عبارة اللهم أدمها نعمة واحفظها من الزوال بالتشكيل مزخرفة

إنَّ نِعَمَ اللهِ على الإنسانِ تستوجبُ حمدًا وشكرًا دائمين، ويتحققُ شُكرُ اللهِ على نِعَمِه بالحفاظِ عليها واستعمالها في طاعته، ومن أعظم ما يُعين العبدَ على ذلك هو إدراكُ قيمةِ ما وهبه الله، والحرص على تسخيره فيما يُرضيه ويُقرّبه إليه.

أدعية مأثورة من القرآن والسنة لحفظ النعم

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فهي جامعة لخيري الدنيا والآخرة، وفيها البركة والكفاية، ومن أبرز الأدعية الصحيحة الثابتة في هذا الباب:

1، دعاء النبي ﷺ للحفظ من زوال النعم

كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة بالله من زوال النعم وتحول العافية، وهو من أجمع الأدعية في هذا الباب.

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ”.

المصدر: صحيح مسلم، حديث رقم 2739، (حديث صحيح).

شرح موجز: في هذا الدعاء المبارك، يستعيذ المسلم بالله من أربعة أمور عظيمة: ذهاب النعم بعد حصولها، وتغير حال العافية إلى مرض أو بلاء، ومفاجأة العقوبة، وكل ما يسبب غضب الله تعالى.

2، دعاء قرآني لطلب العون على الشكر

علّمنا القرآن الكريم على لسان نبي الله سليمان عليه السلام دعاءً عظيماً يجمع بين طلب العون على شكر النعمة والعمل الصالح.

“رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ”.

المصدر: سورة النمل، الآية 19.

صيغ وأدعية عامة شائعة في طلب دوام النعم

تنتشر بين الناس بعض الصيغ والأدعية التي تحمل معاني طيبة في طلب حفظ النعم وشكر الله عليها، ورغم أن هذه الصيغ لم ترد بلفظها في السنة النبوية، إلا أن معناها صحيح ويمكن الدعاء بها على وجه العموم، ومن أمثلة ذلك:

  • اللَّهُمَّ يَا مَالِكَ الْمُلْكِ، أَدِمْ عَلَيْنَا جَمِيعَ نِعَمِكَ، وَارْزُقْنَا بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ الْعَافِيَةَ وَالسَّلَامَةَ، وَأَدِمْ عَلَيْنَا نِعْمَةَ التَّوْفِيقِ وَصَلَاحَ الْحَالِ وَرَاحَةَ الْبَالِ.
  • اللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنَّا كُلَّ شَرٍّ يُؤْذِينَا، وَارْزُقْنَا رِزْقًا حَلَالًا طَيِّبًا مِنْ حَيْثُ لَا نَحْتَسِبُ، وَأَدِمْ عَلَيْنَا نِعَمَكَ، وَأَبْعِدْ عَنَّا الشَّرَّ وَالْفِتَنَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ الشَّاكِرِينَ.
  • اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَمْنًا يَمْلَأُ قُلُوبَنَا، وَطُمَأْنِينَةً لَا تُفَارِقُنَا، وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَالْغِنَى عَنْ خَلْقِكَ، وَالْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ.

تصميم جرافيك لدعاء اللهم أدم علينا نعمك واحفظها من الزوال

تنبيه هام وحكم الأدعية غير المأثورة

تنبيه هام: الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة توقيفية، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية وشاملة ومباركة.

الحكم الشرعي: يجوز للمسلم أن يدعو الله بأدعية من عنده لم ترد في السنة، بشرطين أساسيين:

  1. أن يكون معناها صحيحًا ولا يخالف الشريعة الإسلامية.
  2. ألّا يعتقد الداعي أن لهذه الصيغة فضلًا خاصًا أو أنها من السنة، وألّا يلتزم بها التزامًا يُشبه السنن الثابتة.

فالأفضل دائمًا هو الحرص على الأدعية المأثورة، فهي أجمع للمعاني وأعظم في البركة.

أدعية مكتوبة لحفظ النعم من الزوال

أهمية الدعاء والحمد على نعم الله

كيفية شكر النعم والحفاظ عليها

الدعاء جزءٌ عظيم من الشكر، لكن الشكر الحقيقي هو منهج حياة متكامل يظهر في قلب العبد ولسانه وجوارحه، ومن أهم طرق الحفاظ على النعم ما يلي:

1، الشكر بالقلب واللسان

  • الشكر القلبي: وهو الاعتراف والعلم بأن كل نعمة هي من الله وحده، مما يورث في القلب محبةً لله وتعظيمًا له.
  • الشكر اللساني: يكون بالإكثار من حمد الله والثناء عليه، وقول “الحمد لله” بصدق ويقين، والتحدث بنعم الله من باب الشكر لا الفخر، قال تعالى:

    “وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ”

    (الضحى: 11).

2، الشكر بالجوارح (العمل الصالح)

  • استخدام النعم في الطاعة: وهو جوهر الشكر، فمن شكر نعمة البصر أن يغضه عن الحرام، ومن شكر نعمة المال أن ينفقه في الحلال، ومن شكر نعمة الصحة أن يستعملها في عبادة الله.
  • الابتعاد عن المعاصي: فالمعاصي سببٌ في زوال النعم ومحق بركتها، إن استخدام نعم الله في معصيته هو قمة كفران النعمة.

3، الشكر بإيصال الخير للآخرين

  • الصدقة والزكاة: من أعظم صور شكر نعمة المال هو إخراج حق الله فيه بمساعدة الفقراء والمحتاجين، فالصدقة تبارك المال وتحفظه وتزيده.
  • نفع الناس: كل نعمة أنعم الله بها عليك هي باب لنفع الآخرين؛ كالعلم، والجاه، والقوة، فاستعمالها في قضاء حوائج الناس هو من تمام شكرها.

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة حول أدعية حفظ النعم

ما هو الدعاء الصحيح الوارد في السنة للحماية من زوال النعم؟

أصح ما ورد في هذا الباب هو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:

“اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ”

(رواه مسلم)، وهو دعاء جامع يُستحب للمسلم أن يحافظ عليه.

هل يجوز الدعاء بصيغ مثل “اللهم أدمها نعمة واحفظها من الزوال”؟

نعم، يجوز الدعاء بهذه الصيغة وغيرها من الصيغ التي تحمل معنى صحيحًا، لأن معناها لا يتعارض مع الشريعة، ولكن لا يجوز اعتقاد أنها من السنة النبوية أو أن لها فضلًا خاصًا مرتبطًا بلفظها، والأفضل دائمًا هو الجمع بين الأدعية المأثورة وهذه الأدعية العامة.

ما هي أعظم طريقة لشكر الله على نعمه؟

أعظم طرق الشكر هي تحقيق أركانه الثلاثة: الاعتراف بالنعمة قلبًا بأنها من الله وحده، والثناء على الله بها لسانًا، واستعمال هذه النعمة في طاعة الله وليس في معصيته.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات