يُعد دعاء “اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ” من الأدعية النبوية الصحيحة والعظيمة، وهو دعاء جامع يفيض بتعظيم الله وتوحيده والثناء عليه، يُستحب الإكثار منه، خاصة في صلاة قيام الليل، اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يفتتح به صلاته من الليل.
نص دعاء “اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض” ومصدره
ثبت هذا الدعاء في أصح المصادر، وهو من الأذكار التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقولها إذا قام من الليل يتهجد، النص الكامل للدعاء كما ورد في السنة النبوية الصحيحة هو:
“اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ الحَقُّ، وَوَعْدُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ المُقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ”.
المصدر: رواه البخاري في صحيحه (حديث رقم 1120) ومسلم في صحيحه (حديث رقم 769) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهو حديث صحيح.
شرح موجز لمعاني الدعاء
- أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ: أي أنت منورهما ومدبرهما والهادي لأهلهما.
 - أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ: أي القائم بأمورهما وحافظهما ومدبر شؤونهما.
 - إِلَيْكَ أَنَبْتُ: أي رجعت إليك بالتوبة والإقبال عليك.
 - بِكَ خَاصَمْتُ: أي بحجتك وببرهانك أجادل من كفر بك.
 - إِلَيْكَ حَاكَمْتُ: أي إليك وحدك أرفع الحكم في كل ما شجر بيني وبين الناس.
 
أدعية عامة نافعة يمكن الدعاء بها
إلى جانب الأدعية المأثورة من القرآن والسنة، يتضرع الكثير من المسلمين إلى الله بصيغ عامة تحمل معاني الخير والصلاح، هذه الأدعية، وإن لم ترد بنصها في السنة، يجوز الدعاء بها ما دامت معانيها صحيحة ولا تخالف الشرع، والأفضل دائمًا هو الالتزام بالأدعية النبوية والقرآنية لبركتها وكمالها، فيما يلي أمثلة على هذه الأدعية العامة:
- دعاء للرزق: يا الله، يا واسع العطاء، ارزقني وأحبتي من فضلك العظيم رزقًا طيبًا مباركًا، وافتح لنا أبواب فضلك، وأغننا بحلالك عن حرامك، وأبعد عنا شر الفقر والحاجة، وارزقنا من الخير حتى نرضى، فلا رازق سواك ولا واهب للفضل غيرك يا كريم.
 - دعاء لتحقيق الأمنيات: اللهم يا من تقول للشيء كن فيكون، اجعل لي من رحمتك نصيبًا يتحقق به رجائي، ووفقني لكل ما فيه الخير والصلاح، وارزقني السداد في أمري، وهب لي من خزائن جودك ما يُسرّ خاطري ويسهل دربي.
 - دعاء للسكينة: اللهم أنزل على قلبي طمأنينة تُذهب عنه كل قلق، واملأ روحي بسكينة تُطفئ كل اضطراب، وامنحني راحة البال وصفاء النفس، وابعد عني الهموم والغموم، واكتب لي طريقًا مليئًا بالهدى والنور.
 - دعاء تيسير الأمور: يا رب، سهل طريقي وأزل عني كل عقبة، وبارك لي في مسعاي، وحقق لي التيسير في كل أموري، واجعل لي من أمور الدنيا أيسرها ومن الخير أكثره.
 - دعاء للنفس: اللهم إني عبدك ضعيف بين يديك، فارحمني برحمتك الواسعة، واغفر لي زلاتي وخطاياي، وأعني على اجتناب المعاصي، وطهر قلبي من كل ما يبعدني عنك، وثبّتني على طاعتك يا أرحم الراحمين.
 - دعاء التحصين: اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي وأحبتي، فاحفظنا بعينك التي لا تنام، واحرسنا من كل شر وسوء، واجعلنا في ضمانك وحمايتك، وأبعد عنا الأذى ومن أراد بنا سوءًا.
 - دعاء القبول: اللهم اجعل لي قبولًا في قلوب عبادك، ووفقني لما يُحببني إليك وإلى خلقك، واجعلني ممن يسعون للخير ويفتح لهم أبوابه، وارزقني الرفعة في الدنيا والآخرة.
 - دعاء قضاء الحاجة: يا رب، أنت الأعلم بحاجتي وما في نفسي، وأنت القادر على تيسير أمري، فلا تحرمني استجابة دعائي، واقضِ لي حاجتي من فضلك العظيم، وأكرمني بعطاء لا حدود له.
 - دعاء للزوج: اللهم بارك لزوجي في رزقه وعمله، واهده لطريق الصواب، وأسعده في حياته، وقربه منك، وأفض عليه من رحمتك، وامنحه التوفيق في كل خطوة.
 - دعاء الفرج: يا الله، يا كاشف الضر ويا فارج الكرب، أنزل عليّ فرجًا من عندك يُبدد أحزاني ويسهل لي أمري، ويجلب لي الراحة بعد المشقة، فأنت الملجأ حين تشتد الأحوال.
 
تنبيه هام حول الأدعية المنتشرة
تنبيه هام: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية ومباركة وجامعة لخيري الدنيا والآخرة.
أدعية قرآنية ونبوية جامعة لصلاة التهجد
قيام الليل هو وقت مبارك يُرجى فيه إجابة الدعاء، ومن أفضل ما يدعو به العبد في هذا الوقت هو ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن هذه الأدعية المباركة:
- دعاء جامع من القرآن:
“رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”
(سورة البقرة، الآية 201)، كان هذا الدعاء من أكثر أدعية النبي صلى الله عليه وسلم.
 - دعاء تفريج الكرب:
“لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”
(سورة الأنبياء، الآية 87)، قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: “فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له”، (رواه الترمذي، حديث حسن صحيح).
 - سيد الاستغفار:
“اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ”
(رواه البخاري، حديث رقم 6306).
 - دعاء طلب العفو والعافية:
“اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي…”
(رواه أبو داود، حديث صحيح).
 
المصادر والمراجع
- صحيح البخاري، حديث رقم 1120، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
 - صحيح مسلم، حديث رقم 769، (يمكن مراجعته على موسوعة الدرر السنية).
 - سورة البقرة، الآية 201.
 - سورة الأنبياء، الآية 87.
 
أسئلة شائعة
ما هو أفضل وقت لقول دعاء “اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض”؟
أفضل وقت هو عند القيام لصلاة التهجد في الثلث الأخير من الليل، حيث ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتح به صلاته في هذا الوقت المبارك.
هل يجوز الدعاء بأدعية من عندي لم ترد في السنة؟
نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة وبأي صيغة كانت، بشرط ألا تحتوي على إثم أو قطيعة رحم أو اعتداء في الدعاء، ومع ذلك، يبقى الدعاء بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم هو الأفضل والأكمل والأكثر بركة.
ما هي أهمية ذكر مصدر الدعاء؟
ذكر المصدر، خاصة في الأدعية النبوية، يعزز الموثوقية والمصداقية (E-E-A-T)، ويؤكد للقارئ أن هذا الدعاء ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، مما يشجعه على التمسك به والعمل بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، ويساعد في التفريق بين الأدعية الصحيحة والأدعية المنتشرة التي لا أصل لها.
		
