دعاء يوم الاثنين مكتوب ؛ اللهم إني أسألك عمل الصالحات

ينبغي على المسلم أن يحرص يوميًا على ترديد الأدعية والأذكار التي تُعد جزءًا أساسيًا من حياته الروحية، فالدعاء هو العبادة، وهو وسيلة المؤمن للتقرب من خالقه، وطلب الخير، ودفع الشر، وتحصيل الراحة النفسية والسكينة القلبية، إن تخصيص وقت يومي للدعاء للنفس والأهل وعموم المسلمين له أثر عظيم في جلب البركة، وتعزيز اليقين بقدرة الله ورحمته الواسعة.

حكم تخصيص يوم الاثنين بأدعية معينة

قبل استعراض بعض صيغ الدعاء، من المهم توضيح أنه لم يرد في السنة النبوية الصحيحة تخصيص يوم الاثنين بأدعية محددة بعينها، يوم الاثنين يوم مبارك تُعرض فيه الأعمال على الله تعالى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه، لذلك، هو يوم مناسب للإكثار من العبادة بشكل عام، بما في ذلك الدعاء، ولكن دون تخصيص صيغة معينة واعتقاد أن لها فضلاً خاصاً بهذا اليوم.

الأصل هو لزوم ما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة من أدعية جامعة، فهي كافية ومباركة، ويمكن للمسلم أن يدعو بها في كل وقت وحين، بما في ذلك يوم الاثنين.

أدعية صحيحة من القرآن والسنة تناسب كل وقت

هذه مجموعة من الأدعية الموثوقة التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، ويُستحب للمسلم أن يُكثر منها في كل أوقاته:

  • دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة: وهو من أكثر الأدعية التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم.

    “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”

    (سورة البقرة، الآية 201).

  • دعاء لطلب العفو والعافية: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح:

    “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي”

    (رواه أبو داود وصححه الألباني).

  • دعاء تفريج الكرب: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب:

    “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ”

    (متفق عليه، صحيح البخاري وصحيح مسلم).

نصوص أدعية جامعة للخير مكتوبة بخط واضح وجميل

أمثلة على أدعية عامة للخير وصلاح الحال

يمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى بما يفتح عليه من صيغ الدعاء التي تحمل معاني طيبة ولا تخالف الشرع، وهذه بعض الأمثلة على الأدعية العامة التي يمكن الدعاء بها لطلب الخير والبركة في كل وقت:

  1. اللَّهُمَّ يَا رَبَّ الْعَظَمَةِ وَالْجَلَالِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَنِي عَمَلَ الصَّالِحَاتِ، وَتُعِينَنِي عَلَى فِعْلِ الْخَيْرَاتِ، وَأَنْ تُبْعِدَ عَنِّي كُلَّ مَا يُغْضِبُكَ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي رِضَاكَ وَجَنَّتَكَ، وَاصْرِفْ عَنِّي أَقْدَارَ السُّوءِ، وَقَرِّبْنِي إِلَيْكَ بِقَلْبٍ مُخْلِصٍ طَاهِرٍ.
  2. يَا رَبِّ، اسْتُرْنِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَلَا تَجْعَلْ لِأَعْدَائِي سَبِيلًا لِلشَّمَاتَةِ فِيَّ، اللَّهُمَّ أَكْرِمْنِي بِسَعَادَةٍ تَتَجَلَّى فِي رِضَاكَ وَتَوْفِيقِكَ وَرَاحَةِ قَلْبِي، وَأَغْدِقْ عَلَيَّ مِنْ نِعَمِكَ، وَارْزُقْنِي رِزْقًا طَيِّبًا حَلَالًا يُغْنِينِي عَنْ سُؤَالِ الْخَلْقِ.
  3. يَا اللهُ، ارْزُقْنِي حَيَاةً تَتَخَلَّلُهَا بَرَكَاتُكَ، وَأَعْمَالًا تُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ خَسَارَةٍ وَأَلَمٍ، اللَّهُمَّ أَبْعِدْ عَنْ أَخْلَاقِي الْفُحْشَ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْصُرُونَ الْخَيْرَ وَيَبْتَعِدُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ.
  4. اللَّهُمَّ اجْعَلْ طَرِيقَ الْخَيْرِ مُيَسَّرًا لِي، وَدُلَّنِي عَلَى سَبِيلِ الطَّاعَةِ، يَا رَبِّ، ارْزُقْنِي تَوْفِيقًا لَا يَتَوَقَّفُ، وَرِزْقًا يَسَعُنِي، وَهَبْ لِي ذُرِّيَّةً صَالِحَةً مُطِيعَةً، اللَّهُمَّ أَزِلْ عَنْ قَلْبِي كُلَّ مَا يُثْقِلُ رُوحِي، وَاجْعَلِ الْبَرَكَةَ فِي حَيَاتِي وَأَيَّامِي.

تنبيه هام: هذه الصيغ هي من الأدعية العامة التي يتداولها الناس، ولم تثبت بسند خاص عن النبي صلى الله عليه وسلم، الدعاء عبادة، والأصل فيها الالتزام بما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فهي كافية ومباركة، ويجوز الدعاء بغيرها ما لم يتضمن معنىً باطلاً أو محذوراً شرعياً.

أدعية جامعة لجلب الرزق وطلب الفرج

السعي لطلب الرزق الحلال عبادة، والدعاء من أعظم أسباب تحصيله ونزول البركة فيه، وهذه أمثلة أخرى على أدعية عامة يمكن للمسلم أن يناجي بها ربه لطلب الرزق وتفريج الكروب:

  • اللَّهُمَّ يَا مَنْ وَسِعَتْ رَحْمَتُكَ كُلَّ شَيْءٍ، أَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ، وَاجْعَلْنِي دَائِمًا شَاكِرًا مُسْتَغْفِرًا، وَاصْرِفْ عَنِّي يَا رَبِّ كُلَّ شَرٍّ، وَاحْفَظْ حَيَاتِي وَأَحِبَّتِي مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ.
  • يَا مَالِكَ الْمُلْكِ، يَا رَازِقَ الْعِبَادِ، اسْكُبْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْوَاسِعِ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ، وَمِنَ الْبَرَكَاتِ الَّتِي لَا تَزُولُ، وَقَوِّنِي عَلَى أَنْ أَكُونَ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ.
  • رَبَّنَا اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ، ارْزُقْنِي رَاحَةَ الْبَالِ وَسَعَادَةَ الْقَلْبِ، وَكُنْ عَوْنًا لِي فِي كُلِّ أَمْرٍ عَسِيرٍ، وَفَرِّجْ كَرْبِي عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ، وَهَبْ لِي قَلْبًا خَاشِعًا لَا يَخَافُ إِلَّا مِنْكَ.
  • اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ بَلَاءٍ عَافِيَةً، وَامْنَحْنِي الصَّبْرَ عَلَى مَا قَدَّرْتَ، وَارْزُقْنِي رِضًا لَا يَنْقَطِعُ، وَسَعَادَةً تَعْمُرُ أَيَّامِي.

دعاء لطلب الرزق والفرج مكتوب على خلفية هادئة

يتوجب على المسلم أن يسعى دائمًا لرضا الله تعالى في جميع أوقاته، وأن يحرص على المحافظة على صلاته، وذكر الله، وتلاوة القرآن، وأن يدعو الله في أوقات الإجابة بتضرع وخشوع؛ فبذلك يطمئن قلبه، وتحل البركة في حياته، وينال القرب من الله عز وجل.

المصادر والمراجع

الأسئلة الشائعة

هل يوجد دعاء مخصص ليوم الاثنين؟

لا، لم يثبت في السنة النبوية الصحيحة وجود دعاء مخصص ليوم الاثنين، ولكن يُستحب الإكثار من الدعاء بشكل عام في كل الأوقات، ويوم الاثنين يوم فاضل تُعرض فيه الأعمال، مما يجعله وقتاً مناسباً للعبادة والدعاء.

ما هي أفضل الأدعية التي يمكن أن أقولها؟

أفضل الأدعية وأجمعها للخير هي الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، مثل “ربنا آتنا في الدنيا حسنة…”، وأدعية الصباح والمساء، وأدعية الكرب والهم، فهي جامعة للخير، ومباركة، وثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

هل يجوز الدعاء بصيغ من عندي لم ترد في السنة؟

نعم، يجوز للمسلم أن يدعو بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة، وبأي صيغة كانت، بشرط ألا تحتوي على اعتداء في الدعاء أو إثم أو قطيعة رحم، وألا يعتقد أن لهذه الصيغة فضلاً خاصاً أو أنها سنة متبعة.

عن احمد نصر

بقلم: أحمد نصر باحث ومحرر محتوى إسلامي متخصص في قسم الأدعية بموقع [أُوني]، يكرس جهوده لجمع وتدقيق الأدعية المأثورة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتقديمها للمسلمين في إطار موثوق وسهل الفهم، يسعى أحمد لتقديم محتوى ديني يعزز الصلة بالله ويستند إلى المصادر الشرعية الصحيحة.

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات