يُعد دعاء الزوجة لزوجها من أعظم صور المودة والرحمة بين الزوجين، وهو عبادة عظيمة تُظهر صدق المحبة والحرص على جلب الخير ودفع الشر، ومن الأصول الشرعية الراسخة في هذا الباب هو “الاستيداع”، أي أن تطلب الزوجة من الله تعالى أن يحفظ زوجها، وهو مبدأ ثابت في السنة النبوية.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً قال لمن يخلفهم:
“أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ”
(رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)، انطلاقاً من هذا الأصل، يمكن للزوجة أن تدعو بصيغة “اللهم إني استودعتك زوجي”، وهي صيغة عامة تحمل معنى صحيحاً ومشروعاً.
أدعية عامة ومأثورة لحفظ الزوج
فيما يلي مجموعة من صيغ الدعاء العامة التي يمكن للزوجة أن تدعو بها لزوجها، والتي تجمع خيري الدنيا والآخرة في الحفظ والرزق والصلاح:
- دعاء الحفظ والعناية: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ زَوْجِي، فَاحْفَظْهُ بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ فِي وَدَائِعِكَ الَّتِي لَا تَضِيعُ، وَاحْرُسْهُ بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ، وَاكْلَأْهُ بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ.
- دعاء التحصين من الشرور: اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَصِّنُ زَوْجِي بِكَ يَا اللهُ مِنْ كُلِّ شَرٍّ وَسُوءٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ، اللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنْهُ أَعْيُنَ الْحَاسِدِينَ، وَقِهِ شَرَّ الْأَشْرَارِ وَكَيْدَ الْفُجَّارِ.
- دعاء للرزق والتوفيق: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِزَوْجِي أَبْوَابَ رِزْقِكَ الْحَلَالِ، وَبَارِكْ لَهُ فِي عَمَلِهِ وَمَالِهِ وَوَقْتِهِ، اللَّهُمَّ سَخِّرْ لَهُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا، وَيَسِّرْ لَهُ كُلَّ أَمْرٍ عَسِيرٍ بِقُدْرَتِكَ يَا قَدِيرُ.
- دعاء للصلاح والهداية: اللَّهُمَّ اهْدِ زَوْجِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ وَالْأَعْمَالِ، وَاصْرِفْ عَنْهُ سَيِّئَهَا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ، وَاجْعَلْهُ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ الْمُتَّقِينَ.
- دعاء للسعادة وراحة البال: اللَّهُمَّ أَلْقِ السَّكِينَةَ فِي قَلْبِ زَوْجِي، وَارْزُقْهُ رَاحَةَ الْبَالِ وَطُمَأْنِينَةَ النَّفْسِ، اللَّهُمَّ أَبْعِدْ عَنْهُ الْهُمُومَ وَالْغُمُومَ، وَاجْعَلْ حَيَاتَنَا عَامِرَةً بِالْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ.
- دعاء لقضاء حوائجه: اللَّهُمَّ يَا قَاضِيَ الْحَاجَاتِ، اقْضِ حَاجَةَ زَوْجِي، وَيَسِّرْ لَهُ أُمُورَهُ، وَحَقِّقْ لَهُ مَا يَتَمَنَّاهُ مِنَ الْخَيْرِ، وَسَخِّرْ لَهُ مِنْ عِبَادِكَ مَنْ يُعِينُهُ عَلَى ذَلِكَ.
- دعاء لحل الخلافات الزوجية: اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قَلْبِي وَقَلْبِ زَوْجِي كَمَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنَّا وَسَاوِسَ الشَّيْطَانِ، وَاجْعَلْ بَيْتَنَا مَبْنِيًّا عَلَى طَاعَتِكَ وَمَحَبَّتِكَ.
تنبيه هام حول صيغ الأدعية المنتشرة
إخلاء مسؤولية: الصيغ المذكورة أعلاه هي من الأدعية العامة التي يتداولها الناس، وهي جائزة شرعاً لأنها لا تحتوي على محظور شرعي، ومع ذلك، لم تثبت هذه الصيغ بلفظها المحدد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته الكرام، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي كافية وشاملة ومباركة، وهي أفضل ما يُدعى به.
دعاء للزوج في الأوقات المباركة (مثل يوم الجمعة)
يوم الجمعة من الأوقات التي يُرجى فيها إجابة الدعاء، لوجود ساعة الإجابة فيه، يمكن للزوجة أن تتحرى هذه الساعة وتدعو لزوجها بما فيه الخير له في دينه ودنياه:
- اللَّهُمَّ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْمُبَارَكِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ زَوْجِي مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ، وَأَنْ تُبَارِكَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَأَنْ تَجْعَلَهُ مِنْ الشَّاكِرِينَ لِنِعَمِكَ، الذَّاكِرِينَ لِفَضْلِكَ.
- يَا رَبِّ، أَسْأَلُكَ فِي سَاعَةِ الْإِجَابَةِ هَذِهِ أَنْ تَغْفِرَ لِزَوْجِي، وَأَنْ تَرْحَمَهُ، وَأَنْ تُعَافِيَهُ، وَأَنْ تَعْفُوَ عَنْهُ، وَأَنْ تَجْعَلَهُ مِنْ أَهْلِ الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَى مِنَ الْجَنَّةِ.
- اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِزَوْجِي مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ بَلَاءٍ عَافِيَةً، وَارْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ.
أدعية جامعة من القرآن والسنة للأسرة
الأفضل دائماً هو الدعاء بالأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي جامعة للخير، عظيمة النفع، ومن هذه الأدعية التي تصلح للزوج والأسرة:
- دعاء قرآني شامل: وهو من أجمع الأدعية لخيري الدنيا والآخرة، ويشمل الزوج والزوجة والأبناء.
 “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” [البقرة: 201] . 
- دعاء قرآني لصلاح الزوج والذرية:
 “رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا” [الفرقان: 74] . 
- دعاء نبوي للحفظ والتحصين: يمكن للزوجة أن تدعو به لزوجها، وهو من أذكار الصباح والمساء.
 “بِسْمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ” (ثلاث مرات)، (رواه أبو داود والترمذي، حديث صحيح) . 
المصادر والمراجع
- سورة البقرة، الآية 201.
- سورة الفرقان، الآية 74.
- حديث “أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه”، (يمكن مراجعته في سنن ابن ماجه، كتاب الجهاد، باب تشييع الغزاة ووصيتهم).
- حديث “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء”، (يمكن مراجعته في سنن الترمذي، كتاب الدعوات)، للاستيثاق من درجة صحة الأحاديث، يمكن الرجوع إلى موسوعة الدرر السنية.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
هل صيغة دعاء “اللهم إني استودعتك زوجي” صحيحة شرعاً؟
نعم، هذه الصيغة صحيحة من حيث المعنى والمقصد، فهي تطبيق لمبدأ “الاستيداع” الثابت في السنة النبوية، وهو طلب الحفظ من الله، وإن لم ترد بهذا اللفظ تحديداً في حديث نبوي، إلا أنها دعاء جائز لا يخالف الشرع.
ما هو أفضل وقت للدعاء للزوج؟
يمكن الدعاء في كل وقت، ولكن هناك أوقات يُرجى فيها إجابة الدعاء أكثر من غيرها، مثل: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود أثناء الصلاة، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وعند نزول المطر.
ما هي أفضل الأدعية التي يمكن أن أدعو بها لزوجي؟
أفضل الأدعية وأجمعها هي الأدعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، مثل دعاء “ربنا آتنا في الدنيا حسنة…” ودعاء “ربنا هب لنا من أزواجنا…”، كما يمكن الدعاء بالأدعية العامة التي تجمع خيري الدنيا والآخرة، مثل طلب الهداية والرزق الحلال والعافية وحسن الخاتمة.
 
		

