دعاء عدية يس الصحيحة مكتوبة لقضاء الحوائج

سورة يس هي السورة السادسة والثلاثون في ترتيب المصحف الشريف، وقد ورد في فضلها بعض الأحاديث التي يذكرها أهل العلم، ويقرؤها المسلمون رجاء البركة وتيسير الأمور، ويُستحب للمسلم بعد تلاوة القرآن الكريم عمومًا أن يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة، مستحضرًا عظمة الله وقدرته على قضاء الحاجات وتفريج الكروب.

فضل سورة يس كما ورد في بعض الآثار

وردت بعض الأحاديث والآثار في فضل سورة يس، ومن المهم بيان درجة صحتها ليكون المسلم على بصيرة من أمره:

  • حديث: “مَنْ قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ غُفِرَ لَهُ”، (رواه الدارمي وابن حبان، وفي إسناده مقال، وقد حسّنه بعض أهل العلم لكثرة طرقه).
  • حديث: “اقرؤوا على موتاكم يس”، (رواه أبو داود والنسائي، وهو حديث ضعّفه جمع من كبار المحدثين).
  • أما ما يشتهر على ألسنة الناس من حديث “يس لما قُرئت له”، فقد بيّن أهل العلم أنه لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم.

لذا، فالمسلم يقرأ سورة يس كغيرها من سور القرآن الكريم طلبًا للأجر من الله تعالى، ويرجو بركتها، ويدعو الله بعدها بما يشاء دون تخصيص فضل معين لم يثبت بدليل صحيح.

صيغ شائعة تُنسب لـ “عدية يس”

ينتشر بين بعض الناس صيغ دعاء محددة يطلقون عليها “عدية يس”، ويقرؤونها بعد تلاوة السورة بنية قضاء حاجة معينة أو نصرة مظلوم، ومن هذه الصيغ المتداولة:

  • اللهم برحمتك التي وسعت كل شيء وبحق سورة يس نجِّنا من مذلة الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم يا مفرِّج الكروب فرِّج همومنا ويسِّر لنا كل عسير.
  • بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، اللهم يا غوث المستغيثين أغثنا، اللهم اجبر خواطرنا واملأ قلوبنا بالطمأنينة.
  • يا رب أنت الذي جعلت في سورة يس الشفاء لمن يقرؤها أو يُتلى عليه، اللهم ارزقنا خيرها وامنحنا من عطاياك ما يكفينا ويغنينا بحلالك عن حرامك.
  • اللهم بحق يس اجعل لنا مَخرجًا من هذا الظلم، اللهم خذ بيدنا ورد عنا كيد الظالمين، اللهم زلزل الأرض تحت أقدام من تجبروا على عبادك واخذلهم بقدرتك يا الله.
  • سبحان من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء سبحان من يفك الكروب ويُذهب الهموم سبحان من بيده خزائن السماوات والأرض وإليه المصير.

تنبيه هام وحكم دعاء “عدية يس”

تنبيه هام: هذه الصيغ المحددة والمعروفة باسم “عدية يس” هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه الكرام أو السلف الصالح. الدعاء عبادة، والأصل فيها هو التوقيف والاتباع لما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.

وعليه، فإن تخصيص هذه الأدعية بعينها، وربطها بسورة يس، واعتقاد أن لها فضلاً خاصاً أو أثراً حتمياً، هو أمر لا دليل عليه، وقد يدخل في باب الممارسات المحدثة، والخير كل الخير في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الأدعية الواردة في الكتاب والسنة غنية وكفاية وبركة.

البديل الشرعي: أدعية صحيحة لقضاء الحوائج ودفع الظلم

بدلاً من التزام صيغ لم تثبت، يمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى بعد قراءة سورة يس أو في أي وقت من أوقات الإجابة بالأدعية الجامعة المأثورة من القرآن والسنة، فهي أعظم بركة وأرجى للقبول، ومنها:

أدعية مأثورة من القرآن والسنة لقضاء الحاجات

  • دعاء جامع من القرآن: “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” [البقرة: 201].
  • دعاء تفريج الكرب: دعاء ذي النون: “لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” [الأنبياء: 87]، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له” (رواه الترمذي، حديث صحيح).
  • دعاء المظلوم: دعا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، سَرِيعَ الحِسَابِ، اهْزِمِ الأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ” (متفق عليه)، ويدعو المظلوم على من ظلمه بما يناسب حاله.
  • دعاء قضاء الحاجة: “لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ، الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لَا تَدَعْ لِي ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ، وَلَا هَمًّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ، وَلَا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلَّا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ” (رواه الترمذي، وفي سنده ضعف).

تنزيل الصيغ المتداولة لـ”عدية يس” بصيغة PDF

للاطلاع على الصيغ المتداولة والشائعة بين الناس، يمكنك الوصول إليها من خلال النقر على هذا الرابط “من هنا”. مع التذكير بضرورة التمييز بين ما هو ثابت وما هو غير ثابت.

أدعية مأثورة لتفريج الهموم

أدعية من السنة النبوية الصحيحة لتفريج الكروب والهموم

عندما يشتد الكرب، لا ملجأ للمؤمن إلا الله تعالى، ومن الأدعية الصحيحة التي يُرجى بها تفريج الهم وكشف الغم:

  • “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ” (صحيح البخاري).
  • “اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ” (سنن أبي داود، حديث حسن).
  • “اللهُ اللهُ ربِّي لا أُشرِكُ به شيئًا” (سنن أبي داود، حديث حسن).

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • صحيح البخاري.
  • صحيح مسلم.
  • سنن الترمذي.
  • سنن أبي داود.
  • مسند الدارمي.

أسئلة شائعة (FAQs)

س1: هل دعاء “عدية يس” صحيح وثابت عن النبي؟

ج: لا، الصيغ المحددة المعروفة باسم “عدية يس” لم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من الممارسات التي انتشرت بين الناس دون دليل شرعي، والأفضل هو الدعاء بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة.

س2: ما هو أفضل دعاء يمكن قوله بعد قراءة سورة يس؟

ج: لم يثبت دعاء معين مخصص لما بعد قراءة سورة يس، يمكن للمسلم أن يدعو بما يشاء من خيرَي الدنيا والآخرة، أو يختار من الأدعية الواردة في القرآن والسنة الصحيحة، فذلك أجمع للخير وأعظم للبركة.

س3: ما صحة حديث “يس لما قُرئت له”؟

ج: هذا القول مشهور بين الناس، لكنه ليس بحديث نبوي، وقد نصَّ كبار المحدثين كالسخاوي وغيره على أنه “لا أصل له” بهذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

2.9 8 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات