نص دعاء يحفظك من الموت فجأة (اللهم أجرني من موت الغفلة)

إن الموت حقيقةٌ يقينيةٌ كتبها الله على جميع خلقه، وهو يأتي فجأةً دون سابق إنذار، مما يجعل الاستعداد له أمرًا حتميًا لكل مسلم، وقد أرشدنا الشرع الحنيف إلى الإكثار من الدعاء وطلب حُسن الخاتمة، فالدعاء من أعظم العبادات التي تصل العبد بربه وتجلب له الطمأنينة والسكينة.

يقول الله تعالى في كتابه الكريم عن لحظة الموت التي لا مفر منها:

“وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ” [ق: 19]

لذا، ينبغي للمسلم أن يُلحّ على الله بالدعاء، سائلًا إياه العافية في الدين والدنيا، وأن يتوفاه على أحسن حال وهو راضٍ عنه.

أدعية صحيحة من السنة النبوية لحُسن الخاتمة والحفظ من ميتة السوء

ورد في السنة النبوية الشريفة أدعية جامعة كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها، وهي كافية ومباركة لمن أراد أن يسأل الله الحفظ وحسن المآب، من هذه الأدعية:

1، دعاء الحفظ من فجاءة النقمة

هذا الدعاء من أجمع الأدعية التي يستعيذ بها المسلم من كل ما يسوءه، وهو دعاء صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ”

المصدر: صحيح مسلم، حديث رقم 2739، (حديث صحيح).

شرح موجز: في هذا الدعاء، يستجير المسلم بالله من أربعة أمور عظيمة: ذهاب النعم، وتغير الصحة والعافية إلى مرض وبلاء، ومجيء العقوبة بشكل مفاجئ، وكل ما يسبب غضب الله وسخطه.

نص دعاء اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك للحفظ من موت الفجأة وحسن الخاتمة

2، دعاء الحفظ من كل شر

هذا الدعاء من أذكار الصباح والمساء التي تحفظ المسلم بإذن الله من أن يصيبه شيء فجأة، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ”

المصدر: سنن الترمذي، حديث رقم 3388، (حديث حسن صحيح).

شرح موجز: يُرجى لمن واظب على هذا الذكر صباحًا ومساءً أن يكون في حفظ الله ورعايته من كل مكروه مفاجئ أو بلاء.

صيغ أدعية عامة شائعة

يتداول الناس بعض الصيغ الدعائية التي يسألون الله فيها حسن الخاتمة والوقاية من موت الغفلة، ومن أمثلتها:

  • اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ مَوْتِ الْفَجْأَةِ، وَلَا تَقْبِضْ رُوحِي إِلَّا وَأَنْتَ رَاضٍ عَنِّي، اللَّهُمَّ لَا تُرِنِي فِي أَهْلِي وَأَحِبَّتِي سُوءًا، وَاغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ.
  • اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ مَوْتِ الْغَفْلَةِ، وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَحَسِّنْ خَاتِمَتَنَا، وَلَا تَقْبِضْ أَرْوَاحَنَا إِلَّا وَأَنْتَ رَاضٍ عَنَّا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
  • اللَّهُمَّ إِنَّ أَرْوَاحَ الشَّبَابِ تُقْبَضُ بَغْتَةً، فَاللَّهُمَّ احْفَظْنَا مِنَ الْمَوْتِ الْمُفَاجِئِ فِي لَحَظَاتِ الْغَفْلَةِ، وَاهْدِنَا إِلَى صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ، وَاجْعَلْ خَيْرَ أَعْمَارِنَا أَوَاخِرَهَا، وَخَيْرَ أَعْمَالِنَا خَوَاتِيمَهَا.

تنبيه هام: هذه الصيغ هي مما يتداوله بعض الناس، ولم تثبت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، والدعاء بها جائز من حيث المعنى العام طالما لا يحتوي على محظور شرعي، ولكن الأصل والأفضل للمسلم هو الالتزام بالأدعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فهي كافية ومباركة وأكثر بركة.

موت الفجأة في السنة النبوية

ورد ذكر موت الفجأة في السنة النبوية في سياقات متعددة، توضح حال المؤمن والفاجر معه، وتُبيّن أنه من علامات اقتراب الساعة.

  • راحة للمؤمن وأخذة أسف للفاجر: سألت السيدة عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن موت الفجأة، فقال:

    “رَاحَةٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَأَخْذَةُ أَسَفٍ لِلْفَاجِرِ”

    المصدر: مسند الإمام أحمد، حديث رقم 25055، (حديث حسّنه بعض أهل العلم)، ومعناه أن المؤمن المستعد للقاء ربه يكون موته المفاجئ راحة له من كرب الدنيا، أما الفاجر فيكون حسرة وندامة لأنه لم يتب.

  • من علامات الساعة: أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من علامات اقتراب الساعة كثرة الموت المفاجئ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

    “إِنَّ مِنْ أَمَارَاتِ السَّاعَةِ..، أَنْ يَظْهَرَ مَوْتُ الْفُجَاءَةِ”

    المصدر: المعجم الأوسط للطبراني، (حديث حسّنه الألباني).

المصادر والمراجع

أسئلة شائعة

ما حكم الدعاء للوقاية من موت الفجأة؟

الدعاء للوقاية من موت الفجأة أو ميتة السوء أمر مشروع ومستحب، والأصل في ذلك هو الاستعاذة بالله من “فُجاءة النقمة” كما ورد في الحديث الصحيح، وهو يشمل الموت المفاجئ على حال لا يرضي الله، فالمسلم يسأل الله دائمًا العافية وحسن الخاتمة.

هل موت الفجأة علامة على سوء الخاتمة؟

لا، ليس بالضرورة، كما بيّن الحديث الشريف، قد يكون موت الفجأة راحة للمؤمن الصالح الذي كان مستعدًا للقاء ربه، فينتقل من تعب الدنيا إلى نعيم الآخرة سريعًا، ويكون حسرة وندامة على العاصي الغافل الذي لم يتب من ذنوبه.

ما هو أفضل دعاء للحفظ من كل سوء؟

الأدعية النبوية هي الأفضل والأكثر بركة، ويعد دعاء “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ…” من أجمع الأدعية في هذا الباب، كذلك، تُعد المحافظة على أذكار الصباح والمساء، مثل “بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ…”، من أعظم أسباب الحفظ بإذن الله.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات