دعاء اليوم السابع والعشرين من رمضان 1447 ادعية يوم 27 رمضان

يُمثل شهر رمضان المبارك منحة ربانية عظيمة للأمة الإسلامية، ينتظره المسلمون في شتى بقاع الأرض لما فيه من روحانية وسكينة وفرصة للتقرب إلى الله عز وجل، وتزداد هذه الروحانية في العشر الأواخر منه، التي خصّها الله بفضائل عظيمة، وأبرزها اشتمالها على ليلة القدر، ومع اقتراب نهاية الشهر، يتزايد الإقبال على الدعاء والطاعة، طمعًا في نيل العفو والمغفرة والعتق من النيران.

ويكتسب اليوم السابع والعشرون من رمضان أهمية خاصة في قلوب المسلمين، كونه إحدى الليالي الوترية التي يُرجى أن تكون ليلة القدر، في هذا اليوم المبارك، يرفع المؤمنون أكف الضراعة إلى الله، بقلوبٍ يملؤها اليقين وحسن الظن، سائلين المولى عز وجل القبول والتوفيق في الدنيا والآخرة، وتجديد العهد على الطاعة والاستقامة بعد انقضاء الشهر الفضيل.

أدعية ثابتة من القرآن والسنة للعشر الأواخر من رمضان

الأصل في العبادة، ومنها الدعاء، هو الاتباع والالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وفيما يلي مجموعة من الأدعية الصحيحة والمأثورة التي يُستحب الإكثار منها في هذه الليالي المباركة، ومنها ليلة السابع والعشرين.

دعاء ليلة القدر المأثور

يُعد هذا الدعاء هو الدعاء الخاص الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم لمن وفقه الله لإدراك ليلة القدر، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت:

“قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”.

المصدر: سنن الترمذي، حديث صحيح.

وهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأعظمها، فمن عفا الله عنه فقد فاز فوزًا عظيمًا ونجا من كل مكروه ونال كل مطلوب.

أدعية جامعة من القرآن الكريم

القرآن الكريم مليء بالأدعية المباركة التي دعا بها الأنبياء والصالحون، ومن أنفع ما يُدعى به في كل وقت، وخاصة في هذه الليالي:

  • دعاء شامل لخيري الدنيا والآخرة:

    “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”

    [سورة البقرة: 201].

  • دعاء لطلب الثبات والرحمة:

    “رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ”

    [سورة آل عمران: 8].

  • دعاء سيدنا موسى عليه السلام لطلب الخير:

    “رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ”

    [سورة القصص: 24].

أدعية جامعة من السنة النبوية

كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بأدعية جامعة، تجمع خيري الدنيا والآخرة، ومنها:

  • “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ…”

    المصدر: سنن ابن ماجه، حديث صحيح.

  • “يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ”

    المصدر: سنن الترمذي، حديث صحيح.

  • “اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ”

    المصدر: سنن أبي داود، حديث صحيح.

أدعية العشر الأواخر من رمضان مكتوبة بخط جميل

صيغ دعاء شائعة ومنتشرة

يتداول بعض الناس صيغًا وأدعية في هذه الأيام المباركة، وإن كانت معانيها حسنة في مجملها، إلا أنه لم يثبت تخصيصها بليلة السابع والعشرين من رمضان على وجه الخصوص، ومن أمثلة ذلك:

  • “اللهم ارزقني فيه فضل ليلة القدر، وصيّر أموري فيه من العسر إلى اليسر، واقبل معاذيري، وحط عني الذنب والوزر، يا رؤوفًا بعبادك الصالحين.”.
  • “اللهم اجعل سعيي فيه مشكورًا، وذنبي فيه مغفورًا، وعملي فيه مقبولًا، وعيبي فيه مستورًا، يا أسمع السامعين.”.
  • “اللهم اهدني فيه لصالح الأعمال، واقضِ لي فيه الحوائج والآمال، يا من لا يحتاج إلى التفسير والسؤال، يا عالمًا بما في صدور العالمين.”.

تنبيه هام: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه الكرام لتخصيصها بهذا اليوم، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، ففيها الكفاية والبركة والخير العظيم.

حكم تخصيص اليوم السابع والعشرين بدعاء معين

لم يرد في الشريعة الإسلامية دعاء محدد خاص باليوم السابع والعشرين من رمضان، الاجتهاد في العبادة والدعاء مطلوب في جميع ليالي العشر الأواخر، وخاصة الليالي الوترية منها (21، 23، 25، 27، 29)، تحريًا لليلة القدر، فالمسلم يدعو بما هو ثابت في السنة، مثل دعاء “اللهم إنك عفو…”، ويدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة دون تخصيص دعاء معين بليلة معينة لم يرد به دليل شرعي.

فضل الدعاء في ليلة القدر وما يقال فيها

أفضل الأعمال المستحبة في العشر الأواخر

شهر رمضان هو شهر الطاعات بامتياز، وتتأكد هذه الأعمال في عشره الأواخر، ومن أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه في هذه الأيام:

  • إحياء الليل بالصلاة: الاجتهاد في صلاة القيام والتهجد، تأسِّيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان “إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله” (متفق عليه).
  • تلاوة القرآن الكريم: الإكثار من قراءة القرآن بتدبر وخشوع، فهو شهر القرآن.
  • الذكر والدعاء: الإكثار من ذكر الله تعالى والاستغفار والدعاء، خاصة في أوقات السحر وعند الإفطار.
  • الصدقة: البذل والعطاء في هذه الأيام المباركة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان.
  • الاعتكاف: لمن استطاع، فهو سنة مؤكدة، وهو لزوم المسجد لطاعة الله تعالى، والانقطاع عن شواغل الدنيا.

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة

ما هو أفضل دعاء في ليلة 27 رمضان؟

أفضل ما يُقال في هذه الليلة وغيرها من الليالي التي يُرجى فيها ليلة القدر هو الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: “اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”.

هل هناك دعاء مخصص لليوم السابع والعشرين من رمضان؟

لا، لم يثبت في السنة النبوية دعاء مخصص لهذا اليوم بعينه، والمشروع هو الاجتهاد في الدعاء العام والأدعية المأثورة في جميع ليالي العشر الأواخر.

هل ليلة 27 رمضان هي ليلة القدر بالتأكيد؟

ليلة السابع والعشرين هي أرجى الليالي أن تكون ليلة القدر عند كثير من العلماء، ولكنها ليست مؤكدة، لذلك، ينبغي للمسلم أن يجتهد في جميع ليالي العشر الأواخر، وخاصة الوتر منها، حتى لا يفوته فضلها.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات