دعاء لتحقيق الامنيات المستحيلة وتحقيق الاحلام والاماني

يواجه الإنسان في رحلة حياته تحدياتٍ وعقباتٍ قد تبدو له صعبة المنال، ويشعر أحيانًا أن أمنياته بعيدة التحقق، ولكن، ما يراه الإنسان مستحيلاً هو على الله هيّن، فهو سبحانه القادر على كل شيء، الذي إذا أراد أمرًا فإنما يقول له كن فيكون، إن اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء الصادق واليقين التام بقدرته هو مفتاح الفرج وتيسير الأمور، قال تعالى في كتابه الكريم:

“وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”

[غافر: 60]، لذا، ينبغي للمؤمن أن يُحسن الظن بربه، ويجمع بين الدعاء والأخذ بالأسباب، متوكلاً على الله حق التوكل.

أدعية صحيحة من السنة النبوية لتيسير الأمور وقضاء الحوائج

إن خير ما يدعو به العبد هو ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي أدعية جامعة مباركة، تحمل في طياتها أعظم المعاني وأكمل البركات، إليك باقة من الأدعية الصحيحة التي تُعين على تيسير الأمور وتحقيق المُراد بإذن الله:

  • دعاء تيسير الصعب:
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

    “اللَّهُمَّ لا سَهْلَ إِلاَّ ما جَعَلْتَهُ سَهْلاً، وأَنْتَ تَجْعَلُ الحَزْنَ إذا شِئْتَ سَهْلاً”

    ،
    المصدر: صحيح ابن حبان، وهو حديث صحيح، هذا الدعاء العظيم يُقال عند استصعاب الأمور، وفيه تفويض كامل لله بأنه وحده القادر على تليين الشدائد وتسهيل العسير.

  • دعاء تفريج الكروب:
    كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر (أي أهمه وأشغله) دعا فقال:

    “يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ”

    ،
    المصدر: سنن النسائي الكبرى، وحسّنه الألباني، وهو دعاء عظيم للاستعانة برحمة الله في إصلاح جميع شؤون الحياة.

  • دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة:
    عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى”

    ،
    المصدر: صحيح مسلم، هذا الدعاء يجمع أربعة أصول عظيمة للسعادة: الهداية إلى الحق، والتقوى بفعل الأوامر وترك النواهي، والعفاف عن كل ما لا يحل، والغنى بالله عن خلقه.

أدعية مأثورة من السنة النبوية لتيسير الأمور الصعبة وتحقيق الأمنيات

أدعية من القرآن الكريم لتحقيق الأمنيات

القرآن الكريم هو كلام الله، والدعاء به من أعظم القربات، وقد علمنا الله سبحانه وتعالى صيغًا للدعاء في كتابه، ومنها:

  • دعاء شامل لخيري الدنيا والآخرة:

    “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”

    [البقرة: 201].

  • دعاء نبي الله موسى عليه السلام لطلب الرزق والخير:

    “رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ”

    [القصص: 24].

  • دعاء نبي الله أيوب عليه السلام لكشف الضر:

    “أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”

    [الأنبياء: 83].

  • دعاء نبي الله يونس عليه السلام في بطن الحوت (دعاء الكرب):

    “لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”

    [الأنبياء: 87]، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له”، (سنن الترمذي، حديث صحيح).

صيغ شائعة ومنتشرة للدعاء بتحقيق الأمنيات

يتداول بعض الناس صيغًا مطولة للدعاء بنية تحقيق الأمنيات، وهي تحمل معاني طيبة في مجملها، نذكر هنا بعض الأمثلة عليها للعلم بها:

  • “يا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لهُ، ويا ذُخرَ مَنْ لا ذُخرَ لهُ، ويا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لهُ، ويا حِرزَ مَنْ لا حِرزَ لهُ، ويا غِياثَ مَنْ لا غِياثَ لهُ…”.
  • “اللَّهُمَّ يا مُيسِّر كُلِّ أَمرٍ عَسيرٍ، ويا مُليِّن الحَديد، ويا مُنجِز الوُعودِ، أَبدِل ضِيقَ حالي بالسَّعَةِ والرَّاحة…”.
  • “اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت..، يا حي يا قيوم يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد…”.
  • “بحق العرش ومن علاه، وبحق الوحي ومن أوحاه، وبحق النبي ومن نباه، وبحق البيت ومن بناه…”.

تنبيه هام وحكم هذه الأدعية

تنبيه وإخلاء مسؤولية: الصيغ المذكورة أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة توقيفية، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي كافية وشاملة ومباركة.

أما عن حكم الدعاء بها، فيجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بأي صيغة تحمل معنى صحيحًا ولا تخالف الشرع، كأن يطلب من الله تيسير أمره أو تحقيق أمنيته بأسلوبه الخاص، لكن لا يجوز اعتقاد أن لهذه الصيغ المنتشرة فضلًا خاصًا أو أنها مرتبطة بوقت معين أو عدد محدد، أو نسبتها إلى السنة النبوية دون دليل، فالأفضل والأكمل دائمًا هو لزوم الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فضل الدعاء والتوكل على الله في تحقيق المستحيلات مع الأخذ بالأسباب

الجمع بين الدعاء والأخذ بالأسباب لتحقيق الأهداف

إن تحقيق الأمنيات والطموحات لا يقتصر على الدعاء وحده، بل هو ركن أساسي يرافقه السعي والعمل الجاد، فمن كمال التوكل على الله أن يأخذ المسلم بالأسباب المشروعة لتحقيق هدفه، مع يقينه بأن النتائج بيد الله وحده، ومن أهم هذه الأسباب:

  • التخطيط السليم: وضع رؤية واضحة للهدف وتحديد الخطوات العملية للوصول إليه.
  • ترتيب الأولويات: البدء بالأهداف الأكثر أهمية وتأثيرًا في حياة الإنسان.
  • التعلم المستمر: اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة التي يتطلبها تحقيق الطموح.
  • المثابرة والصبر: التحلي بعزيمة قوية وعدم اليأس عند مواجهة العقبات، فكل نجاح يتطلب صبرًا ومثابرة.

أوقات وأحوال يُرجى فيها إجابة الدعاء

هناك أوقات وأحوال تكون أقرب لإجابة الدعاء كما ورد في السنة النبوية، يُستحب للمسلم تحريها والإكثار من الدعاء فيها، ومنها:

  • الثلث الأخير من الليل: حيث ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا.
  • عند نزول المطر: فهو وقت رحمة.
  • بين الأذان والإقامة: فالدعاء حينئذ لا يرد.
  • في السجود: لقوله صلى الله عليه وسلم: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”، (صحيح مسلم).
  • آخر ساعة من يوم الجمعة: وهي ساعة إجابة على أرجح أقوال أهل العلم.

دعاء مكتوب لتحقيق الأمنيات المستعصية يوم الجمعة وفي أوقات الإجابة

فضل قراءة خواتيم سورة البقرة قبل النوم

من أعظم ما يُعين على قضاء الحوائج وتحقيق الأمنيات، المداومة على قراءة آخر آيتين من سورة البقرة قبل النوم، لما لهما من فضل عظيم، قال الله تعالى:

“آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)”

[البقرة: 285-286].

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ”

، (صحيح البخاري وصحيح مسلم)، ومعنى “كفتاه” أي: كفتاه من كل سوء، أو كفتاه عن قيام الليل، وقيل كفتاه كل ما يهمه من أمور الدنيا والآخرة، فمن أراد تحقيق أمنياته فليحرص على هاتين الآيتين مع اليقين وحسن الظن بالله.

نص دعاء قصير لتحقيق الأحلام والأمنيات المستحيلة بإذن الله

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة (FAQs)

س: هل يجوز الدعاء لتحقيق أمنية تبدو مستحيلة؟
ج: نعم، بكل تأكيد، لا يوجد شيء مستحيل على الله تعالى، فالله قادر على كل شيء، وما على العبد إلا أن يدعو بيقين وإخلاص، مع الأخذ بالأسباب المشروعة، ويفوض أمره لله، ويرضى بما يقدره له.
س: ما هو أفضل دعاء لتحقيق الأمنيات الصعبة؟
ج: أفضل الدعاء ما كان مأثورًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل دعاء الكرب “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، ودعاء “اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً”، والأهم من الصيغة هو حضور القلب واليقين بالله أثناء الدعاء.
س: هل يمكنني الدعاء بغير اللغة العربية أو بأسلوبي الخاص؟
ج: نعم، يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بلغته وبما يفتح الله عليه من كلام طيب ومناجاة صادقة، ما لم يكن في دعائه إثم أو قطيعة رحم، فالله سبحانه يعلم ما في القلوب ويسمع كل اللغات.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات