ادعية قضاء الحاجة المستعجلة من القرآن الكريم والسنة

يلجأ العبد إلى ربه -سبحانه وتعالى- في كل أحواله، خاصة في أوقات الشدة والضيق، طالبًا العون وتفريج الكروب وتيسير الأمور، ويُعد الدعاء من أعظم العبادات وأقوى الأسباب التي يستعين بها المسلم لتحقيق مراده، فهو الصلة المباشرة بين العبد وخالقه، وقد حثّ الله تعالى على الاستعانة به وبالصبر والصلاة لتجاوز الصعاب، فقال في كتابه العزيز:

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” [البقرة: 153]

وفي هذا المقال، نستعرض مجموعة من الأدعية الصحيحة والمأثورة لقضاء الحاجة وتيسير الأمور، مع التأكيد على أهمية الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

أدعية ثابتة من القرآن والسنة لقضاء الحاجة

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد عن الله ورسوله، فهذه الأدعية هي الأجمع للخير والأعظم بركةً، ومن هذه الأدعية المباركة:

  • دعاء نبي الله يونس (عليه السلام): وهو من أعظم الأدعية لتفريج الكروب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    “دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بطنِ الحوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فإنَّهُ لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجابَ اللَّهُ لَهُ”، (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

    “لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” [الأنبياء: 87]

    .

  • دعاء الكرب: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به عند الكرب الشديد.

    “لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ”، (رواه البخاري ومسلم).

    .

  • الدعاء باسم الله الأعظم: ورد في السنة أن الدعاء بهذا الاسم الشريف من أسباب الإجابة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا ورجل يصلي ثم دعا فقال:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ”، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى”، (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).

    .

  • دعاء سداد الدين وتفريج الهم: وهو دعاء نبوي عظيم لمن أثقلته الديون والهموم.

    “اللَّهمَّ اكفني بِحلالِكَ عن حرامِكَ، وأغنِني بِفَضلِكَ عمَّن سواكَ”، (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

    .

  • دعاء تيسير الأمور: دعاء مأثور يُستحب قوله عند استصعاب الأمور.

    “اللَّهُمَّ لَا سَهْلَ إِلَّا مَا جَعَلْتَهُ سَهْلًا، وَأَنْتَ تَجْعَلُ الْحَزْنَ إِذَا شِئْتَ سَهْلًا”، (رواه ابن حبان، وصححه).

    .

أدعية مأثورة من السنة النبوية لقضاء الحاجة وتيسير الأمور

صيغ وأدعية جامعة شائعة لتيسير الأمور

إلى جانب الأدعية الثابتة في القرآن والسنة، يتداول الناس بعض الصيغ الجامعة التي تحمل معاني طيبة، ويمكن للمسلم أن يدعو بها أو بما يفتح الله عليه من الدعاء، ما لم يكن في لفظها محذور شرعي، ومن هذه الصيغ:

  • “اللَّهُمَّ يَا جَامِعَ الشَّتَاتِ، وَيَا مُحْيِيَ الْعِظَامِ الرُّفَاتِ، وَيَا مُجِيبَ الدَّعَوَاتِ، وَيَا قَاضِيَ الْحَاجَاتِ، وَيَا مُفَرِّجَ الْكُرُبَاتِ، وَيَا سَامِعَ الْأَصْوَاتِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ، اقْضِ حَاجَتِي وَفَرِّجْ كُرْبَتِي”.
  • “يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، يَا وَدُودُ يَا وَدُودُ يَا وَدُودُ، يَا ذَا الْعَرْشِ الْمَجِيدِ، يَا فَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعِزِّكَ الَّذِي لَا يُرَامُ، وَمُلْكِكَ الَّذِي لَا يُضَامُ، وَنُورِكَ الَّذِي مَلَأَ أَرْكَانَ عَرْشِكَ، أَنْ تَقْضِيَ حَاجَتِي”.
  • “اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ سِرِّي وَعَلَانِيَتِي فَاقْبَلْ مَعْذِرَتِي، وَتَعْلَمُ حَاجَتِي فَأَعْطِنِي سُؤْلِي، وَتَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا يُبَاشِرُ قَلْبِي، وَيَقِينًا صَادِقًا حَتَّى أَعْلَمَ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَنِي إِلَّا مَا كَتَبْتَ لِي، وَرِضًا بِمَا قَسَمْتَهُ لِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ”.
  • “اللَّهُمَّ يَا مَنْ تُفَرِّجُ الْكُرُوبَ وَتُزِيلُ الْهُمُومَ وَتُجِيبُ دَعْوَةَ الْمُضْطَرِّ إِذَا دَعَاكَ، يَا رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا، ارْزُقْنِي مِنْ رَحْمَتِكَ رَحْمَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ”.

تنبيه هام وحكم الأدعية المنتشرة

تنبيه هام: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح متصل عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه بهذه الصورة الكاملة، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية ومباركة وشاملة لخيري الدنيا والآخرة، ويجوز للمسلم أن يدعو بما شاء من الأدعية الطيبة التي ليس فيها اعتداء، ولكن لا يجوز نسبتها إلى الشرع أو اعتقاد فضل خاص لها لم يرد به دليل.

الدعاء عبادة واللجوء إلى الله في قضاء الحوائج

أدعية قرآنية ونبوية لأغراض محددة

ورد في الكتاب والسنة أدعية مباركة لمواقف وحاجات معينة، منها:

1، دعاء لطلب الشفاء

كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو للمريض بأدعية مأثورة، منها:

  • “أَذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا”، (رواه البخاري).

    .

  • “رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ”، [الدخان: 12]

    .

2، دعاء لطلب الزواج الصالح

لم يرد دعاء مخصص للزواج، ولكن يمكن الدعاء بالأدعية العامة التي فيها طلب الخير، ومن أفضل ما يُدعى به في هذا السياق دعاء نبي الله موسى عليه السلام:

  • “رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ”، [القصص: 24]

    وهو دعاء جامع يظهر فيه العبد افتقاره إلى الله وطلبه للخير منه في جميع شؤونه.

3، دعاء لطلب النجاح والتوفيق

يطلب المسلم التوفيق من الله في كل أموره، سواء في دراسة أو عمل، ومن الأدعية المناسبة:

  • “رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا”، [الإسراء: 80]

    .

  • “رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي”، [طه: 25-26]

    .

فضل الدعاء في تفريج الكروب وقضاء الحاجات

آداب الدعاء وأسباب الإجابة

لتحقيق الاستجابة، يُستحب للمسلم أن يلتزم بآداب الدعاء، ومن أهمها:

  1. الإخلاص لله تعالى: أن يكون الدعاء خالصًا لوجه الله وحده.
  2. الثقة واليقين بالإجابة: أن يدعو العبد وهو موقن بأن الله سيستجيب له.
  3. عدم الاستعجال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    “يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي”، (رواه البخاري ومسلم).

    .

  4. حضور القلب والخشوع: التضرع إلى الله بقلب حاضر خاشع.
  5. تحري أوقات الإجابة: مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، ويوم الجمعة.

أدعية للشفاء وطلب العافية من الله تعالى

أدعية قرآنية ونبوية لطلب النجاح والتوفيق

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة (FAQs)

س1: ما هو أفضل دعاء لقضاء الحاجة؟

ج1: أفضل الأدعية هي ما ورد في القرآن والسنة، مثل دعاء يونس عليه السلام “لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”، ودعاء الكرب “لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ…”، والدعاء باسم الله الأعظم، لأنها أدعية ثبت فضلها بنص شرعي.

س2: هل يجوز الدعاء بصيغ لم ترد في السنة؟

ج2: نعم، يجوز للمسلم أن يدعو بما يشاء من الأدعية الطيبة التي ليس فيها إثم أو قطيعة رحم أو اعتداء في الدعاء، ولكن، لا يجوز أن ينسب هذه الصيغ للنبي صلى الله عليه وسلم أو يعتقد أن لها فضلًا خاصًا لم يرد به دليل.

س3: ما حكم تخصيص عدد معين أو وقت معين لدعاء لم يرد به دليل؟

ج3: تخصيص عدد معين أو وقت معين لعبادة لم يأت بها الشرع يُعد من البدع الإضافية، الأصل هو الإكثار من الدعاء دون تقييد بعدد أو هيئة لم ترد في السنة، مع تحري أوقات الإجابة المعروفة.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات