دعاء صرف الزوجة الثانية مجرب مكتوب

تشعر بعض النساء بالضيق والكرب عند زواج زوجها بأخرى، ورغم أن تعدد الزوجات أمر أباحه الشرع بضوابط أهمها العدل، إلا أن تقصير بعض الأزواج في تحقيق هذا الشرط قد يولد شعوراً بالظلم لدى الزوجة الأولى، وفي هذه الحالة، يظل الدعاء هو الملاذ الآمن والوسيلة الأعظم للجوء إلى الله تعالى، طلباً لصلاح الحال، وهداية الزوج، ونزول السكينة على القلب.

أدعية مشروعة لصلاح الحال وطلب السكينة

إن أفضل ما تدعو به الزوجة في هذا الموقف هو طلب الخير والهداية والصلاح لها ولزوجها، وأن يؤلف الله بين قلبيهما على طاعته، فالدعاء بجمع الشمل على الخير من أعظم العبادات، ومن الأدعية العامة التي يمكن الدعاء بها:

  • اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الْحَبِيبِ الْكَافِي، أَسْأَلُكَ أَنْ تَكْفِيَنِي هَمِّي مَعَ زَوْجِي، وَتُصْلِحَ لِي شَأْنِي، وَتُهَدِّئَ قَلْبِي، وَتُرِحَ عَقْلِي مِنَ الْأَفْكَارِ الَّتِي تُقْلِقُنِي.
  • اللَّهُمَّ اجْعَلْ زَوْجِي قُرَّةَ عَيْنٍ لِي، وَأَكْرِمْنِي بِهِدَايَتِهِ وَصَلَاحِ شَأْنِهِ، وَازْرَعْ فِي قَلْبِهِ الرَّحْمَةَ وَالْمَوَدَّةَ، وَارْزُقْنَا الذُّرِّيَّةَ الصَّالِحَةَ.
  • يَا رَبِّ، أَلِّفْ بَيْنِي وَبَيْنَ زَوْجِي كَمَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ، وَاهْدِنَا سَوِيًّا إِلَى طَرِيقِ الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَبَاعِدْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ كُلِّ مَا يُفْسِدُ عَلَاقَتَنَا.
  • اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لِزَوْجِي كَمَا يُحِبُّ، وَاجْعَلْهُ لِي كَمَا أُحِبُّ، وَاجْعَلْنَا لَكَ كَمَا تُحِبُّ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا.

وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم، حاثًا عباده على الدعاء ومبيناً فضله:

“وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” [غافر: 60]

دعاء الزوجة بصلاح حال زوجها وطلب الهداية له

صيغ منتشرة وحكم الدعاء بها

تنتشر بين الناس بعض الأدعية التي تحمل في طياتها معنى طلب صرف الزوجة الثانية أو التفريق بينها وبين الزوج، ومن أمثلة هذه الصيغ المنتشرة:

  • “اللهم سخر لي قلب زوجي واجعله لا يرى غيري”.
  • “اللهم اصرف عن زوجي كل امرأة غيري”.
  • “اللهم ابعد عنه فكرة الزواج عليّ”.
  • “اللهم كما صرفت نساء العالم عن يوسف، اصرف عن زوجي كل فتنة”.

تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة توقيفية، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة، كما أن الدعاء الذي يتضمن طلب الضرر لمسلم أو قطع علاقة أحلّها الله (كزواج شرعي) يُعد من الاعتداء في الدعاء المنهي عنه.

ما حكم الدعاء بتفريق الزوج عن زوجته الثانية؟

الدعاء بطلاق الزوجة الثانية أو التفريق بينها وبين زوجها أو إلحاق الضرر بها هو أمر غير جائز شرعًا، يُعد هذا النوع من الدعاء من “الاعتداء في الدعاء”، وهو منهي عنه، لأنه يتضمن طلب الإثم وقطيعة الرحم والظلم، الزواج الثاني إذا تم بشروطه الشرعية هو عقد صحيح أحلّه الله، والدعاء بفسخه هو دعاء بمعصية، والأولى بالزوجة أن تسأل الله الصبر والرضا، وأن يصلح لها زوجها، ويؤلف بين قلبيهما، وأن يعينها على ما أصابها، ففي ذلك أجر عظيم ورفعة في الدرجات.

ضوابط الدعاء الشرعي للزوجين

أدعية لجمع شمل الأسرة وحفظها

بدلاً من التركيز على الدعاء بما فيه ضرر، ينبغي للزوجة أن تتوجه إلى الله بالدعاء الذي يجلب الخير والبركة لبيتها وأسرتها، فصلاح الزوج والأبناء هو أساس استقرار البيت.

  • اللَّهُمَّ احْفَظْ لِي زَوْجِي وَأَبْنَائِي، وَاجْعَلْ قُلُوبَهُمْ مُعَلَّقَةً بِحُبِّي وَحُبِّ بَيْتِنَا، وَامْلَأْ حَيَاتَنَا بِالسَّعَادَةِ وَالْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ.
  • يَا رَبِّ، احْفَظْ زَوْجِي مِنْ فِتَنِ الدُّنْيَا، وَبَارِكْ لَهُ فِي عُمُرِهِ وَرِزْقِهِ، وَاجْعَلْهُ مِنَ السُّعَدَاءِ فِي الدَّارَيْنِ.
  • اللَّهُمَّ اجْمَعْ شَمْلِي مَعَ زَوْجِي وَأَبْنَائِي عَلَى طَاعَتِكَ، وَسَخِّرْ لَنَا أَسْبَابَ السَّعَادَةِ وَالاسْتِقْرَارِ، وَاجْعَلِ السَّكِينَةَ تَمْلَأُ حَيَاتَنَا.
  • اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ قَلْبَ زَوْجِي وَسَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، فَاحْفَظْهُ بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ، وَرُدَّهُ إِلَيَّ وَإِلَى أَبْنَائِهِ رَدًّا جَمِيلًا.

الضوابط الشرعية في هذا الباب

عندما تواجه المرأة هذا الموقف، من المهم أن تتذكر بعض الضوابط الشرعية التي تعينها على التعامل الصحيح:

  • لم يرد في السنة النبوية المطهرة دعاء مخصص لصرف الزوجة الثانية أو الدعاء بطلاقها.
  • الدعاء الذي يترتب عليه ضرر أو أذى لمسلم (كالزوجة الثانية) غير جائز شرعًا، وهو من الإثم.
  • الأصل هو الدعاء بالهداية والصلاح للجميع، وطلب الصبر والسكينة للنفس.
  • للمرأة أن تدعو الله بما تشاء من خير الدنيا والآخرة، ما لم يكن فيه إثم أو قطيعة رحم، والله تعالى قريب مجيب الدعاء.

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة (FAQs)

ما هو البديل الشرعي للدعاء على الزوجة الثانية؟

البديل الشرعي هو الدعاء لنفسك بالصبر والرضا والسكينة، والدعاء لزوجك بالهداية والعدل وصلاح الحال، والدعاء لبيتك بالاستقرار والمودة والرحمة، هذا الدعاء يجلب الخير ويعود بالنفع، بينما الدعاء بالشر لا يجلب إلا الإثم والهم.

هل يجوز أن أدعو الله أن يجعلني الزوجة الوحيدة في قلب زوجي؟

يجوز للمرأة أن تدعو الله أن يحببها إلى زوجها وأن يزيد المودة بينهما، فهذا من طلب الخير، ولكن لا ينبغي أن يتضمن الدعاء طلبًا بظلم الزوجة الأخرى أو التفريق بينهما، كأن تقول “اللهم اجعله يكرهها”؛ لأن هذا من الاعتداء في الدعاء.

ما هي أفضل الأوقات للدعاء؟

يُستحب تحري أوقات إجابة الدعاء، مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود أثناء الصلاة، ويوم الجمعة، الإلحاح في الدعاء بقلب صادق ويقين بالإجابة من أعظم أسباب قبول الدعاء.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

5 3 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات