دعاء الامتحان الصعب النهائي والمذاكرة مكتوب اللهم لا سهل

يُعد الدعاء من أعظم العبادات التي يلجأ بها المسلم إلى الله تعالى في كل أحواله، وخاصة في أوقات الشدة والحاجة، ومنها فترة الامتحانات الدراسية، تمثل هذه المرحلة تحديًا كبيرًا للطلاب، ويصاحبها غالبًا شعور بالقلق والتوتر، وهنا يأتي دور الدعاء كوسيلة شرعية للاستعانة بالله، وطلب العون والتوفيق منه، مما يبعث في النفس السكينة والطمأنينة، ويقوي العزيمة والثقة بالله مع الأخذ بالأسباب من الجد والاجتهاد في المذاكرة.

إن الجمع بين التوكل على الله، المتمثل في الدعاء واللجوء إليه، مع بذل الجهد في التحصيل العلمي، هو المنهج الإسلامي الصحيح لتحقيق النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة.

أدعية صحيحة من القرآن والسنة لتيسير الأمور وتفريج الكروب

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فهي الأدعية الجامعة المباركة التي فيها الخير كله، وهذه بعض الأدعية الصحيحة التي يُناسب الدعاء بها عند الشعور بصعوبة أو كرب، بما في ذلك صعوبة الامتحانات.

1، دعاء تيسير الأمور الصعبة

هذا الدعاء من السنة النبوية الشريفة، وهو أصل عظيم في طلب التيسير من الله تعالى في كل أمرٍ عسير، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

“اللَّهُمَّ لَا سَهْلَ إِلَّا مَا جَعَلْتَهُ سَهْلًا، وَأَنْتَ تَجْعَلُ الْحَزْنَ إِذَا شِئْتَ سَهْلًا”.

المصدر: رواه ابن حبان في “صحيحه”، وصححه الحافظ ابن حجر، وهو دعاء عظيم يُظهر يقين المؤمن بأن التيسير كله بيد الله وحده، وأنه سبحانه قادر على تحويل الأمر الصعب (الحَزْن) إلى سهلٍ ميسور.

دعاء اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا مكتوب بخط واضح

2، دعاء الكرب والهم

عند الشعور بالهم والضغط النفسي الشديد، يُستحب الإكثار من هذا الدعاء الذي علّمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يُعد من أعظم أسباب تفريج الهموم.

“اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي”.

المصدر: رواه الإمام أحمد في “المسند”، وصححه الألباني، قال النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الدعاء: “ما أصاب أحدًا قط همٌّ ولا حزنٌ فقال..، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ وحزنَهُ، وأبدلَهُ مكانَهُ فرجًا”.

3، دعاء نبي الله يونس عليه السلام

وهو دعاء عظيم لتفريج الكروب، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما دعا به مسلم في شيء إلا استجاب الله له، قال تعالى:

“لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” [الأنبياء: 87].

4، دعاء نبي الله موسى عليه السلام

عندما أمره الله تعالى بمهمة عظيمة، دعا نبي الله موسى ربه طالبًا منه الشرح والتيسير، وهو دعاء مناسب جدًا لمن هو مقبل على أمر يحتاج فيه إلى التوفيق وانشراح الصدر.

“رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)” [طه: 25-28].

صيغ وأدعية عامة شائعة بين الطلاب

يتداول بعض الطلاب والناس صيغًا معينة من الأدعية للمذاكرة والامتحان، وهي وإن كانت تحمل معاني طيبة، إلا أنه من المهم معرفة حكمها ومصدرها، نذكر هنا بعض الأمثلة عليها للتوضيح:

  • “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ مَا قَرَأْتُ وَمَا حَفِظْتُ وَمَا تَعَلَّمْتُ، فَرُدَّهُ إِلَيَّ عِنْدَ حَاجَتِي إِلَيْهِ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.”.
  • “اللَّهُمَّ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ.”.
  • “اللَّهُمَّ يَا مُعَلِّمَ مُوسَى عَلِّمْنِي، وَيَا مُفَهِّمَ سُلَيْمَانَ فَهِّمْنِي، وَيَا مُؤْتِيَ لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ آتِنِي الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ.”.
  • “اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، اجمع بيني وبين ضالتي.”.

أدعية لتسهيل الامتحانات والنجاح مكتوبة

تنبيه هام وإخلاء مسؤولية: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي كافية وشاملة ومباركة، والدعاء بهذه الصيغ العامة ذات المعنى الصحيح جائز، ولكن لا يجوز نسبتها إلى السنة أو اعتقاد فضل خاص لها لم يرد به دليل.

حكم تخصيص أدعية معينة للامتحانات

لم يرد في السنة النبوية الشريفة دعاء مخصص للامتحان بلفظه، ولكن الدعاء بشكل عام مشروع ومستحب في كل وقت وحين، وقد أكد العلماء على أن لجوء الطالب إلى ربه وطلبه العون والتوفيق هو من تمام التوكل على الله، يمكن للمسلم أن يدعو الله بما شاء من خيري الدنيا والآخرة ما لم يكن فيه إثم أو قطيعة رحم، والأفضل دائمًا هو التحري والدعاء بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة لأنها أجمع للخير وأعظم في البركة.

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة (FAQs)

هل يوجد دعاء مخصص للامتحان في السنة النبوية؟

لا، لم يرد في السنة النبوية دعاء بلفظ محدد خاص بالامتحانات، ولكن يُشرع للمسلم أن يدعو بالأدعية العامة لتيسير الأمور وتفريج الكروب وطلب العون من الله، مثل دعاء “اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً”.

ما هو أفضل وقت للدعاء من أجل التوفيق في الدراسة؟

الدعاء مشروع في كل وقت، ولكن هناك أوقات يُرجى فيها إجابة الدعاء أكثر من غيرها، مثل: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، وآخر ساعة من يوم الجمعة.

هل يجوز الدعاء بصيغ من عندي لم ترد في السنة؟

نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يفتح عليه من الأدعية الطيبة التي ليس فيها اعتداء أو إثم، كأن يقول: “اللهم وفقني في امتحاني وسهل عليّ الإجابة”، ولكن الأكمل والأفضل هو الدعاء بما ورد في القرآن والسنة.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات