دعاء الاوبئة والفيروسات مكتوبة التحصين من كورونا

إن الأخذ بأسباب الوقاية المادية، كالالتزام بالإرشادات الصحية والنظافة الشخصية، هو من هدي الإسلام وواجب شرعي للحفاظ على النفس، وإلى جانب ذلك، يمثل اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والتحصن بالأذكار الشرعية ركناً أساسياً في عقيدة المسلم، فهو يجمع بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب، إيماناً بأن الحفظ والشفاء بيده سبحانه وحده.

فيما يلي مجموعة من الأدعية الثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، والتي يُشرع للمسلم أن يدعو بها للوقاية من الأمراض والأسقام والأوبئة.

أدعية شرعية ثابتة للوقاية من الأمراض والأوبئة

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو جوامع الكلم والخير والبركة، ومن أصح ما ورد في هذا الباب:

  • دعاء التحصين من كل ضرر: وهو من أذكار الصباح والمساء، وفيه حفظ بإذن الله من كل سوء.

    “بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”، (يُقال ثلاث مرات صباحاً ومساءً)

    المصدر: رواه أبو داود والترمذي، وقال الترمذي: “حديث حسن صحيح”.

  • دعاء سؤال العافية الشامل: كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على هذا الدعاء صباحاً ومساءً، وهو من أجمع الأدعية لسؤال السلامة في الدين والدنيا.

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي”.

    المصدر: رواه أبو داود وابن ماجه، وهو حديث صحيح.

  • دعاء طلب العافية في الجسد: دعاء نبوي يُقال في الصباح والمساء لسؤال الله العافية في البدن والسمع والبصر.

    “اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ”، (يُقال ثلاث مرات)

    المصدر: رواه أبو داود، وهو حديث حسن.

نص دعاء التحصين من الأمراض والأوبئة مكتوب بخط واضح

صيغ مأثورة وأدعية عامة للحفظ ودفع البلاء

بالإضافة إلى الأدعية النبوية المباشرة، هناك صيغ مأثورة عن السلف الصالح وأدعية عامة بمعانٍ صحيحة يمكن للمسلم أن يدعو بها.

  • دعاء مأثور في الاستعاذة من الشرور: هذا الدعاء مأثور عن كعب الأحبار، وهو من التابعين، وفيه استعاذة جامعة من الشرور الظاهرة والباطنة.

    “أَعُوذُ بِوَجْهِ اللَّهِ الْعَظِيمِ الَّذِي لَيْسَ شَيْءٌ أَعْظَمَ مِنْهُ، وَبِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ اللَّاتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، وَبِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى كُلِّهَا، مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَبَرَأَ وَذَرَأَ”.

    المصدر: أخرجه الإمام مالك في الموطأ، ويوضح هذا أنه دعاء مأثور عن السلف، وليس حديثاً مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

صيغ منتشرة وتنبيهات هامة

تنتشر بين الناس بعض الأدعية والصيغ التي لم تثبت بسند صحيح، ومن المهم توضيح حكمها:

  • دعاء يُنسب للطائف: “اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي…”.تنبيه هام: هذا الدعاء مشهور ومتداول على أنه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند عودته من الطائف، إلا أن أهل العلم بالحديث قد بيّنوا أن سند هذه الرواية ضعيف، ومع ذلك، فإن معاني الدعاء صحيحة ولا حرج في الدعاء بها كدعاء عام يعبر عن الافتقار إلى الله، دون الجزم بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف.

أدعية عامة لرفع الوباء

يمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى بأي صيغة فيها خير وصلاح ما لم تخالف الشرع، ومن ذلك:

  • اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَوْدِعُكَ أَنْفُسَنَا وَأَهْلِينَا وَبِلَادَنَا، فَاحْفَظْنَا بِحِفْظِكَ يَا مَنْ لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ.
  • يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ نَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ وَلَا تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ.
  • اللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنَّا الْوَبَاءَ وَالْبَلَاءَ، وَقِنَا شَرَّ الدَّاءِ، بِلُطْفِكَ وَرَحْمَتِكَ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

صورة دعاء لرفع البلاء ودفع الوباء عن المسلمين

الحكم الشرعي للتحصن بالأدعية من الأوبئة

التحصن بالأدعية والأذكار الشرعية من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عبادة عظيمة تدل على صدق إيمان العبد وتعلقه بالله، ومن المهم التأكيد على أن الدعاء سبب من أسباب الحفظ والوقاية، ولا يتعارض مع الأخذ بالأسباب المادية المأمور بها شرعاً، مثل اتباع إرشادات الأطباء، والالتزام بالنظافة، وتجنب أماكن العدوى، فالمسلم يجمع بين الأمرين: الأخذ بالأسباب كأنه لا ينجو إلا بها، والتوكل على الله كأن الأسباب لا تنفع وحدها.

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة حول أدعية الوقاية من الأوبئة

ما هو أفضل وقت للدعاء للوقاية من الأمراض؟
الأدعية النبوية المذكورة يُستحب المواظبة عليها ضمن أذكار الصباح (بعد صلاة الفجر) وأذكار المساء (بعد صلاة العصر)، وبشكل عام، الدعاء مشروع في كل وقت، ويُستحب تحري أوقات الإجابة مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود.

هل تكفي الأدعية وحدها للوقاية من الأوبئة؟
لا، الإسلام دين يوازن بين الأسباب والتوكل، فالدعاء سبب روحي عظيم، ويجب أن يقترن بالأسباب المادية التي أمر بها الشرع والعقل، مثل الالتزام بالإجراءات الوقائية والنصائح الطبية، إهمال الأسباب المادية بحجة التوكل هو فهم خاطئ لمفهوم التوكل في الإسلام.

هل يجوز الدعاء بصيغ لم ترد في السنة النبوية؟
نعم، يجوز للمسلم أن يدعو بما يفتح الله عليه من صيغ وأدعية، بشرط أن تكون معانيها صحيحة ولا تحتوي على محظور شرعي (مثل الشرك أو الاعتداء في الدعاء)، ولكن لا شك أن الالتزام بالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم هو الأفضل والأكمل والأكثر بركة.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

4.5 2 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات