دعاء القلق والتوتر مكتوب (أدعية تزيل القلق)

في الأوقات العصيبة التي يمر بها الإنسان، قد يشعر بالضيق والقلق من مصاعب الحياة وتقلباتها، هذا الشعور طبيعي، لكن يجب أن تكون الثقة بالله هي الملاذ واليقين بأن الله تعالى رحيم بعباده، قريب منهم، لا يتركهم مهما اشتد بهم البلاء، وقد ذكّرنا الله تعالى في كتابه الكريم بأهمية الأمل والرجاء به فقال:

“وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ” [يوسف: 87].

هذه الآية تمنح القلب قوة وتجدد فيه الأمل، وتؤكد أن الأمر كله بيد الله القادر على تغيير الحال إلى الأفضل، وإن اللجوء إلى الله بالدعاء، خاصة بالأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، هو أعظم سبيل لنيل السكينة والطمأنينة وتفريج الكروب.

ورغم أن القلق شعور طبيعي، إلا أنه إذا زاد عن حده وأصبح يشكل ضغطاً كبيراً على النفس، فقد يكون مؤشراً على حالة تتطلب استشارة المتخصصين، فالإسلام يحث على الأخذ بالأسباب الدنيوية إلى جانب التوكل على الله.

أدعية من القرآن الكريم للسكينة والطمأنينة

القرآن الكريم هو شفاء لما في الصدور، وقد وردت فيه العديد من الأدعية المباركة التي تمنح النفس الطمأنينة والسكينة عند تلاوتها بخشوع وتدبر، ومن هذه الأدعية:

  • دعاء نبي الله يونس -عليه السلام- وهو في بطن الحوت، وهو من أعظم الأدعية لتفريج الكروب:

    “لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” [الأنبياء: 87].

    .

  • دعاء نبي الله موسى -عليه السلام- عندما طلب من ربه العون والتيسير:

    “قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي” [طه: 25-28].

    .

  • دعاء أصحاب الكهف طلباً للرحمة والهداية:

    “رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا” [الكهف: 10].

    .

  • دعاء المؤمنين طلباً للثبات على الحق:

    “رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ” [آل عمران: 8].

    .

  • دعاء لطلب الصبر والثبات عند الشدائد:

    “رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” [البقرة: 250].

    .

دعاء لإزالة القلق والخوف مكتوب بالتشكيل

أدعية من السنة النبوية الصحيحة لإزالة القلق والهم

أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أدعية جامعة ومباركة تُقال عند الشعور بالهم والحزن والقلق، وهي من أقوى أسباب الطمأنينة وانشراح الصدر، ومن هذه الأدعية الثابتة:

  • دعاء الكرب: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب:

    “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ”، (متفق عليه)

    .

  • دعاء إزالة الهم والحزن: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما أصاب أحدًا قط همٌّ ولا حزنٌ فقال:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي”، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا”، (رواه أحمد، وصححه الألباني)

    .

  • دعاء شامل للتحصين من الهموم: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ”، (صحيح البخاري)

    .

  • دعاء الاستغاثة برحمة الله: عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “دعوات المكروب:

    “اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ”، (رواه أبو داود، وحسنه الألباني)

    وهذا الدعاء يتضمن جزءاً من حديث آخر عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها: “ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به؟ أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ“، (حديث حسن).

  • سيد الاستغفار: الاستغفار من أعظم أسباب تفريج الهموم، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم “سيد الاستغفار” فقال:

    “اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ”، (صحيح البخاري)

    .

أذكار للتحصين من الخوف والوساوس

الاستعاذة بالله من الشيطان ووساوسه هي الحصن المنيع للمسلم، وقد وردت صيغ ثابتة في القرآن والسنة، منها:

  • أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ..
  • أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. (صحيح مسلم).
  • أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ. (رواه أبو داود والترمذي، حديث حسن).
  • أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ. (رواه أبو داود والترمذي، حديث حسن).

أمثلة على صيغ وأدعية عامة منتشرة

يتداول الناس بعض الأدعية والصيغ التي لم ترد بنصها في القرآن أو السنة، ولكن معانيها صحيحة ولا تتعارض مع العقيدة الإسلامية، يمكن للمسلم أن يدعو بها أو بما يفتح الله عليه من الدعاء، مع اليقين بأن الأدعية المأثورة هي الأفضل والأكمل، ومن أمثلة هذه الأدعية العامة:

  • اللَّهُمَّ طمئن قلبي، وامحُ من صدري كل خوف، وفرّج كربي وهمّي، وأبدله فرحاً وسروراً، واجعل كل طريق مسدود يُفتَح برحمتك يا كريم.
  • اللَّهُمَّ اجعل قلبي مطمئناً مُتحرراً من القلق والأحزان، يا من لا يُعجزه شيء، اجعل لكل همٍ فرجاً، ولكل ضيقٍ مخرجاً، ولكل عسرٍ يُسراً، واجعل لي نصيباً من السكينة والرضا.
  • يا عزيز أعزني، ويا كافي اكفني، يا قوي قوني، ويا لطيف ألطف بي في أموري كلها، اللهم إني أسألك سلاماً ما بعده كدر، ورضا ما بعده سخط، وفرحاً ما بعده حزن.
  • اللَّهُمَّ إن همومنا قد كثرت وليس لها إلا أنت، فاكشفها يا مفرج الكروب، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم اكفني ما أهمني، اللهم إني ضعيف فقوني، وإني ذليل فأعزني، وإني فقير فارزقني.
  • ربي لا يوجد من يفهم قلبي كما تفهمه أنت، ولا من يسمع أنيني ويدرك تعب روحي سواك، متوكل عليك وأعلم أنك أهل لحسن الظن، أدعوك أن تخفف عني كل هم، وتزيل خوفي، وتجعل لي بعد كل ضيق فرجًا.
  • حسبي الله عند كل هم، حسبي الله في وجه المعتدي، حسبي الله على من حسدني، حسبي الله لمن بغى علي، حسبي الله لمن كادني بسوء، حسبي الله عند الموت، حسبي الله عند الصراط، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

تنبيه هام وإخلاء مسؤولية

تنبيه هام: هذه الصيغ المذكورة في القسم أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية وشاملة ومباركة، والدعاء بها هو الأفضل والأعظم أجراً.

أدعية نبوية صحيحة لإزالة الهم والحزن

حكم الدعاء بصيغ لم ترد في القرآن أو السنة

يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة، وبأي صيغة كانت، ما لم يكن في دعائه إثم أو قطيعة رحم أو اعتداء، فالدعاء بأسلوب الشخص الخاص وبما في قلبه هو أمر مشروع، ومع ذلك، يبقى الالتزام بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم هو الأفضل والأكمل، لأنها جامعة للمعاني، ومباركة، وأبعد عن الخطأ والزلل، وفيها تأسٍ بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ”، (صحيح مسلم)

وهذا الحديث يغرس في نفس المؤمن الرضا والتسليم، وهما من أعظم أسباب الطمأنينة النفسية.

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة (FAQs)

ما هو أفضل دعاء لإزالة القلق والتوتر؟

الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم هي الأفضل، ومن أجمعها دعاء: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ…”، ودعاء الكرب: “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ…”.

هل يجوز الدعاء بأدعية من عندي لم ترد في السنة؟

نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما في قلبه وبأسلوبه الخاص، بشرط ألا يحتوي الدعاء على محظور شرعي، ولكن، الالتزام بالأدعية النبوية والقرآنية هو الأفضل والأكمل والأعظم أجراً.

ما هو الوقت الأفضل للدعاء؟

يمكن الدعاء في كل وقت، ولكن هناك أوقات يُرجى فيها إجابة الدعاء أكثر من غيرها، مثل: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، وآخر ساعة من يوم الجمعة.

هل الاستغفار يزيل الهم والقلق؟

نعم، الإكثار من الاستغفار من أعظم أسباب تفريج الهموم وجلب الرزق والسكينة، ورغم أن الحديث المشهور “من لزم الاستغفار…” فيه ضعف من جهة السند، إلا أن معناه صحيح وتدعمه آيات قرآنية وأحاديث صحيحة كثيرة في فضل الاستغفار.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات