تُعد العمرة من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل، وهي رحلة إيمانية تغسل الذنوب وترفع الدرجات، والدعاء هو مخ العبادة، ويستحب للمعتمر، رجلاً كان أو امرأة، أن يكثر من ذكر الله ودعائه في كل مراحل نسكه، سائلاً الله من خيري الدنيا والآخرة، ولا يوجد تخصيص لأدعية معينة للنساء دون الرجال، فالأدعية الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة هي خير ما يدعو به كل مسلم ومسلمة.
إن أفضل ما يمكن للمرأة المسلمة أن تدعو به هو الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأدعية الجامعة من القرآن الكريم، إلى جانب ما يفيض به قلبها من حاجات ورغبات، بخشوع وتضرع ويقين بالإجابة.
أدعية العمرة الصحيحة من القرآن الكريم والسنة النبوية
هذه مجموعة من الأدعية والأذكار الثابتة التي يُشرع للمعتمر، رجلاً وامرأة، الإكثار منها في مواضعها المحددة خلال أداء مناسك العمرة.
1، دعاء الإهلال بالعمرة (التلبية)
عند الإحرام من الميقات، تبدأ المعتمرة بالتلبية وترفع بها صوتها بقدر ما لا تفتن غيرها، وتستمر في ترديدها حتى تبدأ بالطواف، وصيغتها الثابتة هي:
“لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ”.
المصدر: متفق عليه (صحيح البخاري وصحيح مسلم).
2، الدعاء أثناء الطواف
لم يثبت دعاء معين لكل شوط من أشواط الطواف، للمعتمرة أن تدعو بما تشاء من خيرَي الدنيا والآخرة، ولكن يُستحب الإكثار من الدعاء التالي بين الركن اليماني والحجر الأسود في كل شوط:
“رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.
المصدر: سورة البقرة، الآية 201، وقد ورد في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها في هذا الموضع (سنن أبي داود، حديث حسن).
3، الذكر والدعاء عند الصفا والمروة
عندما تقترب من الصفا في بداية السعي، يُسنّ أن تقرأ قول الله تعالى:
“إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ”.
المصدر: سورة البقرة، الآية 158.
ثم تستقبل القبلة على الصفا وتوحد الله وتكبره وتقول:
“لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ”.
ثم تدعو بما شاءت من أمور الدنيا والآخرة، وتكرر هذا الذكر والدعاء ثلاث مرات، وتفعل نفس الشيء عند المروة، أما بين الصفا والمروة، فتدعو بما يفتح الله عليها.
المصدر: صحيح مسلم.
أمثلة على الأدعية العامة التي يمكن الدعاء بها
إلى جانب الأدعية المأثورة، يمكن للمرأة المسلمة أن تدعو الله تعالى بما في قلبها، وتسأله من فضله العظيم لها ولأهلها وذريتها والمسلمين أجمعين، وهذه بعض الصيغ العامة التي تجمع خيري الدنيا والآخرة:
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، (صحيح مسلم).
 - اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ، (صحيح مسلم).
 - اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.
 - رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ.
 - اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي.
 
صيغ وأدعية شائعة ومنتشرة
يتداول بعض الناس صيغاً محددة من الأدعية وينسبونها لمناسك العمرة، ورغم جمال معانيها، إلا أنه من المهم معرفة حكمها الشرعي، ومن أمثلة ذلك:
- اللّهُمّ اجعل خطواتي في العمرة وسيلةً لتيسير شؤوني وارزقني قدرتك على الطاعة وقَبول الأعمال..
 - اللّهُمّ تقبّل مني نُسكَ العمرة واغفر لي ذنوبي الكبيرة والصغيرة واجعلني من عبادك المُخلصين..
 - اللّهُمّ أعدني من رحاب بيتك الحرام وقد طهّرتني من خطايا الماضي ورضيت عنّي وجبرت قلبي..
 
تنبيه هام: هذه الصيغ وأمثالها هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة وشاملة، والدعاء بهذه الصيغ العامة دون اعتقاد أنها سنة خاصة بالعمرة هو أمر جائز، فالعبد يدعو بما يفتح الله عليه.
ما هو الحكم الشرعي في تخصيص أدعية معينة للعمرة؟
الأصل في العبادات التوقيف، أي الالتزام بما شرعه الله ورسوله، لم يرد في السنة النبوية تخصيص دعاء معين لكل شوط في الطواف أو السعي، عدا ما ذُكر سابقاً، أما تخصيص أدعية مخترعة لم ترد بها السنة واعتقاد أن لها فضلاً خاصاً في هذا الموضع، فهو من الأمور المحدثة التي ينبغي تجنبها، والأفضل للمسلمة أن تلتزم بالوارد، وتدعو بما شاءت من الأدعية العامة دون تخصيص أو تقييد.
شروط أداء العمرة للمرأة
لضمان صحة العمرة وقبولها، يجب على المرأة المسلمة استيفاء الشروط التالية، وهي لا تختلف عن شروط الرجل إلا في بعض التفاصيل:
- الإسلام: فالعمرة عبادة لا تصح إلا من مسلمة.
 - العقل: فلا تجب على من فقدت عقلها، لارتفاع التكليف عنها.
 - البلوغ: العمرة واجبة على البالغة، وتصح من غير البالغة ويكون لها أجرها ولمن أعانها.
 - الحرية: فلا تجب على الأمة المملوكة.
 - الاستطاعة: وتشمل القدرة المالية (تكاليف السفر والمعيشة) والقدرة البدنية على أداء المناسك.
 - وجود مَحْرَم: وهو شرط خاص بالمرأة في السفر لأداء العمرة عند جمهور العلماء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ”، وبعض الفقهاء يجيز سفرها مع رفقة آمنة من النساء الثقات إذا أمنت الفتنة.
 
المصادر والمراجع
- سورة البقرة، الآية 201.
 - سورة البقرة، الآية 158.
 - حديث التلبية: متفق عليه، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
 - حديث الدعاء بين الركنين: سنن أبي داود، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
 - حديث الذكر على الصفا والمروة: صحيح مسلم، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
 - حديث “اللهم إني أسألك الهدى والتقى”: صحيح مسلم، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
 
أسئلة شائعة (FAQs)
- هل هناك أدعية خاصة بالنساء في العمرة؟
لا، ليس هناك أدعية مخصصة للنساء، الأدعية والأذكار الواردة في القرآن والسنة هي لجميع المسلمين، رجالاً ونساءً، وهي أفضل ما يُدعى به. - ما هو أفضل دعاء يمكن أن أقوله أثناء الطواف؟
أفضل دعاء ثابت أثناء الطواف هو قول: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار” بين الركن اليماني والحجر الأسود، وفي بقية الطواف، يمكنكِ الدعاء بما تشائين من أمور دينك ودنياكِ، مع الإكثار من ذكر الله والتسبيح والتهليل. - هل يجوز لي قراءة الدعاء من ورقة أو من الجوال أثناء العمرة؟
نعم، يجوز ذلك، إذا كنتِ لا تحفظين الأدعية المأثورة، فلا حرج في قراءتها من كتاب أو من شاشة الجوال، فالهدف هو الدعاء والذكر، والوسيلة لا تغير من جوهر العبادة. 
		
