الدعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو الصلة المباشرة بين المخلوق والخالق، وكثيرًا ما يستلهم المسلمون صيغ الدعاء من العلماء والدعاة الذين يقتدون بهم، ومنهم الشيخ محمد حسان، الذي عُرف بأسلوبه المؤثر في الدعوة إلى الله، في هذا المقال، نستعرض بعض صيغ الأدعية العامة التي يكثر استخدامها، مع التأكيد على أهمية الالتزام بالأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة باعتبارها الأصل والأساس.
أدعية جامعة لخيري الدنيا والآخرة
يلجأ المسلم إلى الله في كل أحواله، طالبًا الرزق، أو دفع البلاء، أو التوبة والمغفرة، وهذه بعض الصيغ العامة التي تجمع هذه المعاني، والتي قد تُسمع في دروس ومحاضرات العديد من الدعاة.
1، صيغ دعاء لطلب الرزق
- اللَّهُمَّ يَا رَازِقَ السَّائِلِينَ، يَا رَاحِمَ الْمَسَاكِينِ، وَيَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِينَ، وَيَا خَيْرَ النَّاصِرِينَ، يَا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ، يَا غَيَّاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ رِزْقُنَا فِي السَّمَاءِ فَأَنْزِلْهُ، وَإِنْ كَانَ فِي الْأَرْضِ فَأَخْرِجْهُ، وَإِنْ كَانَ بَعِيدًا فَقَرِّبْهُ، وَإِنْ كَانَ قَرِيبًا فَيَسِّرْهُ، وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا فَكَثِّرْهُ، وَإِنْ كَانَ كَثِيرًا فَبَارِكْ لَنَا فِيهِ.
2، صيغ دعاء لدفع البلاء
- اللَّهُمَّ اسْتُرْنَا بِسِتْرِكَ الْجَمِيلِ، وَلَا تَفْضَحْنَا بَيْنَ خَلْقِكَ وَلَا بَيْنَ يَدَيْكَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَلَّا تُحْرِمَنَا لَذَّةَ الْقُرْبِ مِنْكَ بِذُنُوبِنَا، وَلَا تُبْعِدْنَا عَنْ رَحْمَتِكَ بِمَعَاصِينَا، يَا مَلْجَأَ الْخَائِفِينَ وَيَا رَجَاءَ الْمُضْطَرِّينَ، نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
3، صيغ دعاء للتوبة الخالصة
- اللَّهُمَّ يَا غَافِرَ الذَّنْبِ وَيَا قَابِلَ التَّوْبِ، جِئْنَاكَ تَائِبِينَ مُنِيبِينَ رَاجِينَ عَفْوَكَ، فَاقْبَلْ تَوْبَتَنَا، وَاغْسِلْ حَوْبَتَنَا، وَامْحُ زَلَّاتِنَا، وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا، يَا مَنْ لَا يَرُدُّ مَنْ طَرَقَ بَابَهُ، نَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ عَلَى طَرِيقِ الْحَقِّ حَتَّى نَلْقَاكَ وَأَنْتَ رَاضٍ عَنَّا.
تنبيه هام حول الأدعية المنتشرة
تنبيه هام: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس والوعاظ، وهي أدعية عامة بمعناها ومقصدها، ومع ذلك، لم تثبت هذه الصيغ بعينها بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي كافية وشاملة ومباركة، وهي قمة البلاغة والبيان.
الأصل في الدعاء: أدعية من القرآن والسنة
إن خير الدعاء وأعظمه بركة هو ما دعا به الأنبياء والرسل، وما علّمنا إياه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه الأدعية تجمع بين جوامع الكلم وكمال التضرع إلى الله.
1، دعاء شامل لخيري الدنيا والآخرة (من القرآن الكريم)
من أكثر الأدعية التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم، وهو دعاء قرآني جامع:
“وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” [البقرة: 201]
2، سيد الاستغفار (من السنة النبوية)
وهو أفضل صيغ طلب المغفرة من الله تعالى، كما ورد في الحديث الصحيح:
“اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ” (رواه البخاري)
فضل الدعاء: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ”.
3، دعاء تفريج الكرب (من السنة النبوية)
دعاء عظيم يُعرف بدعاء “ذي النون” (يونس عليه السلام)، وله فضل في كشف الكروب.
“لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” [الأنبياء: 87]
وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:
“دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بطنِ الحوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فإنَّهُ لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له” (حديث صحيح، رواه الترمذي)
لمحة موجزة عن الشيخ محمد حسان
وُلِدَ الشيخ مُحمد حسان في الثامن من أبريل عام 1962 ويُعدّ من الشخصيات البارزة في مجال الدعوة الإسلامية، حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة الأميركية، وكانت رسالته بعنوان “منهج النبي في دعوة الآخر”.
حظي الشيخ بمسيرة علمية حافلة، حيث عمل مُدرسًا في كلية الشريعة وأصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، وقد استمر في هذا المجال لسنوات عدة وكان له أثر بالغ في التدريس ونقل المعرفة للطلاب.
السيرة الذاتية للشيخ محمد حسان
الشيخ محمد حسان وُلِد ونشأ في محافظة الدقهلية في بيت متواضع، حرص فيه على طلب العلم منذ صغره، بدأ رحلته العلمية مبكرًا فالتحق بالكتّاب وهو في سن الرابعة وتمكّن من حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في الثامنة من عمره، كان لديه شغف كبير باللغة العربية والشعر مما جعله يُقبل على القراءة والكتابة باستمرار، وعند بلوغه سن الثالثة عشرة، بدأ في التدريس في أحد مساجد قريته التي نشأ فيها.
ومع إتقانه الملحوظ وقدرته على إيصال المعلومة بوضوح، كُلّف بإلقاء خطبة الجمعة، وكانت خطبته الأولى عن الموت قدّمها بأسلوب مؤثر وبسيط لاقت إعجاب وتأثر كبير من المصلين، هذا الأمر دفع إمام المسجد إلى أن يطلب منه تقديم المزيد من الخطب داخل المسجد.
تلقّى العلم على يد كبار العلماء والمشايخ وتعمّق في أصول الفقه والشريعة والعقيدة، وواصل رحلة طلب العلم حتى أصبح من أبرز الدعاة الإسلاميين، له العديد من الدروس الإسلامية والسلاسل العلمية والخطب والمؤلفات التي انتشرت بشكل واسع، وتهدف إلى توعية الناس وتقريبهم إلى الله سبحانه وتعالى وتعريفهم بتعاليم الدين الإسلامي الصحيح.
أبرز برامجه التلفزيونية
قَدَم مجموعة من البرامج التلفزيونية التي كان لها دور بارز وتأثير واسع على المشاهدين، ومنها:
- برنامج إنا عاملون.
- برنامج أزمة أخلاق.
- برنامج كلمة.
- برنامج فتاوى الرحمة.
- برنامج أمراض الأمة.
- برنامج أحداث النهاية.
أبرز مؤلفاته
ألَّف مجموعة من الكتب التي تناولت قضايا دينية متنوعة، وكانت بمثابة مرجع لمن يسعون إلى تعميق فهمهم للعقيدة الإسلامية، ومن أبرزها:
- كتاب “حقيقة التوحيد”.
- كتاب “قواعد المجتمع المسلم”.
- كتاب “الإيمان بالقضاء والقدر”.
- كتاب “صفات المنافقين”.
- كتاب “الثبات حتى الممات”.
المصادر والمراجع
- سورة البقرة، الآية 201.
- سورة الأنبياء، الآية 87.
- صحيح البخاري، حديث رقم 6306 (حديث سيد الاستغفار)، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
- سنن الترمذي، حديث رقم 3505 (حديث دعوة ذي النون)، وصححه الألباني، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
الأسئلة الشائعة (FAQs)
هل الأدعية المذكوبة في أول المقال من تأليف الشيخ محمد حسان؟
لا، هذه الأدعية هي صيغ عامة ومنتشرة بين الناس، يستخدمها الدعاة والوعاظ لتقريب المعنى وتيسير الدعاء على العامة، الشيخ محمد حسان وغيره من الدعاة يكثرون من الدعاء بها وبغيرها، ولكنها ليست من تأليفه الخاص، والأصل هو الالتزام بالأدعية الموثوقة من الكتاب والسنة.
ما هو الأفضل، الدعاء بالصيغ العامة أم بأدعية القرآن والسنة؟
الأفضل والأكمل والأكثر بركة بلا شك هو الدعاء بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهذه الأدعية جامعة للمعاني، مباركة، وهي التي دعا بها الأنبياء والصالحون، ويجوز للمسلم أن يدعو بما يفتح الله عليه من صيغ عامة شريطة ألا تحتوي على اعتداء في الدعاء أو مخالفة شرعية.
كيف أدعو الله لطلب الرزق بدعاء صحيح وموثوق؟
يمكنك الدعاء بالأدعية القرآنية والنبوية العامة التي تطلب خير الدنيا والآخرة، مثل: “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”، كما يمكنك الدعاء بأدعية نبوية خاصة مثل: “اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ” (حديث حسن، رواه الترمذي).


