًا لتحقيق البركة والتوفيق، فالله سبحانه وتعالى هو الرزاق ذو القوة المتين، وبيده مقاليد كل شيء، قال تعالى في كتابه الكريم:
“وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ” [الشورى: 27].
ومن الأدعية الجامعة التي يمكن الدعاء بها لطلب الرزق والتوفيق:
- “اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي رِزْقًا وَاسِعًا حَلَالًا طَيِّبًا مِنْ غَيْرِ كَدٍّ، وَاسْتَجِبْ دُعَائِي مِنْ غَيْرِ رَدٍّ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَضِيحَتَيْنِ: الْفَقْرِ وَالدَّيْنِ”، (من الأدعية المأثورة).
- “اللَّهُمَّ يَا رَازِقَ السَّائِلِينَ، وَيَا رَاحِمَ الْمَسَاكِينِ، وَيَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِينَ، وَيَا خَيْرَ النَّاصِرِينَ، يَا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ، يَا غَيَّاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ رِزْقِي فِي السَّمَاءِ فَأَنْزِلْهُ، وَإِنْ كَانَ فِي الْأَرْضِ فَأَخْرِجْهُ”، (من الأدعية العامة).
- “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا”، (من أذكار الصباح، حديث صحيح رواه ابن ماجه).
دعاء للتوفيق في العمل نيابة عن صديق
الدعاء للأخ بظهر الغيب من أعظم القربات وأسباب استجابة الدعاء، فهو دليل على صدق المحبة ونقاء السريرة، وقد رغّب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وحث عليه.
- عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
 “مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ”. (رواه مسلم). 
ويمكنك أن تدعو لصديقك بأي صيغة تحمل الخير، مثل:
- “اللَّهُمَّ وَفِّقْ صَدِيقِي (فلان) فِي عَمَلِهِ، وَبَارِكْ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَاشْرَحْ صَدْرَهُ، وَيَسِّرْ أَمْرَهُ، وَاجْعَلْهُ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ”.
- “اللَّهُمَّ افْتَحْ لِصَدِيقِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ، وَسَخِّرْ لَهُ الْأَسْبَابَ، وَاحْفَظْهُ بِحِفْظِكَ، وَأَسْعِدْهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ”.
- “يَا رَبِّ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ النَّجَاحَ حَلِيفَ صَدِيقِي فِي كُلِّ خُطْوَةٍ، وَأَنْ تُبَارِكَ لَهُ فِي جُهْدِهِ وَوَقْتِهِ، وَتَرْزُقَهُ خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ”.
دعاء لتيسير الصعوبات وتحقيق النجاح
اليقين بأن الله تعالى هو المتكفل بكل شيء وأن الأرزاق مقسومة بأمره وحده، يمنح القلب طمأنينة ورضًا، وهذا الإيمان هو من أعظم أسباب تيسير الأمور وتجاوز الصعوبات، قال تعالى:
“إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ” [هود: 56].
ومن الأدعية النبوية الجامعة لقضاء الحوائج وتفريج الكروب:
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
 “مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا”. (رواه أحمد، حديث صحيح). 
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال:
 “يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ”. (رواه الترمذي، حديث حسن). 
دور العمل في تنمية الفرد والمجتمع
العمل وسيلة أساسية لتحقيق الذات، حيث يتيح للفرد استثمار مهاراته وقدراته للوصول إلى طموحاته، وله آثار إيجابية متعددة:
- بناء الشخصية: يعزز العمل الشعور بالإنجاز والمسؤولية، ويجعل تأثير الفرد ملموسًا في محيطه.
- اكتشاف الذات: يساعد على معرفة نقاط القوة لتعزيزها ونقاط الضعف لتطويرها.
- تعزيز التعاون: يعمّق روح العمل الجماعي والاحترام المتبادل بين أعضاء الفريق.
- تهذيب الأخلاق: يساهم في صقل المهارات الاجتماعية وبناء علاقات إيجابية.
- تحقيق الاستقرار: يوفر مصدر دخل مستدام يلبي الاحتياجات الأساسية ويحقق حياة كريمة.
كما أن للعمل دورًا محوريًا في بناء المجتمع، فهو يحد من الجرائم، ويزيد من دخل الدولة، ويعزز التكاتف المجتمعي، ويساهم في الاستغلال الأمثل للموارد، ويحقق الاستقرار والنمو الشامل.
المصادر والمراجع
- سورة هود، الآية 88.
- صحيح البخاري، حديث رقم 1445؛ وصحيح مسلم، حديث رقم 1008، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- سنن الترمذي، حديث رقم 3563؛ وسنن أبي داود، حديث رقم 1552، (حديث حسن صحيح).
- سورة طه، الآيات 25-28.
- سنن النسائي الكبرى، حديث رقم 10405، (حديث حسن).
- سورة الإسراء، الآية 80.
- صحيح ابن حبان، حديث رقم 974، (حديث صحيح).
- سنن الترمذي، حديث رقم 3563، (حديث حسن).
- سنن أبي داود، حديث رقم 5090، (حديث صحيح).
- صحيح البخاري، حديث رقم 2893.
- سورة الشورى، الآية 27.
- سنن ابن ماجه، حديث رقم 380، (حديث صحيح).
- صحيح مسلم، حديث رقم 2733.
- سورة هود، الآية 56.
- مسند أحمد، حديث رقم 3712، (حديث صحيح).
- سنن الترمذي، حديث رقم 3524، (حديث حسن).
الأسئلة الشائعة حول أدعية التوفيق في العمل
ما هو أفضل دعاء للتوفيق في العمل؟
الأفضل هو الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، مثل دعاء نبي الله موسى “رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي…”، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم “اللَّهُمَّ لَا سَهْلَ إِلَّا مَا جَعَلْتَهُ سَهْلًا…”، مع الإكثار من الاستغفار والتوكل على الله.
هل يجوز الدعاء بالصيغ العامة أو بلهجتي الخاصة؟
نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة وبأي لغة أو صيغة، ما لم يكن في دعائه إثم أو قطيعة رحم، الدعاء بأسلوبك الخاص الخارج من القلب دليل على صدق اللجوء إلى الله.
ما هي الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء؟
يُستجاب الدعاء في كل وقت، ولكن هناك أوقات وأحوال أرجى للإجابة، منها: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وعند نزول المطر.
 
		
