آيات وأدعية حرق الجن العاشق مكتوبة

إن الإيمان بعالم الغيب، ومنه عالم الجن، هو جزء من عقيدة المسلم، وقد بيّن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة أن الجن عالم مستقل له طبيعته الخاصة، فهم مخلوقون من نار، ومكلفون مثل البشر، منهم الصالح ومنهم دون ذلك، قال تعالى:

“وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” [الذاريات: 56]

، وإن أفضل سبيل لحماية النفس من أي أذى محتمل، سواء كان من الإنس أو الجن، هو اللجوء إلى الله تعالى والتحصن بكلامه وأدعية نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو ما يُعرف بالرقية الشرعية.

التحصين الشرعي بالقرآن الكريم والسنة النبوية

القرآن الكريم هو الشفاء والحماية للمؤمن، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى سور وآيات وأذكار محددة لها أثر عظيم في حفظ الإنسان وتحصينه بإذن الله، والمداومة عليها هي الحصن المنيع من كل شر.

  • سورة الفاتحة: هي أم القرآن والسبع المثاني، وهي أعظم سورة في القرآن، وفيها شفاء ورقية، يُنصح بقراءتها وتكرارها بنية الشفاء والحفظ.
  • آية الكرسي [البقرة: 255]: أعظم آية في كتاب الله، ومن قرأها حين يمسي أُجير من الشياطين حتى يصبح، ومن قرأها حين يصبح أُجير منهم حتى يمسي.

    “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ”

    .

  • أواخر سورة البقرة [البقرة: 285-286]: ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

    “الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ”

    (متفق عليه)، أي كفتاه من كل سوء.

  • المعوذتان (سورة الفلق وسورة الناس): كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بهما، وقال عنهما:

    “ما سَألَ سائلٌ بمثلِهما، ولا استعاذَ مُستعيذٌ بمثلِهما”

    (حديث صحيح).

    “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ” [الفلق: 1-5]

    “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَٰهِ النَّاسِ* مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ” [الناس: 1-6]

    .

  • سورة الإخلاص: تعدل ثلث القرآن، والمداومة على قراءتها مع المعوذتين ثلاث مرات في الصباح والمساء من أعظم أسباب الحفظ.

آيات الرقية الشرعية مكتوبة للحفظ والتحصين من العين والحسد والمس

أدعية عامة للحفظ والتحصين

تنبيه هام: هذه الصيغ هي أدعية عامة مما يتداوله الناس، ولم تثبت كنصوص مأثورة بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية ومباركة، ولكن يجوز الدعاء بأدعية عامة ما لم يكن في معناها ما يخالف الشرع.

  • اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي.
  • يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ.
  • أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ.
  • اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ.
  • اللَّهُمَّ احفظنا بحفظك من حسد الحاسدين وحقد الحاقدين، ومن شر كل عين أصابت، ومن كيد السحرة والشياطين، نسألك يا الله الحماية والعفو والوقاية من كل مكروه وسوء.

حول مفهوم “المس” والأعراض المرتبطة به

يذكر بعض أهل العلم المختصين في الرقية الشرعية وجود أنواع من الأذى الروحي الذي قد يصيب الإنسان، ومنها ما يُعرف بـ “المس”، ويُنسبون إليه بعض الأعراض التي قد تظهر على الشخص، مع التأكيد على أن هذه الأعراض ليست دليلاً قاطعاً، وقد تتشابه مع حالات نفسية أو طبية أخرى.

علامات يذكرها بعض الرقاة:

  • النفور من العبادات والذكر والابتعاد التدريجي عن الطاعات.
  • الشعور بالضيق الشديد أو النفور عند سماع القرآن الكريم.
  • الكوابيس والأحلام المزعجة المتكررة بشكل غير طبيعي.
  • الميل الشديد إلى العزلة والوحدة وتجنب التجمعات الاجتماعية والأسرية.
  • النفور من الزواج أو الشعور بكراهية تجاه شريك الحياة دون سبب واضح.
  • الشعور بآلام متنقلة في الجسد لا يوجد لها تفسير طبي واضح.

إخلاء مسؤولية وتنبيه طبي: التشخيص في هذه الأمور يجب أن يتم بحذر شديد، الكثير من هذه الأعراض قد تكون ناتجة عن أسباب نفسية أو عضوية بحتة، لذلك، يجب على من يعاني منها أن يبدأ أولاً بمراجعة الأطباء والمختصين النفسيين، مع التمسك بالرقية الشرعية والتحصينات اليومية كجزء من العلاج الإيماني الشامل.

أدعية التحصين من كل شر مكتوبة

أهمية التحصينات اليومية

إن من أعظم أسباب الوقاية من كل أذى هو التزام المسلم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته اليومية، فالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وذكر الله عند دخول المنزل والخروج منه، وعند دخول الخلاء، وعند خلع الثياب، كلها تشكل درعاً واقياً وحصناً حصيناً للمسلم بإذن الله، إن التقصير في هذه الأذكار قد يجعل الإنسان أكثر عرضة للوساوس والأذى.

آيات يُنصح بقراءتها في الرقية الشرعية

الرقية الشرعية تكون بقراءة القرآن الكريم والدعاء بصدق ويقين، وينصح أهل العلم بالتركيز على الآيات التي تتحدث عن التوحيد، وإبطال السحر، والزنا، وعقوبة المفسدين، لما لها من أثر في علاج حالات المس والسحر والعين بإذن الله، ومن هذه الآيات:

  • سورة البقرة: قراءتها كاملة في البيت تطرد الشياطين منه.
  • آيات إبطال السحر:
    • سورة الأعراف، الآيات 117-122.
    • سورة يونس، الآيات 81-82.
    • سورة طه، الآية 69.
  • آيات النهي عن الفاحشة:
    • “الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ” [النور: 3]

      .

    • “وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا” [الإسراء: 32]

      .

    • “وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا” [الفرقان: 68]

      .

  • آيات الحفظ والحماية:
    • “وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ” [الحجر: 17]

      .

    • “إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ” [الحجر: 42]

      .

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة

ما هو المنهج الصحيح للتعامل مع الشك بوجود أذى روحي؟

المنهج الصحيح يبدأ بالاستعانة بالله والمحافظة على الصلوات والأذكار اليومية (أذكار الصباح والمساء)، ثم قراءة القرآن والرقية على النفس، وفي حال استمرار الأعراض، يُنصح بمراجعة طبيب نفسي أو عضوي لاستبعاد أي أسباب طبية، مع استشارة أهل العلم الثقات في أمور الرقية الشرعية، وتجنب الدجالين والمشعوذين.

هل كل الأدعية المذكورة في المقال ثابتة عن النبي؟

المقال يفرق بين نوعين: الأول هو ما ثبت في القرآن والسنة النبوية الصحيحة، وهذا هو الأصل والأفضل، الثاني هو “أدعية عامة” وهي صيغ لم ترد بنصها عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن معانيها صحيحة، ويجوز الدعاء بها، تم وضع تنبيه واضح في المقال للتمييز بينهما.

ما أهمية أذكار الصباح والمساء في الوقاية؟

أذكار الصباح والمساء هي بمثابة الدرع الواقي للمسلم، لقد علمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم لتحصين أنفسنا من شرور الإنس والجن، ومن كل سوء قد يصيبنا في يومنا وليلتنا، المداومة عليها بيقين وإخلاص هي من أعظم أسباب الحفظ والسلامة بإذن الله.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

5 2 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات