تُعد الرضاعة الطبيعية ركيزة أساسية لصحة الرضيع، إذ تساهم في بناء جهاز مناعي قوي يحميه من الأمراض الشائعة في مراحل نموه الأولى، ورغم أهميتها، قد تواجه الأم تحديات جسدية ونفسية، مثل الشعور بالألم أو القلق من عدم كفاية الحليب، في هذه الأوقات، يمثل الدعاء واللجوء إلى الله تعالى مصدرًا للسكينة والطمأنينة، حيث تستمد الأم القوة والصبر، وتستشعر معية الله وتيسيره، مما يجعل هذه التجربة أكثر إيجابية وبركة.
آيات قرآنية لطلب البركة والشفاء في الرضاعة
القرآن الكريم كله شفاء وبركة، وقراءة آياته بنية صادقة ويقين بالله من أعظم أسباب قضاء الحوائج وتفريج الكروب، يمكن للأم المرضع أن تقرأ ما تيسر من القرآن وتدعو الله بعدها، ومن الآيات التي تتحدث عن الرزق والرضاعة والبركة، والتي يُرجى بقراءتها النفع ما يلي:
-
“قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ”
(سورة سبأ، الآية: 39).
-
“وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ”
(سورة هود، الآية: 52).
-
“فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ”
(جزء من الآية 6 من سورة الطلاق).
-
“وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”
(سورة لقمان، الآية: 14).
-
“وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ”
(جزء من الآية 96 من سورة الأعراف).
صيغ دعاء عامة ومنتشرة لتيسير الرضاعة
هذه بعض صيغ الدعاء العامة التي يمكن للأم أن تدعو بها من قلبها لطلب العون والتيسير من الله تعالى في رحلة الرضاعة الطبيعية:
- “يَا رَبُّ، يَا مُيَسِّرَ كُلِّ عَسِيرٍ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُلَيِّنَ لِي أَمْرَ رَضَاعَةِ طِفْلِي، وَأَنْ تَمْنَحَهُ مِنْ رِزْقِكَ مَا يَكْفِيهِ وَيُحَقِّقُ لَهُ السَّكِينَةَ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي الصَّبْرَ وَالقُوَّةَ لِأَتَمَكَّنَ مِنْ العِنَايَةِ بِهِ، إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.”.
- “اللَّهُمَّ احْفَظْ لِي صَغِيرِي، وَامْنَحْهُ الكِفَايَةَ وَالقُوَّةَ مِنْ حَلِيبِي، يَا رَبِّ، اجْعَلْ رِزْقَهُ مِنْ حَلِيبِي وَفِيرًا مُبَارَكًا، وَاحْفَظْهُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَأَعِنِّي عَلَى مَسْؤُولِيَّةِ الأُمُومَةِ بِرَحْمَتِكَ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ.”.
- “اللَّهُمَّ أَنْتَ الَّذِي تُجِيبُ الدَّعَوَاتِ وَتَعْلَمُ الحَاجَاتِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ رَضَاعَةَ طِفْلِي سَبَبًا فِي إِشْبَاعِ جُوعِهِ وَسَكِينَةِ رُوحِهِ، يَا رَبِّ، يَسِّرْ لِي وَلَا تُعَسِّرْ، فَأَنْتَ الكَافِي وَالمُعْطِي الكَرِيمُ.”.
- “اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا طِفْلِي لَا حَوْلَ لَهُ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُعِينَنِي عَلَى رَضَاعَتِهِ، وَأَنْ تَزِيدَ فِي حَلِيبِي لِيَكْفِيَهُ وَيُؤَمِّنَ لَهُ النُّمُوَّ وَالصِّحَّةَ الَّتِي يَحْتَاجُهَا.”.
- “اللَّهُمَّ يَا مُدَبِّرَ الأَمْرِ وَمُيَسِّرَ الصِّعَابِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ رَضَاعَةَ طِفْلِي يَسِيرَةً عَلَيَّ، وَأَنْ تُبَارِكَ لِي فِي حَلِيبِي لِيَكُونَ مَصْدَرَ صِحَّةٍ وَقُوَّةٍ لِرَضِيعِي.”.
تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، وهي أدعية عامة بمعانٍ طيبة، ولكنها لم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية ومباركة، ويمكن للمسلم أن يدعو بما يفتح الله عليه من الأدعية الطيبة التي لا تخالف الشرع.
نصائح ومشروبات طبيعية لزيادة إدرار الحليب
إلى جانب الدعاء، يُنصح بالأخذ بالأسباب المادية التي قد تساهم في تعزيز إنتاج الحليب، إليك بعض المشروبات والأغذية التي يُعرف عنها أنها مفيدة للأمهات المرضعات، مع ضرورة استشارة الطبيب أو أخصائي الرضاعة قبل إدخال أي تغييرات على النظام الغذائي:
- المياه: شرب كميات كافية من الماء ضروري للحفاظ على رطوبة الجسم، وهو أمر أساسي لإنتاج الحليب.
- الحليب: يُعد مصدرًا غنيًا بالكالسيوم والسوائل، مما يدعم صحة الأم والرضيع.
- عصائر الفاكهة والخضروات الطبيعية: توفر الفيتامينات والمعادن الضرورية، عصائر مثل الجزر والشمندر والبرتقال خيارات جيدة.
- شاي الأعشاب: بعض الأعشاب مثل الحلبة، والشمر، واليانسون، والكراوية تُستخدم تقليديًا لزيادة إدرار الحليب، يجب استخدامها باعتدال وبعد استشارة مختص.
- الشوفان والشعير: يُعتقد أن تناول الشوفان وشراب الشعير يساعد في تحفيز إنتاج الحليب.
المصادر والمراجع
أسئلة شائعة حول الدعاء للرضاعة الطبيعية
هل يوجد دعاء مخصص من السنة النبوية لزيادة حليب الأم؟
لم يثبت في السنة النبوية الصحيحة دعاء بلفظ محدد لزيادة حليب الأم أو تيسير الرضاعة، ولكن يمكن للمرأة أن تدعو بالأدعية العامة الواردة في القرآن والسنة لطلب التيسير والبركة في كل أمورها، مثل دعاء “رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي” [طه: 25-26]، أو أي دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة.
ما هو أفضل وقت للدعاء؟
يُستحب تحري أوقات إجابة الدعاء، مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، وبعد الصلوات المكتوبة، والأهم من ذلك هو الدعاء بقلب حاضر وموقن بالإجابة من الله تعالى.
هل يجوز الدعاء بالصيغ العامة المنتشرة؟
نعم، يجوز الدعاء بأي صيغة تحمل معنى طيبًا ولا تخالف العقيدة الإسلامية، طالما أن الشخص لا يعتقد أنها من السنة النبوية أو أن لها فضلًا خاصًا لم يرد به دليل، الأصل هو اللجوء إلى الله بأي كلام طيب يُعبّر عن حاجة العبد.
