دعاء لحفظ الجنين من الحسد والعين

الأبناء نعمة عظيمة ورزق كريم من الله تعالى، وتسعى كل أم لحماية جنينها منذ اللحظات الأولى لتكوينه، وقد أرشدنا الشرع الحنيف إلى أن العين حق، وأن أفضل وسيلة للوقاية والتحصين تكون باللجوء إلى الله تعالى، والرقية الشرعية الثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فكلمات الله هي الحصن المنيع الذي يحفظ الإنسان من كل شر وسوء بإذنه تعالى.

أدعية ثابتة من القرآن والسنة لحفظ الجنين والذرية

الأصل في الدعاء هو الالتزام بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي أدعية جامعة مباركة، فيها الخير والكفاية، ومن هذه الأدعية المباركة التي يمكن للمرأة الحامل أن تدعو بها لحفظ جنينها وذريتها:

1، أدعية من القرآن الكريم:

  • دعاء زكريا عليه السلام، وهو من أجمع الأدعية لطلب الذرية الصالحة:

    “رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ” [آل عمران: 38].

    .

  • دعاء عباد الرحمن، وهو دعاء شامل لصلاح الأهل والذرية:

    “رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا” [الفرقان: 74].

    .

2، أدعية وتحصينات من السنة النبوية:

  • الرقية بالمعوذات: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين، ويمكن للأم أن ترقي جنينها بوضع يدها على بطنها وقراءة سورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة الناس، مع النفث.
  • دعاء الحفظ من كل شر: وهو الدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ به الحسن والحسين، فيمكن للأم أن تقوله بنية حفظ جنينها:

    “أُعِيذُكَ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ” (رواه البخاري).

    (شرح موجز: الهامَّة: كل ما له سمٌّ أو يؤذي من هوام الأرض، العين اللامَّة: العين الحاسدة التي تُصيب بالضرر)..

نص دعاء لحفظ الجنين وتثبيته مكتوب على خلفية مزخرفة

أمثلة على أدعية عامة شائعة لحفظ الجنين

إلى جانب الأدعية المأثورة، يتداول الناس بعض الصيغ العامة للدعاء، والتي تحمل معاني طيبة في طلب الحفظ والتثبيت من الله تعالى، يمكن الدعاء بها ما لم تتضمن محظوراً شرعياً، مع اليقين بأن الأدعية النبوية والقرآنية هي الأفضل والأكثر بركة.

  • اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ جَنِينِي الَّذِي فِي رَحِمِي، فَاحْفَظْهُ بِحِفْظِكَ يَا خَيْرَ الْحَافِظِينَ، وَأَتْمِمْ حَمْلَهُ عَلَى خَيْرٍ.
  • رَبِّ ثَبِّتْ حَمْلِي، وَاجْعَلْهُ سَلِيمًا مُعَافىً كَامِلَ الْخَلْقِ وَالْخُلُقِ، بِلَا زِيَادَةٍ وَلَا نُقْصَانٍ.
  • اللَّهُمَّ صَوِّرْهُ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، وَنَجِّهِ مِنْ كُلِّ تَشْوِيهٍ وَمَرَضٍ، وَارْزُقْنِي وَوَالِدَهُ بِرَّهُ.
  • يَا مَنْ لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ، اسْتَوْدَعْتُكَ نَفْسِي وَزَوْجِي وَجَنِينِي، فَاحْفَظْنَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ.
  • اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ قُرَّةَ عَيْنٍ لِي وَلِوَالِدِهِ، وَاجْعَلْهُ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ، وَمِنْ حَفَظَةِ كِتَابِكَ الْكَرِيمِ.

تنبيه وإيضاح شرعي هام

تنبيه هام: هذه الصيغ المذكورة في القسم أعلاه هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وهي كافية ومباركة، وفيها غنى عن غيرها.

حكم الدعاء بصيغ لم ترد في السنة النبوية

أجاز أهل العلم الدعاء بصيغ لم ترد في النصوص الشرعية بشرطين أساسيين:

  1. أن يكون معنى الدعاء صحيحاً ولا يخالف العقيدة الإسلامية.
  2. ألا يُعتقد أن لهذه الصيغة فضلاً خاصاً أو أنها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وعليه، فالدعاء بالصيغ العامة التي تحمل معاني طيبة (مثل طلب الحفظ للجنين، أو تيسير الحمل) هو أمر جائز، ولكن يبقى الالتزام بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة هو الأكمل والأفضل والأعظم أجراً.

دعاء لحفظ الجنين من التشوهات مكتوب بخط جميل

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة حول أدعية حفظ الجنين

ما هو أفضل دعاء لحفظ الجنين؟

أفضل الأدعية هي الثابتة في القرآن والسنة، مثل دعاء زكريا “رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً”، وتحصين الجنين بالمعوذات وآية الكرسي، والدعاء النبوي “أُعِيذُكَ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ…”.

هل يجوز أن أدعو الله بأسلوبي الخاص لحفظ جنيني؟

نعم، يجوز الدعاء بأي صيغة طيبة لا تخالف الشرع، كأن تقولي: “يا رب احفظ لي ما في بطني”، لكن الأكمل هو الجمع بين الأدعية المأثورة والدعاء بما يفتح الله به عليكِ.

ما هي أفضل أوقات الدعاء للمرأة الحامل؟

تتحرى المرأة الحامل أوقات إجابة الدعاء العامة، مثل: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، ويوم الجمعة، فالدعاء في هذه الأوقات أرجى للقبول بإذن الله.

وختاماً، فإن أعظم أسباب الحفظ هو التوكل الصادق على الله تعالى، وحسن الظن به، مع الأخذ بالأسباب المادية من رعاية صحية، والالتزام بالرقية الشرعية والأدعية المأثورة التي هي حصن للمسلم في كل أحواله.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات