دعاء اللهم افتح لي ما تسكر ويسر لي ما تعسر

يَلجأُ العبدُ المؤمن إلى الله -عز وجل- في كل أحواله، ويَطرق بابه بالدعاء في أوقات الشدة والرخاء، خاصةً عندما تواجهه مصاعب الحياة وتُغلَق في وجهه بعض السُبُل، إن التوجه إلى الله بالدعاء هو من أعظم العبادات التي تُظهر افتقار العبد لربه، ويقينه بأن مفاتيح الفرج كلها بيده سبحانه، فالدعاء يُعيد الطمأنينة إلى النفس، ويُعزز الإيمان بأن بعد العسر يسراً، وأن الله تعالى وعد عباده بالاستجابة لمن دعاه بصدقٍ ويقين.

ومن الأدعية التي يتداولها الناس لطلب تيسير الأمور صيغة “اللهم افتح لي ما تسكر ويسر لي ما تعسر”، ورغم أن معناها صحيح، إلا أن الأكمل والأفضل للمسلم هو الالتزام بالأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي جامعة لخيري الدنيا والآخرة، وفيها البركة والأجر العظيم.

أدعية صحيحة من القرآن والسنة لتيسير الأمور المتعسرة

إن خير ما يدعو به المسلم هو ما ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، هذه الأدعية المباركة هي الكافية الشافية، ومنها ما يتعلق بطلب تيسير الأمور وفتح المغاليق:

1، دعاء نبي الله موسى عليه السلام

وهو من أعظم الأدعية القرآنية لطلب انشراح الصدر وتيسير الأمر، حيث دعا به نبي الله موسى -عليه السلام- عندما أمره الله بدعوة فرعون.

“قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26)” [سورة طه: 25-26]

2، دعاء تيسير الصعب

هذا الدعاء من السنة النبوية الشريفة، يُعلّمنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم كيفية التوكل على الله في جعل الأمور الصعبة سهلة ميسورة.

“اللَّهُمَّ لاَ سَهْلَ إِلاَّ مَا جَعَلْتَهُ سَهْلاً، وَأَنْتَ تَجْعَلُ الْحَزْنَ إِذَا شِئْتَ سَهْلاً” (رواه ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني).

  • شرح موجز: (الحَزْن) هنا يعني الأمر الصعب أو الأرض الوعرة، والمعنى: يا الله، لا شيء سهل إلا بتيسيرك، وأنت وحدك القادر على تحويل الأمر الشديد الصعب إلى سهلٍ يسير.

3، دعاء الكرب والشدة

وهو دعاء عظيم كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم عند الكرب، وهو من أسباب تفريج الهموم وتيسير الأمور.

“لا إِلَهَ إِلا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ” (متفق عليه: رواه البخاري ومسلم).

صيغ شائعة تُنسب لطلب الفرج وتيسير الأمور

ينتشر بين الناس عدد من صيغ الدعاء التي تحمل معنى طلب الفرج وتيسير الأمور، ومنها ما يلي:

  • اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي مَا تَسَكَّرَ وَيَسِّرْ لِي مَا تَعَسَّرَ، وَاجْعَلْ نَصِيبِي مِنَ الْخَيْرِ وَالسَّعَادَةِ، وَابْعِدْ عَنِّي كُلَّ عُسْرٍ وَصُعُوبَةٍ تُثْقِلُ الْقَلْبَ..
  • اللَّهُمَّ افْتَحِ الأَبْوَابَ الْمُغْلَقَةَ أَمَامِي، وَيَسِّرْ لِي الأُمُورَ الصَّعْبَةَ، وَقِنِي شَرَّ الْبَلاءِ وَالْمِحَنِ، وَبَدِّلْ أَحْوَالِي إِلَى الأَفْضَلِ يَا كَرِيمُ.
  • اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَبَارِكْ لِي فِي كُلِّ خُطْوَةٍ أَخْطُوهَا، وَكُنْ مَعِي يَا اللهُ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ.
  • يَا رَبِّ، يَسِّرْ لِي أُمُورِي وَبَارِكْ لِي فِي أَوْقَاتِي، وَافْتَحْ لِي مَا تَسَكَّرَ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَوَفِّقْنِي لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ.

تصميم فني لدعاء اللهم افتح لي ما تسكر ويسر لي ما تعسر مكتوب بخط عربي جميل

تنبيه هام وحكم الدعاء بهذه الصيغ

تنبيه هام: هذه الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي كافية ومباركة وجامعة لكل خير.

ما هو الحكم الشرعي للدعاء بصيغة “اللهم افتح لي ما تسكر”؟

يجوز للمسلم أن يدعو الله بأي دعاء لا يحتوي على إثم أو قطيعة رحم، ما دام معناه صحيحاً ولا يخالف العقيدة الإسلامية، وصيغة “اللهم افتح لي ما تسكر ويسر لي ما تعسر” معناها صحيح، فهي طلب للتيسير من الله تعالى، ومع ذلك، فإن الأفضل والأكمل هو الدعاء بالأدعية المأثورة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها أجمع للخير وأعظم في البركة وأبعد عن الخطأ.

آداب الدعاء وأسباب استجابته

لكي يكون الدعاء أرجى للقبول، يُستحب للمسلم أن يلتزم بآداب الدعاء، ومن أهمها:

  • الإخلاص لله تعالى: أن يكون الدعاء خالصاً لوجه الله، لا رياء فيه ولا سمعة.
  • اليقين بالإجابة: أن يدعو العبد وهو موقن بأن الله سيستجيب له.
  • حضور القلب: الخشوع والتركيز أثناء الدعاء، وتجنب الدعاء بقلبٍ غافلٍ لاهٍ.
  • البدء بحمد الله والثناء عليه: ثم الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • تحري أوقات الإجابة: مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، ويوم الجمعة، وعند نزول المطر.
  • الطهارة واستقبال القبلة: وهي من الآداب المستحبة التي تزيد من كمال الدعاء.

أدعية متنوعة لتيسير الأمور وتحقيق التوفيق مكتوبة على خلفية إسلامية

إن الثقة بالله وحسن الظن به من أعظم أسباب الفرج، فمهما اشتدت الكروب وتعقدت الأمور، فإن رحمة الله أوسع وفرجه أقرب، وعلى المسلم أن يجمع بين الدعاء والعمل، فيأخذ بالأسباب المشروعة ويوكل أمره كله إلى الله، فإنه نعم المولى ونعم النصير.

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة (FAQs)

هل دعاء “اللهم افتح لي ما تسكر” صحيح وثابت؟

هذه الصيغة لم ترد في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن معناها صحيح وجائز الدعاء به، والأفضل هو استخدام الأدعية الثابتة في القرآن والسنة مثل “رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري” و “اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً”.

ما هو أفضل وقت للدعاء بتيسير الأمور؟

يمكن الدعاء في كل وقت، ولكن هناك أوقات تكون فيها الإجابة أرجى، مثل الثلث الأخير من الليل، وعند السجود في الصلاة، وبين الأذان والإقامة، وفي آخر ساعة من يوم الجمعة.

ما هو البديل الصحيح للأدعية المنتشرة غير الثابتة؟

البديل الصحيح والأكمل هو الأدعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فهي جامعة للخير، ومباركة، وتضمن للمسلم الأجر على اتباع السنة، بالإضافة إلى تحقيق مطلوبه بإذن الله.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات