افضل 19 دعاء الهداية المستجاب (أدعية للهداية)

الهداية أعظم منحةٍ يَهبها الله تعالى لعبده؛ فهي النور الذي يُبدّد ظلمات الشك والضلال، ويُرشد العبد إلى صراط الله المستقيم، وقد أمر الله تعالى نبيه الكريم ﷺ بالاستقامة، وهو المعصوم، فقال سبحانه:

“فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ”

[هود: 112]، مما يدل على أن الثبات على الحق يحتاج إلى مجاهدة ودعاء متواصل، ولهذا، كان لزامًا على كل مسلم أن يتضرع إلى الله سائلاً إياه الهداية والثبات، فقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.

والمسلم يسأل الله الهداية في كل ركعة من صلاته حين يقرأ فاتحة الكتاب:

“اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ”

[الفاتحة: 6]، وهو دليل على أهمية هذا المطلب وضرورته لاستقامة حياة العبد في الدنيا ونجاته في الآخرة.

أدعية الهداية الثابتة في القرآن والسنة الصحيحة

الأصل في الدعاء أن يكون بما ورد في كتاب الله تعالى وسنة نبيه ﷺ، فهذه الأدعية هي الأجمع للخير، والأسلم في المبنى والمعنى، والأرجى للقبول، وفيما يلي بعض الأدعية الصحيحة لطلب الهداية والثبات:

1، دعاء من القرآن الكريم

كان من دعاء الراسخين في العلم، الذين أثنى الله عليهم، أن يسألوه الثبات بعد الهداية، وهو دعاء عظيم القدر:

“رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ”

المصدر: سورة آل عمران، الآية 8.

شرح موجز: هذا الدعاء يتضمن توسلاً إلى الله بألا يميل القلب عن الحق بعد أن ذاق حلاوة الهداية، مع طلب الرحمة الخاصة التي تقتضي التوفيق والعصمة.

2، أدعية من السنة النبوية الشريفة

كان النبي ﷺ يُكثر من الدعاء بالهداية والثبات، ويعلّم أصحابه ذلك، ومن هذه الأدعية المباركة:

  • دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة:عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي ﷺ كان يقول:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى”

    المصدر: صحيح مسلم، حديث رقم 2721، (حديث صحيح)

    شرح موجز: هذا الدعاء من جوامع الكلم، حيث يطلب العبد من ربه أربعة أصول عظيمة: (الهدى) وهو العلم النافع، (التُّقى) وهو العمل الصالح واجتناب المحرمات، (العفاف) وهو التنزه عما لا يحل، و(الغنى) وهو غنى النفس والاستغناء عن الخلق.

  • دعاء لتثبيت القلب على الدين:عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله ﷺ يُكثر أن يقول:

    “يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ”

    المصدر: سنن الترمذي، حديث رقم 2140، (قال الترمذي: حديث حسن).

    شرح موجز: فيه اعتراف من العبد بأن قلبه بيد الله وحده، وتضرع إليه سبحانه أن يثبته على دينه الحق فلا يزيغ ولا ينحرف.

أدعية لطلب الهداية والثبات على الدين من القرآن والسنة

صيغ شائعة في طلب الهداية

تنتشر بين الناس بعض الصيغ والأدعية التي لم ترد في مصادر التشريع الأصلية، ورغم أن معاني بعضها قد يكون صحيحًا، إلا أن الأفضل دائمًا هو الالتزام بالأدعية المأثورة، ومن الأمثلة على هذه الصيغ المتداولة:

  • اللهم يا قوي يا عزيز يا من بيده مقاليد السماوات والأرض، وجّه قلبي للحق واهدني إلى صراطك المستقيم، إنك أنت العليم الحكيم.
  • اللهم اجعلني من المحافظين على الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء، اللهم اهدنا إليها وثبتنا عليها وأكرمنا بحلاوة الخشوع فيها.
  • اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، واقبضني إليك غير مفتون، واحفظني من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
  • اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت إليه، وأستغفرك من النعم التي مننت بها عليّ فاستعنت بها على معصيتك.
  • يا صاحب الفضل والكرم، يا من بيده ملكوت السماوات والأرض، يا مالك القلوب اهْدِ قلبي إلى الحق، يا غياث المستغيثين أغثني.
  • اللهم لك الحمد، اللهم خذ روحي وأنا ساجد لك وقلبي مليء بخشيتك، واجعل آخر كلامي في الدنيا لا إله إلا الله.

تنبيه هام وإخلاء مسؤولية: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية وشاملة ومباركة، ويجوز للمسلم أن يدعو بما يفتح الله عليه من الأدعية الطيبة التي لا تخالف الشرع، ولكن لا يجوز نسبتها إلى السنة أو تخصيص فضل معين لها لم يرد به دليل.

دعاء مكتوب لطلب الهداية من الله تعالى

أسباب تعين على الاستقامة والثبات

الاستقامة على دين الله نعمة عظيمة تتطلب سعيًا وأخذًا بالأسباب، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “الاستقامة كلمة جامعة، آخذة بمجامع الدين”، ومن أبرز الأسباب التي تعين المسلم على الثبات:

  • الدعاء الصادق: هو السلاح الأقوى للمؤمن، فالتضرع إلى الله بصدق وإلحاح لطلب الهداية والثبات من أعظم أسباب التوفيق، فالقلوب بيده سبحانه يقلبها كيف يشاء.
  • محاسبة النفس: أن يراجع المسلم نفسه باستمرار، ويتأمل في تقصيره، ويجدد توبته، ويستشعر نعم الله عليه، مما يدفعه إلى شكرها بالثبات على طاعته.
  • الصحبة الصالحة: مرافقة أهل الخير والصلاح الذين يذكرون بالله ويعينون على طاعته، قال تعالى:

    “وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ”

    [الكهف: 28].

  • تدبر القرآن الكريم: قراءة القرآن بتدبر وفهم من أعظم أسباب تثبيت القلب، فهو حبل الله المتين ونوره المبين، قال تعالى:

    “كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ”

    [الفرقان: 32].

  • إدراك خطورة المعاصي: الوعي بأن الذنوب هي سبب انتكاس القلوب وزيغها، فكلما ابتعد العبد عن المعاصي، كان أقرب إلى الثبات والاستقامة.

أسباب وعوامل تساعد المسلم على الاستقامة والثبات

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة

ما هو أفضل دعاء لطلب الهداية؟

أعظم دعاء لطلب الهداية هو ما علّمنا الله إياه في سورة الفاتحة: “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ”، كما أن الأدعية النبوية الثابتة، مثل “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى”، تعد من أفضل ما يدعو به المسلم.

هل يجوز الدعاء بصيغ من عندي لطلب الهداية؟

نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يفتح عليه من كلام طيب لا يخالف الشرع، فباب الدعاء واسع، ولكن، يبقى الالتزام بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة هو الأفضل والأكمل والأعظم بركة.

ما حكم الأدعية المنتشرة التي ليس لها مصدر صحيح؟

الأولى تركها والاعتماد على الأدعية الثابتة، لا يجوز اعتقاد فضل خاص أو أجر معين لهذه الأدعية غير المأثورة، كما لا تجوز نسبتها إلى النبي ﷺ، الالتزام بالسنة فيه الكفاية والغنيمة.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
1 تعليق
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
عبدالكريم هريش الضالعي

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً