افضل 9 دعاء الغضب المستجاب (أدعية للسكينة والهدوء)

يُعَدُّ الغضب شعورًا إنسانيًا طبيعيًا، ولكنه قد يصبح تحديًا كبيرًا إذا لم يُضبط بالهدي الإيماني، فالغضب غير المتحكم به قد يؤدي إلى قرارات متسرعة وأفعال يندم عليها المرء، وقد أرشدنا الإسلام إلى كيفية التعامل مع هذه المشاعر القوية، وجعل اللجوء إلى الله تعالى بالذكر والدعاء أول وأهم خطوة لتهدئة النفس واستعادة السكينة والاتزان.

في هذه المقالة، نستعرض الأدعية الصحيحة الواردة في السنة النبوية لعلاج الغضب، بالإضافة إلى بعض الإرشادات النبوية العملية، مع التنبيه على بعض الصيغ الشائعة لضمان الالتزام بما هو ثابت وموثوق.

أدعية صحيحة ومأثورة عند الغضب

إن أفضل ما يلجأ إليه المسلم عند الشعور بالغضب هو التمسك بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهذه الأدعية هي الأكثر بركة وتأثيرًا.

1، الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم

هذا هو العلاج النبوي المباشر للغضب، فعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: كُنْتُ جَالِسًا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ورَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ، فأحَدُهُما احْمَرَّ وجْهُهُ، وانْتَفَخَتْ أوْدَاجُهُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:

“إنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لو قالَهَا ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ، لو قالَ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ”.

المصدر: متفق عليه (رواه البخاري ومسلم).

2، دعاء الكرب

وهو دعاء عظيم يُقال عند الشدائد والمواقف الصعبة، والغضب من الكرب الذي يصيب النفس، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب:

“لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ”.

المصدر: متفق عليه (رواه البخاري ومسلم).

3، دعاء جامع للحفظ من كل شر

هذا الدعاء من الأدعية الجامعة التي يستعيذ فيها العبد بالله من كل شر، ومن ذلك شر الغضب وآثاره، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول:

“اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ”.

المصدر: حديث صحيح (رواه مسلم).

الهدي النبوي العملي للتعامل مع الغضب

الهدي النبوي في علاج الغضب بالاستعاذة وتغيير الهيئة

إلى جانب الدعاء، أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أفعال عملية تساعد على إطفاء نار الغضب:

  • تغيير الهيئة: إذا غضب الإنسان وهو قائم فليجلس، فإن لم يذهب عنه الغضب فليضطجع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    “إذا غَضِبَ أحَدُكم وهو قائِمٌ فلْيَجلِسْ، فإنْ ذهَبَ عنه الغَضَبُ وإلَّا فلْيَضطجِعْ”.

    المصدر: حديث صحيح (رواه أبو داود وأحمد).

  • السكوت: الغضب قد يدفع الإنسان لقول ما يندم عليه، والسكوت يقطع الطريق على الشيطان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    “إذا غَضِبَ أحدُكم فلْيَسْكُتْ”.

    المصدر: حديث صحيح (رواه أحمد).

  • الوضوء: ورد في فضل الوضوء لإطفاء الغضب حديث: “إنَّ الغضبَ من الشيطانِ، وإنَّ الشيطانَ خُلِقَ من النارِ، وإنما تُطْفَأُ النارُ بالماءِ، فإذا غَضِبَ أحدُكم فلْيَتَوَضَّأْ”، (رواه أبو داود)، وقد ضعّف بعض أهل العلم سند هذا الحديث، ولكن يظل الوضوء طاعة وعبادة تطفئ حرارة المعصية وتهدئ النفس.

صيغ شائعة وأدعية عامة يُمكن الدعاء بها

تنتشر بين الناس بعض الأدعية التي لم ترد في السنة بخصوصها، ولكن معانيها صحيحة ويمكن الدعاء بها كدعاء عام لطلب تفريج الكروب وتهدئة النفس، ومن أمثلتها:

  • “اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني من أمر دنياي وآخرتي فرجاً ومخرجاً، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنوبي، وثبت رجاك في قلبي واقطعه ممن سواك حتى لا أرجو أحدًا غيرك”.
  • “اللهم يا مسهل الشديد، ويا ملين الحديد، ويا منجز الوعيد، ويا من هو كل يوم في أمر جديد، أخرجني من حلق الضيق إلى أوسع الطريق، بك أدفع ما لا أطيق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.
  • “اللهم اجعل غضب فلان عليّ برداً وسلاماً كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم”، (دعاء بصيغة خاصة يمكن أن تدعو به الزوجة لزوجها على سبيل المثال).

تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة توقيفية، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة.

مفهوم الغضب وأبعاده

مفهوم الغضب وآثاره السلبية على الإنسان

الغضب هو حالة انفعالية قوية تنشأ كرد فعل على موقف مزعج أو شعور بالظلم، وهو نقيض الرضا، تصاحبه تغيرات جسدية كزيادة نبض القلب واحمرار الوجه، وإذا لم يتمكن الإنسان من التحكم في هذا الشعور، فقد يؤدي به إلى تصرفات عدوانية يفقد فيها القدرة على التفكير بعقلانية، مما يؤثر سلبًا على صحته النفسية والجسدية وعلاقاته الاجتماعية.

أبرز الآثار السلبية الناتجة عن الغضب

للغضب المستمر وغير المنضبط آثار سلبية مثبتة علميًا على صحة الإنسان، منها:

  • إرهاق القلب: يزيد الغضب من ضخ الدم ومعدل ضربات القلب، مما يشكل عبئًا على عضلة القلب ويرفع ضغط الدم.
  • تصلب الشرايين: يساهم التوتر العصبي المصاحب للغضب في الإضرار بصحة الشرايين على المدى الطويل.
  • ارتفاع سكر الدم: يمكن لنوبات الغضب أن تسبب ارتفاعًا مؤقتًا وحادًا في مستويات السكر في الدم.
  • الصداع والاضطرابات العصبية: التوتر الشديد المصاحب للغضب قد يسبب الصداع النصفي واضطرابات في النوم.

الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الغضب

تتعدد العوامل التي قد تثير الغضب، ومن أبرزها:

  • الأسباب الجسدية: مثل الألم الشديد، الإرهاق، الجوع، أو التغيرات الهرمونية.
  • الضغوط النفسية: كالمعاناة من القلق المزمن، الاكتئاب، أو ضغوط العمل والحياة المادية.
  • المواقف الاجتماعية: مثل الشعور بالظلم، الخيانة، أو عدم التقدير من الآخرين.
  • البيئة المحيطة: مثل الازدحام المروري، الضوضاء، أو بيئة العمل المليئة بالتوتر.

موقف الإسلام من الغضب

حث الإسلام على ضبط النفس وكظم الغيظ، واعتبره من صفات المتقين، قال تعالى في وصفهم:

“وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” [آل عمران: 134]

، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً طلب منه الوصية بقوله:

“لا تَغْضَبْ”، فرددها مراراً، (رواه البخاري)

، وهذا التأكيد النبوي يبرز خطورة ترك النفس للغضب، ويوجه المسلم إلى ضرورة تدريب النفس على الحلم والصبر لتجنب عواقبه الوخيمة على دين المرء ودنياه.

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة

ما هو أصح دعاء ورد لعلاج الغضب؟

أصح وأ直接 ما ورد هو قول: “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”، كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الغضب من نزغات الشيطان والاستعاذة بالله تطرده.

هل يجوز الدعاء بصيغ لم ترد في السنة لتهدئة الغضب؟

نعم، يجوز الدعاء بأي صيغة تحمل معنى صحيحًا ولا تخالف الشرع، كطلب السكينة من الله أو تفريج الكرب، ولكن الأفضل والأكمل هو الالتزام بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنها جامعة للخير والبركة.

ما هي أهم الخطوات العملية للسيطرة على الغضب كما علمنا الإسلام؟

أهم الخطوات هي: 1، الاستعاذة بالله من الشيطان، 2، السكوت التام، 3، تغيير الهيئة من الوقوف إلى الجلوس أو الاضطجاع، 4، الوضوء.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات