ادعية شهر رجب مفاتيح الجنان مكتوبة 1447

لقد اختص الله سبحانه وتعالى الأشهر الحرم بمكانة عظيمة، وجعل لها خصوصية تفوق باقي الشهور، إذ رفع قدرها وأعلى شأنها وميّزها عن غيرها بالحُرمة والتقديس، ونهى فيها عن الظلم وانتهاك المحارم، حيث تكون الذنوب فيها أشد إثمًا، كما أن الحسنات فيها أعظم أجرًا، يقول الله تعالى في محكم التنزيل:

“إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ” [التوبة: 36].

وشهر رجب هو أحد هذه الأشهر الحرم، ويحتل المرتبة السابعة في ترتيب الأشهر الهجرية، ويسبق شهر شعبان الذي يليه شهر رمضان المبارك.

أدعية صحيحة من القرآن والسنة للدعاء بها في رجب وغيره

لم يثبت في السنة النبوية الصحيحة دعاء مخصص لشهر رجب بعينه، ولكن يُشرع للمسلم أن يدعو الله تعالى بما شاء من خيري الدنيا والآخرة في كل وقت وحين، خاصة في الأوقات التي يُرجى فيها إجابة الدعاء، والأفضل للمسلم أن يلزم الأدعية الجامعة الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، ومنها:

  • الدعاء بخيري الدنيا والآخرة: وهو من أكثر الأدعية التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم.

    “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” [البقرة: 201].

    .

  • سيد الاستغفار: وهو أفضل صيغ الاستغفار، ويُستحب الإكثار منه في كل وقت.

    “اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ” (رواه البخاري).

    .

  • دعاء تفريج الكرب: دعاء ذي النون الذي لم يدعُ به مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له.

    “لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” [الأنبياء: 87].

    .

أدعية شهر رجب مكتوبة على خلفية إسلامية مزخرفة

صيغ دعاء منتشرة تُنسب لشهر رجب

يتداول بعض الناس أدعية وصيغًا معينة ينسبونها لشهر رجب، وكثير منها مأخوذ من كتب لم تعتمد على الأحاديث الصحيحة المسندة، مثل كتاب “مفاتيح الجنان”، ومن أمثلة هذه الأدعية المنتشرة:

  • “اللهم إنِّي أسألك صبرَ الشاكرين لك، وعملَ الخائفين منك، ويقينَ العابدين لك…”.
  • “يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمير الصامتين، لكل مسألة منك سمع حاضر وجواب عتيد…”.
  • “خاب الوافدون على غيرك، وخسر المتعرضون إلا لك، وضاع الملمون إلا بك…”.

تنبيه هام وإخلاء مسؤولية شرعية

تنبيه هام: هذه الصيغ المذكورة أعلاه وغيرها مما ينتشر وينسب لشهر رجب، هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه الكرام، الدعاء عبادة، والأصل في العبادات التوقيف، أي الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، والأدعية الثابتة في الوحيين فيها الكفاية والبركة والخير العظيم، وهي الأولى بالاتباع والحرص عليها.

حكم تخصيص شهر رجب بالصيام والعبادة

لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث خاص في فضل الصيام في شهر رجب على وجه الخصوص، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: “لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة”.

وعليه، فإن تخصيص شهر رجب بالصيام اعتقادًا بأن له فضيلة خاصة عن غيره من الشهور هو أمر غير مشروع ويعد من البدع المحدثة، أما من كان له عادة بصيام تطوعي كصيام الاثنين والخميس، أو الأيام البيض، فوافق ذلك شهر رجب، فلا حرج عليه في صيامه دون أن يعتقد فيه فضلًا خاصًا.

أما الحديث المشهور “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان” فهو حديث ضعيف، لا يصح الاستدلال به.

إن تعظيم شهر رجب يكون بالابتعاد عن الظلم والمعاصي، والإكثار من الأعمال الصالحة المشروعة في كل وقت، كالتوبة والاستغفار والصدقة وقراءة القرآن، دون إحداث عبادة جديدة لم يشرعها الله ورسوله.

فضل شهر رجب وأهمية الدعاء فيه من المنظور الشرعي

أفضل الأعمال في شهر رجب والأشهر الحرم

بما أن شهر رجب من الأشهر الحرم، فإن الأجر فيه معظّم، والذنب فيه أشد، لذا، ينبغي على المسلم أن يحرص على استغلال هذا الوقت في طاعة الله، ومن أفضل الأعمال:

  • اجتناب المعاصي: قال تعالى: “فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ”، والظلم يشمل الشرك بالله، وظلم العباد، وظلم النفس بالوقوع في الذنوب.
  • الإكثار من التوبة والاستغفار: فهي فرصة لمحو الذنوب والعودة إلى الله بقلب سليم.
  • القيام بالأعمال الصالحة العامة: مثل الصلاة على وقتها، والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وقراءة القرآن، وذكر الله تعالى، وغيرها من العبادات التي لم تُربط بوقت معين.
  • الصيام المشروع: كصيام الاثنين والخميس، أو ثلاثة أيام من كل شهر، لمن اعتاد ذلك، دون تخصيص رجب بمزيد فضل.

المسلم الحكيم هو من يعظّم ما عظّمه الله، باتباع هدي نبيه صلى الله عليه وسلم، ولزوم ما ثبت بالدليل الصحيح، والحذر من المحدثات والبدع في الدين.

أدعية إسلامية لشهر رجب مكتوبة بخط عربي واضح

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة

ما هو الدعاء الصحيح لشهر رجب؟

لم يثبت حديث صحيح بدعاء مخصص لشهر رجب، والأفضل هو الدعاء بالأدعية الجامعة من القرآن والسنة الصحيحة، والتي يمكن الدعاء بها في كل وقت.

هل صيام شهر رجب سنة؟

لا، لم يرد في السنة النبوية ما يدل على فضل خاص لصيام شهر رجب، وتخصيصه بالصيام بنية الحصول على أجر خاص يُعد من البدع، أما الصيام المعتاد كالاثنين والخميس فهو مشروع في رجب وغيره.

ما هو أفضل عمل يمكن القيام به في شهر رجب؟

أفضل الأعمال هي تعظيم حُرمة الشهر بالكف عن المعاصي والذنوب، والإكثار من الطاعات العامة كالصلاة والذكر والصدقة والاستغفار، دون تخصيص عبادة معينة لم ترد في الشرع.

نصائح دينية حول العبادة في شهر رجب

 

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات