الإيمان بالله هو الركن الأول من أركان الإيمان، ويقتضي يقيناً ثابتاً بوجود الله ووحدانيته، ومن هذا المنطلق، ينبغي على المسلم أن يجتهد في كل ما يقوي إيمانه ويزيد قربه من الله، وأن يبتعد عن كل ما يضعف صلته بربه، فالدعاء هو العبادة وهو من أقوى الأسباب لزيادة الإيمان والثبات على الحق.
أدعية قرآنية ونبوية لزيادة الإيمان والثبات عليه
إن أفضل ما يدعو به العبد هو ما ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فهي أدعية جامعة ومباركة، تجمع بين عظيم المعنى وكمال المبنى، فيما يلي مجموعة من الأدعية الصحيحة الثابتة لطلب الهداية والثبات:
- دعاء نبي الله يونس (ذو النون) عليه السلام:وهو دعاء عظيم لتفريج الكروب والاعتراف بالذنب، وقد ورد في القرآن الكريم.
“لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”
المصدر: سورة الأنبياء، الآية 87..
- أكثر دعاء كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم:كان هذا الدعاء من أكثر ما يلجأ به النبي ﷺ إلى ربه، سائلاً إياه الثبات على دينه، وهو دليل على أهمية هذا المطلب وحاجة العبد الدائمة إليه.
“يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ”
المصدر: سنن الترمذي، حديث حسن..
- دعاء قرآني لطلب خيري الدنيا والآخرة:من الأدعية الجامعة التي علمنا الله إياها في كتابه، ويجمع بين صلاح الدنيا والنجاة في الآخرة.
“رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”
المصدر: سورة البقرة، الآية 201..
- دعاء لطلب الرسوخ في العلم والهداية:دعاء أهل العلم الراسخين، الذين يسألون الله الثبات بعد إذ هداهم، وهو من الأدعية القرآنية العظيمة.
“رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ”
المصدر: سورة آل عمران، الآية 8..
صيغ وأدعية عامة لتقوية النفس وطلب اليقين
إلى جانب الأدعية المأثورة من القرآن والسنة، يمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى بما يفتح عليه من صيغ طيبة لا تخالف الشرع، يسأل فيها ربه حاجته من قوة اليقين، وطمأنينة القلب، والثبات على الطاعة، وهذه أمثلة على ذلك:
- اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي إِيمَانًا صَادِقًا، وَيَقِينًا لَيْسَ بَعْدَهُ كُفْرٌ، وَرَحْمَةً أَنَالُ بِهَا شَرَفَ كَرَامَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ..
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي قَلْبًا مُطْمَئِنًّا بِالإِيمَانِ، صَابِرًا عَلَى البَلَاءِ، شَاكِرًا لِلنِّعَمِ.
- اللَّهُمَّ اجْعَلْ قُلُوبَنَا عَامِرَةً بِالرِّضَا وَالسَّكِينَةِ، وَامْلَأْ نُفُوسَنَا بِالرَّاحَةِ وَاليَقِينِ، وَأَكْرِمْنَا مِنْ فَضْلِكَ بِمَا تَطْمَئِنُّ بِهِ أَرْوَاحُنَا وَتَقَرُّ بِهِ أَعْيُنُنَا.
- يَا رَبِّ، امْنَحْنِي القُوَّةَ وَأَبْعِدْ عَنِّي كُلَّ ضَعْفٍ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ طَاعَتَكَ شُغْلِي الأَكْبَرَ، وَحُبَّكَ يَسْكُنُ أَعْمَاقَ قَلْبِي، اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلَى دِينِكَ وَاهْدِنِي لِطَاعَتِكَ.
تنبيه هام: هذه الصيغ هي من الأدعية العامة التي يجوز الدعاء بها لمعانيها الطيبة، ولكنها لم ترد بنصها عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأصل هو الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية وشاملة ومباركة، ويجوز الدعاء بغيرها ما لم يكن في لفظه محذور شرعي.
أهمية الدعاء في حياة المسلم
المسلم مطالب بالاستعانة بالله في كل تفاصيل حياته والتمسك بطريق الحق واليقين، ويجب عليه الحذر من خطوات الشيطان، لأن القرب من الله يزيل الهم ويبعث الطمأنينة في النفس، الدعاء هو الصلة المباشرة بين العبد وربه، وفيه إظهار للفقر والافتقار إلى الله، واعتراف بقدرته وعظمته.
- اللَّهُمَّ يَا مَالِكَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، ارْزُقْنِي إِيمَانًا صَادِقًا وَقَلْبًا خَاشِعًا، وَاحْفَظْ لِي مَنْ أُحِبُّ، وَاجْعَلْهُمْ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ وَالاسْتِقَامَةِ..
- اللَّهُمَّ امْنَحْنِي قَلْبًا عَامِرًا بِالإِيمَانِ، بَعِيدًا عَنِ التَّعَلُّقِ بِزِينَةِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَاشْغَلْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ.
- اللَّهُمَّ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى طَاعَتِكَ، وَاغْفِرْ لِي زَلَّاتِي، وَامْلَأْ قَلْبِي حُبًّا لَكَ، وَيَسِّرْ لِي سُبُلَ الصَّلَاحِ وَارْزُقْنِي الصُّحْبَةَ الصَّالِحَةَ.
المصادر والمراجع
- سورة الأنبياء، الآية 87.
- سورة البقرة، الآية 201.
- سورة آل عمران، الآية 8.
- جامع الترمذي، كتاب الدعوات، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
أسئلة شائعة حول أدعية تثبيت الإيمان
- ما هو أفضل دعاء للثبات على الدين؟
- أفضل الأدعية وأجمعها هو الدعاء النبوي: “يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ”، لأنه كان من أكثر أدعية النبي صلى الله عليه وسلم، وهو طلب مباشر من الله بتثبيت القلب الذي هو محل الإيمان.
- هل يجوز الدعاء بأدعية لم ترد في القرآن أو السنة؟
- نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة، وبأي صيغة كانت، بشرط ألا يكون في الدعاء اعتداء أو إثم أو قطيعة رحم، وأن تكون معانيه صحيحة لا تخالف العقيدة الإسلامية، ومع ذلك، يبقى الدعاء بالمأثور أفضل وأكمل.
- ما هي الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء؟
- هناك أوقات وأحوال عديدة يُرجى فيها إجابة الدعاء، منها: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وعند نزول المطر، ودعاء الصائم حتى يفطر.


